٣١ ديسمبر – في شهر ابريل اقتنعت بعد نقاش مع صديقين ان اقوم بالنشر على مدونة أو موقع خاص أضع عليه أهم ما أكتب سواء لوسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك أو لمواقع احترافية أو انشره في كتب ودراسات. ساعدني الاصدقاء في بناء الموقع البسيط للغاية وانا سميته “حفر وتنزيل” وهو مصطلح شامي سوري يعني فن التطعيم على الخشب واشارة الى الدقة والتأني. تعلمت شوية حاجات في السكة ودلوقتي انا اللي بعمل كل الشغل عليه وساعات اتزنق ف ارجع استعين بصديق من الاتنين (مشكورين وممتن لهم جدا). نشرت اول مقالة لي في ٢٨ ابريل ٢٠١٩ وفي الثمانية شهور التالية نشرت حوالي ١٢٠ صورة وتعليق ومقالة إضافة إلى كتاب قديم عن افغانستان وكتاب صدر في نوفمبر عن اوضاع العمل من أجل حقوق الانسان في عدة دول عربية. تصفح الموقع عشرة آلاف زائر قاموا ب ٢٠ ألف زيارة، يعني حوالي الفين وخمسمئة زيارة شهريا وهذا رقم مرضي جدا لي.
سلسلة مقالاتي الثمانية عن هزيمة يونية ١٩٦٧ أحرزت لوحدها نصف الزوار واخدت اول ثلاثة مواقع في المقالات الأكثر مقروئية وهذا هو رابط السلسلة https://khaledmansour.org//category/مقالات-دراسات/حرب١٩٦٧/
وكان اكثر رابع مقال شعبية عن صفقة القرن ولماذا ستفشل وهذا رابطه https://khaledmansour.org//…/صفقة-القرن-هل-ينجح-الجهل-والمال…/
مقالتي عن سقوط البشير كانت من بين اعلى عشر مقالات قراءة على الموقع (حظوظها كانت افضل كثيرا على موقع درج الذي نشرها مع فيديو قصير عن تطور ازمة السودان ونجاح الثورة ومآلاتها) https://khaledmansour.org//…/يسقط_بس-وها-قد-سقط-البشير-فماذا…/
ونال كتاب “خلف الستار: وجه أخر لأفغانستان” قراءة طيبة وربما أفضل مما قدمه لي ناشر الكتاب عندما صدر منذ عشر سنوات في طبعته الاولى. وقد أجريت تعديلات بسيطة ونشرت كل الهوامش التي حذفها الناشر الأصلي. وهذا رابط ١١ فصلا للكتاب نشرتها على الموقع https://khaledmansour.org//category/افغانستان-ar/
ورغم عمرها الطويل نسبيا بالنسبة لمقالات تحليلية آنية حصلت تسع مقالات عن الربيع العربي نشرتها في صحيفة التحرير في ٢٠١٣ – ٢٠١٤ على الف قراءة وكلها على الرابط التالي https://khaledmansour.org//?s=الربيع+العربي
ونال كتاب “طريق وعر: نشأة وتطور وتحديات حركة حقوق الانسان في العالم العربي” اربع زيارات فحسب ولعل هذا يدل على تدني الاهتمام وربما اللامبالاة بحال هذه الحركة البائس وتحدياتها الهائلة وطريقها الوعر. وهذا رابطها https://khaledmansour.org//…/تقرير-طريق-وَع%D9%90رْ-نشأة-وتط…/
اتفضلوا وتابعوني على الموقع https://khaledmansour.org/ كل سنة وكلنا محاطون بما نحب ومن نحب وقريبين ممن يحبوننا.
العربي تحت — English here– 13 January – had only two car accidents in my 25 years of driving when I was hit by driverless (yes cars without drivers because they were left uphill with no handbrakes). One totaled my car in 1994 in Johannesburg because the truck came loaded downhill and head on without any chance of avoiding it. The driver and his assistant were running after the car and I had nowhere to go. No scratch. Today in Amman while driving at 5km per hour in traffic another truck just slid backward into the road from a parked spot uphill and honking and honking I watched as this unloaded truck rammed into my car to cause a major dent.
The driver came running from a supermarket holding a shopping bag and looking horrified. In both cases I had to explain to befuddled insurance people that I was hit by driverless cars. I miss flat Egypt where your car is dented from the side and the back by reckless drivers, much better than having unmanned vehicles charging at you.
عملت حادثين عربية طول حياتي يعني ف ٢٥ سنة سواقة، وف المرتين خبطتني عربيّات نقل مفيهاش سواقين عشان الاسطواتً سابوا العربيات على منحدر وراحوا يعملوا حاجة (يشتروا سجاير مثلا). اول مرة في ١٩٩٤ ف جوهانسبرج اتدمرت عربيتي تماما عشان هجمت عليا شاحنة متحملة والسواق والتباع بيجروا وراها من اعلى التل عشان نزلوا يعملوا حاجة وسابوها دايرة ومن غير شد فرامل اليد.
النهاردة ف عمّان وانا ماشي على سرعة ٥ك ف الساعة في زحمة المرور فجأة ريّحت عربية نقل راكنة على الجنب اعلى التل .. وتزمر وتزمر وطبعا عربية نقل من غير سواق، فشخت عربيتي من قدام طبعا. والسواق طلع جري من السوبرماركت شايل كيس في ايده. ف الحالتين طلعت سليم لكن مسخرة انك تشرح لموظف التأمين ان عربيتك خبطتها عربية هربانة! ميزة القاهرة ان اللي بيخبطك سواقين من ورا ومن الجنب خبطات صغيرة كدة، مفيش تلال ولّا مرتفعات تهرب على انحداراتها السيارات! عاشت الارض مسطحة وتسقط التلال والمرتفعات … بس لازم اعرف مين مسلط عليا العربيات المارقة من الخدمة!
١١ يناير- اثار ١١ سبتمبر بعيدة المدى. وبداية من هذا التاريخ ادركت معظم النخبة السعودية الحاكمة ان مشروعا للهيمنة والقوة استمر سنوات طويلة معتمدا على السلفية في الداخل والجهاد المسلح والإخوان في الخارج يجب ان ينتهي وبدأ التحول الفعلي مع محمد بن سلمان ، بينما ادركت النخبة الحاكمة في الإمارات ببطء انها يجب ان تستثمر في هذا التحول فأنفقت مليارات كتيرة في محاربة الجهاد المسلح والسلفية والإخوان في الداخل والخارج وبدء التحول الفعلي مع محمد بن زايد. ولكن السنوات الطويلة من الانفاق والدعم تجعل التحول السعودي بطيئًا وصعبًا وخطرًا بينما تدرك الامارات تدريجيا انه ليس بالمال وحده تحرز النصر وان جوائز الكتب الكبيرة ومحطات التلفزيون المعقمة والجامعات الامريكية المستوردة والمتاحف الباذخة لن تخلق قوة ناعمة لبلد عدد الأجانب العاملين فيه دون أي حقوق سياسية أضعاف عدد المواطنين الذين هم منقوصي الحريات اصلا.
11 January – “Star Wars” last movie is an example of an idiosyncratic Hollywood portrayal of resistance and oppression where the state and order holds the mantle of Fascism and exploitation while hope is carried forward by loose troops and non hierarchical largely nomadic groups.
Very strange because the first camp of order is given now as the planetary “hope” for stability and progress with a NATO at hand to enforce this order, while such resistance groups (if they exist and even in peaceful ways) would be at best dismissed as anarchists, or killed as terrorists. This whole binary is rooted in the 1930s and 40s where the Spanish, French and other forms of resistance rid the world of nazism and consequently also colonialism, but now it is an anachronistic portrayal of sorts and often for good reasons.
Well, having had four unruly kids dumbed by their shopping parents next to me munching on an endless stream of stuff that they left every 20 minutes to replenish and sometimes playing their video games and talking loudly — all triggered a very latent disciplinarian and fascist streak in me that was hard to repress. See what they left behind to understand why I would have invoked Seth and other dark lords against them!
١١ يناير – اعتراف جيش ايران باسقاط الطائرة الاوكرانية المدنية وقتل ١٧٦ بني ادم ح يسيطر النهاردة ع السوشيال ميديا، الممانعة ح يبرروا ويقولوا خطأ بشرّي وضباب الحرب وكدة ويغيروا الموضوع وخلونا نتكلم عن ضحايا الامريكان، والخلايجة وأصحابهم ح يهيصوا، والكنديين ح يطلبوا تعويضات فشخ وتحقيق افشخ، وترامب ح يبعت شوية تغريدات شماتة، والقيادة المركزية للجيش الامريكي ح تسترخي اكتر، واحنا ح نترحم ع اللي ماتوا وندعي ع الجيش الإيراني والامريكاني ومن شايعهما من الساسة والعسكر.
١٠ يناير – عن كتب الثورة – مع مراقبة مستمرة لضغط الدم اقرأ حاليا ٣ كتب بالتوازي عن ثورة يناير ٢٠١١. “الجيش والاخون” لمصطفى بكري و”في يد الجنود Into the Hands of Soldiers” لديفيد كيركباتريك، و “داخل الإخوان Inside the Brotherhood” لحازم قنديل.
لن اتحدث عن الكتب بل عن ورحها ومن كتبهاَّ.
كتاب ينقل صاحبه بالمسطرة من تقارير أمنية واستخبارية تفضحه لغتها ومقاربتها، وكاتب ينتقل بين عشرات المصادر والتقارير ويحاول بناء قصة متماسكة لما حدث، كاتب يعمل لدى اجهزة او يتقرب منها، وكاتب يستجوب اجهزة مدفوعا بتدريب أكاديمي أو صحفي معني بخدمة قارئه الذي هو ليس الحكومة أو النظام الحاكم أو الجنرال فحسب، بل قارئ عام أو أكاديمي يعرف غالباً تلافيف الموضوع الذي يتحدث عنه الكاتب، كاتب يتحدث عن نفسه داخل القصة فلا تعرف إذا كان صحفيا أم كاتبا لسيرة ذاتية تجعل صاحبها محركا للاحداث (الله يرحمنا ويحاسب هيكل بقه)، وكاتب لا تلمح له يدا ولا صوتا في الكتاب ربما بسبب تدريبه الاكاديمي. كتاب تعرف ان محررا حقيقيا راجعه فقدم واخر ورتب وحذف المكرر وصحح لصاحبه اخطاء منطقية ولغوية، وكتاب تعرف انه قص ولصق من مقالات وان فصولا كُتبت له، كتاب تشعر بالتدقيق ان صاحبه متعاطف مع جانب دون اخر، مع جانب الضحية والجانب الأضعف في تلك الحالة، دون ان يسقط بوضوح في اللامهنية، ولكنه متعاطف مما يخل بالتحليل والرؤية، وكتاب يقول لك بوضوح انه منحاز وانك خاين لو مش منحاز زيه! كاتب تعرف انه غريب عن المكان وكاتب تعرف ان فوضى وسلطوية المكان تعميه وثالث يحتفظ بمسافة نقدية جيدة ولكنه لا يحكي بلغة صحفية اسهل واسلس على القراءة احيانا.
وطبعا هناك صف اخر من الكتب اعيد قراءته لفائدته لان مصريين كتبوه يتحدثون عن همهم من منطلق فكرهم. من أهمهم واحدثهم “ثورة يناير .. رؤية نقدية” لعمر عبد الرحمن واخرين، و”زمن الوحوش الضارية” لمحمد مصطفى وبلال علاء، ومن أهمهم وأقدمهم “مسارات الثورة” لشريف يونس، و”الثورة الآن” لسعد القرش، و”الثورة التائهة” لعبد العظيم حماد، وهناك صف كتب انجليزية قررت الا اقرأها مرة اخرى لبهجت قرني ورباب المهدي وستيفن كوك وتاناسيس كامبانيس وغيرهم لضيق الوقت.
اوّمال ح تتنيل تكتب امتى؟ المحرر اللي بيشتغل معايا مش ح يرد على ايميلاتي بعد كدة أكيد!!!
١٠ يناير – كلما ارهقني محاور في السياسة في بلادنا تذكرت ان “المساومة” والتنازلات المتبادلة هي قلب الممارسة السياسية في البلدان المستقرة نسبيا بينما هي كلمات قبيحة في ثقافتنا السياسية!! (كم سمعنا حتى وقت قريب: نحن لا نساوم ولا نفرط، لا مساومة، لا تنازل، ثابتون على المبدأ، … الخ) طب ممكن نقول حلول وسط طيب ونعديها ولا ح نقضيها سلفية جهادية وسلفية علمانية وسلفية وطنية وسلفية قومية وسلفية دولتية تصر كلها على حلها الذهبي المنزل الوحيد وعلى ان تكسب كل شىء او تخسر كل شىء (طبعا كل هذا على صعيد الخطابة والحوار بينما كثيرون من كبار قادتهم يعقدون الصفقات ويبيعونا ويبيعون اهاليهم في الغرف الخلفية).
١٠ يناير – كلما قرأت عن علاقات الاخوان والجيش في مصر، تحيّرت كيف ولماذا عجزت الجماعة عن تقديم حلول وسط ملهمة لطمأنة هذه المؤسسة العسكرية المهيمنة والاستعانة الحقيقية الممتدة في ذلك الصراع السياسي المعقد معها بقوى سياسية اخرى (مش حزب النور الذي يفضّل الحاكم الظالم عن “الفتنة”).
ويبدو لي ان المشكلة الرئيسية لم تكن في تعنت من جانب جيش ظل متسقًا مع ذاته وتصوراته عن العالم ولكنه قبل المساومات وبعض الحلول الوسط، ولكنها كانت في تجاوز الاخوان لقدراتهم الفعلية على الارض بمراحل والتغافل المريع عن حل تناقضات عميقة في موقفهم من علاقة الدين والدولة، والسياسة والشريعة، والأمة والدولة (والأمة إسلامية ام عربية ام مصرية). وفي قلب هوس واستحالة فك هذه التناقضات بسرعة نست الجماعة ان هناك اغلبية شعب (٧٥٪ لم ينتخبوا مرسي في الجولة الاولى في انتخابات مايو ٢٠١٢) مهتمة بقضايا أخرى اقتصادية واجتماعية وحياتية وخدماتية، وأن لهذه الأغلبية مواقف متباينة في المسائل الهوياتية والأيديولوجية الاقل أهمية بالنسبة لها. ونسى الاخوان ايضا في حمى نشوة الانتصار الجزئي قلقاً رهيباً بين النخب غير العسكرية (القضاء والإعلام والرأسماليين) والأقباط ودوّل المنطقة المحافظة ولا سيما في الخليج واسرائيل. مين من الجماعة اًو صحفي مطلع على الاخوان كتب كويس عن كواليس هذه الفترة داخل الجماعة؟ الفترة من ٢٠١٠ حتى ٢٠١٤.
١٠ يناير — عندما يستمر يوم الأحد ٤٨ ساعة في نفس الفقرة! (كتاب مصطفى بكري “الجيش والإخوان” صفحة ٢٧٤)
١٠ يناير – “لقد تحدثت مع الفريق سامي (عنان) قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة عندما طلب منِّي الترشح أكثر من مرة لانتخابات الرئاسة، فاعتذرت، وقلت له: لماذا لا تترشح انت؟ فقال لي: ليس لدي مانع، المهم أن يوافق المشير (طنطاوي) على ذلك.” —- درر متناثرة في كتاب مصطفى بكري، “الجيش والإخوان: أسرار خلف الستار” — صفحة ١٩٨.
تتحدث الفقرة العجيبة عن انتخابات ٢٠١٢ التي شهدت بعد ذلك دخول رئيس المخابرات السابق عمر سليمان السباق في اللحظة الاخيرة ليخرج بعدها بعدة ايام وفي يده اليمني خيرت الشاطر واليسرى حازم ابو إسماعيل، وكلهم لاسباب “قانونية” ولا مؤاخذة حيث كانت توكيلات سليمان اقل ب ٣١ توكيلاً في محافظة أسيوط !!! بينما لم ينل الشاطر رد اعتبار كامل من حكم سابق بالسجن!!! وطلعت أم حازم أمريكانية!!!
٩ يناير – “ووقفت أمام نقابة المحامين بشارع رمسيس في هذا الوقت المبكر من الصباح، أهتف في عرض الشارع “يسقط يسقط حسني مبارك”، التف حولي المئات ثم الآلاف وحملوني على الأعناق ومضينا في مظاهرة عارمة باتجاه ميدان التحرير مرورا بماسبيرو … مضينا بالمظاهرة، صعدت على ظهر ناقلة للجيش، ألقيت خطابا وسط الآلاف، ثم بقينا في الميدان لعدة ساعات، ثم مضينا باتجاه مبنى التلفزيون محمولا على الأعناق” — مصطفى بكري يتحدث عن نفسه في كتابه “الجيش والأخوان: أسرار خلف الستار” صفحة ٢٤. (الفقرة تتحدث عن صباح السبت ٢٩ يناير)
٩ يناير – مكفوف يتعلم التصوير. قصة فيديو غاية في اللطف والأمل، حسين ده انسان زين خالص، ومدى موقع زين ايضا. وطالما حسين عارف يصور انت كمان ممكن تخش على موقع محجوب. اتصرف! https://madamasr.com/ar/2020/01/09/feature/مجتمع/المصور-الحسي/
٧ يناير – ساتذكر دائما لطف وألمعية ومعرفة الدكتور Fouad A. Riad الموسوعية في الموسيقى والقانون في لقاءاتنا القليلة المتباعدة، وأتمنى لو كان الرجل الذي غادرنا في الساعات القليلة الماضية قد ترك لمن بعده مذكراته وخاصة عن السنوات ٢٠١١-٢٠١٤ عندما اقترب من السياسة العليا في مصر وتُوج هذا برئاسته اللجنة القومية المستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصي الحقائق التي واكبت ثورة 30 يونيو سنة 2013 وما أعقبها من أحداث (من احداث الحرس الجمهوري للمنصة لرابعة للنهضة)
وكثيرا ما شكا الراحل بلطف وحرص مفهوم من عدم نشر تقرير اللجنة كما فعل على فيس بوك في اول الشهر الماضي عندما توفى محمد بدران الذي “كان دوره قياديا في إعداد تقرير اللجنة بشأن هذه الأحداث، وهو تقرير لا زال طي الكتمان حتى الآن”. (مقتبس من بوست الدكتور رياض في اول تعليق). تحدثنا كثيرا في ٢٠١٣ و ٢٠١٤ وتعلمت منه بعض خفايا القانون الدولي، وقدمت له نسخة من تقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية “أسابيع القتل” قبل نشره من اجل تضمينها في عمله ورد برسالة شكر لطيفة (وكان هو التقرير المصري الوحيد المنشور عن تلك الفترة المرعبة من تاريخنا الحديث ورابطه https://eipr.org/publications/اسابيع-القتل) وسعيت معه للتدخل كيفما يقدر من اجل اطلاق سراح أحد طالباته التي كان يتذكرها ويحبها بعد أن قُبض عليها في أحد مظاهرات تلك الفترة ولكنه قال بشكل رسمي: “الأمر في يد النيابة ولا يصح التدخل.”
كان عمل الراحل في هذه اللجنة بمثابة رقصة البجعة أو المساهمة الكبرى الأخيرة لرجل في منتصف العقد التاسع من العمر آنذاك، رجل كان يعتقد ان القانون يجب ان ينظم السياسة ولم يدرك أحيانا كيف تتلاعب السياسة بالقانون عادة وبشكل صارخ وغير متوقع في بلادنا. ولكن لم يكن له إلا أن يواصل حياته هكذا وخلفه تاريخ شخصي ومهني حافل لباحث واكاديمي ومعلم وقاض دولي. درس في جامعات القاهرة والسوربون ودرّس في كلية الحقوق بالقاهرة وعمل كقاض في في المحكمة الجنائية الدولية لمجرمي الحرب في يوغسلافيا، وكان عضوا في المجلس القومي لحقوق الأنسان في مصر.
كان الدكتور رياض معتدا بانجازاته وعلمه ولكن دون غرور ، وأصابته تجربة اللجنة ببعض المرارة وخاصة افتقارها إلى ميزانية وكيان مستقل حقا وفكر في الاستقالة ولكنه كان أمراً صعباً لأسباب عديدة. سيفتقد كثيرون رحيل الرجل وسنكون قد خسرنا الكثير لو كان قد رحل عنا دون مذكرات عن تلك السنوات التي عملها في مجلس حقوق الإنسان أو في لجنة تقصي الحقائق. في بلاد تعاني من غياب أي أرشيف حقيقي مفتوح امام الناس في مصر يكون رحيل كل شخص مثله خسارة لا تعوض للذاكرة الجمعية فيما يتعلق باحداث السياسة العليا.
كان فؤاد رياض مهتم صدقا بقضايا اقباط مصر ورحل في ذكرى ميلاد السيد المسيح. وكما جاء في العهد القديم: “الْحَيَاةُ الصَّالِحَةُ أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، أَمَّا الاِسْمُ الصَّالِحُ فَيَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.”
٦ يناير – بكت مونيكا في اخر السهرة وقالت: “أنا لست قاتلة؟ لست قاتلة. كان كل عملي وتخصصي هو ان اجلس أمام شاشة الكمبيوتر في القاعدة في ميونيخ تحت الأرض وأحدد ان هذا هدف شرعي ثم اضغط زر حتى تصل المعلومات الى قاعدة اخرى في مكان لا اعرفه ومنها للطائرات العادية او المسيرة التي تقصف الهدف”. ثم واصلت البكاء وانا عاجز وربما غير راغب في مواساتها رغم قدراتي الفائقة المجربة في التعاطف مع صنوف من الاشرار وتفهم من اين تأتي افعالهم. وكان هذا مساء اليوم الذي قصفت فيه طائرات بلادها قرية افغانية زاعمة انها قتلت أحد زعماء الطالبان المحليين بينما أنهت القذائف حياة عشرات النساء والاطفال والابرياء من الرجال تحت كتل الطين ومخترقين بالشظايا القاتلة.
تذكرت حواري مع مونيكا اليوم وانا اقرأ تقرير نيويورك تايمز عن القصف الروسي والسوري لمدارس وحضانات اطفال ومستشفيات في ادلب. تذكرته بعد أن شاهدت شرائط فيديو من قصف الكلية العسكرية في طرابلس.
طبعا لا يجعل هذا السادة جولاني والبغدادي وسليماني وعلوش والظواهري غير الوجه الاخر للعملة القذرة التي تدعي انه لا شرف ولا كرامة ولا قواعد في الحرب — المدرسة التي خرج منها ضابط روسي قال لزميل يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية العام الماضي: “حتى لو مدارس او مستشفيات فهي تعلم اوتعالج ارهابيين وهي اهداف مستحقة” — وهي نفس المدرسة التي خرج منها مفجرو السفارات وخاطفوا الطائرات.
ماذا كانت البشرية تفعل اذن يا اولاد الكلب طوال مئات السنين هذه سوى وضع قواعد للصراع والقتل السياسي لتجعله اقل تدميرا وعشوائية حتى وصلنا لاتفاقيات جنيف لتنظيم الحرب؟ (اسماء مونيكا والمدينة التي فيها القاعدة التي كانت تعمل بها غيرتها لحماية شخصيتها وتركت لكم تخمين اسم بلدها).
٤ يناير – قال لي الطبيب المصري الكفؤ : “لا تمشي كثيرا واستعمل عكازين كي يلتئم الكسر.” وبعدها بيوم أكد لي الطبيب التركي الماهر :”يجب ان تمشي اكثر وتستعمل عكازا واحدا من أجل أن يلتئم هذا الكسر”. ولأني اثق في خبرتهما وجديتهما، اتصلت بطبيب ألماني كي أسمع رأيًا ثالثًا وفرحت بنفسي لاني من سنوات طويلة آمنت ان الطب نفسه علم وتقنيات ولكن التشخيص النهائي والعلاج أمور يصح بل يتعين الاختلاف فيها ومن حق صاحب الجسد الخاضع للفحص ان يتخذ القرار النهائي إذا كانت هناك خيارات، وفي الاغلب هناك خيارات متعددة وليس طريقا واحدا. ان يختلف المصريون والاتراك في السياسة امر مفهوم، وايضاً في الطب
– English below ٣ يناير – ناس كتيرة وانا واحد منهم مش عارفين يتخلصوا من شعور همه عارفين انه غلط ومضطرب وملخبط بانه كويس ان رئيس المخابيل ترامب قتل الجنرال الايراني الدموي اللي على ايديه وبسبب خططه انقتل مئات الاف من الناس في المنطقة المنكوبة بتاعتنا. وطبعا مش ممكن نستبعد ان حركة الكاوبوي ترامب تسبب فيها في الاغلب تحرك الحزب الديمقراطي ضد الرئيس الهايج في الكونجرس من اجل محاكمته ووهم عزله (اللي مش ح يحصل).
فيه هجمات ودم ح يحصلوا بسبب قتل سليماني وزي ما انتم شايفين من اول الامام خامينئي لغاية السيد نصر الله الذي يتبعه تتعالي صرخات الحزن ودعاوي الانتقام ولكن الدم يسيل انهارا في تلك المنطقة البائسة من سنوات طويلة على يد سليماني وعلى يد نظيره الامريكي السيد ترامب ومن سبقه في البيت الابيض منذ مطلع القرن. وجهان لعملة واحدة حقيرة ووضيعة يخدمان كلاهما مصالح دولتيهما ويمثلان قطاعات ليست صغيرة في مجتمعاتهما. ولن يؤدي اختفاء سليماني المؤكد وعزل ترامب المستبعد الى تغيير الكثير. والاسترحامات والانذارات والاستعطافات المتلاحقة بشأن حماية القانون الدولي والتنديد بانتهاكاته المتواصلة على يد ميليشيات ودول وافراد من طهران وحتى واشنطن — كلها نداءات خاوية واخلاقياتها لا تهز الكثيرين او تحركهم.
يجب ان تتغير قواعد اللعبة التي تآكلت ولا يطيعها معظم اللاعبين — ولكن كيف؟ لندع لحظة الشعور بالعدل “الإلهي” أو “الشعري” بسبب مقتل سليماني تتبخر سريعا، لان الدم والطين الذي يتطاير من مراوح الطائرات المقاتلة يغطينا جميعا فعليا وبلاغيا ويتطاير في كل الاتجاهات. نحتاج ان نفكر بشكل اعمق فيما يمكن ان نفعله من اجل ان نبدأ عملية التنظيف ببطء حتى يمكنا الخروج من المستنقع — أو حتى يمكن لنا الاستكانة والرضوخ للواقع الحاضر المر ولعجزنا ولكن نواصل الاستعداد والعمل من اجل مستقبل مختلف رغم انه بعيد بعيد.
Many including my humble self cannot banish away a very twisted and crooked sense of justice served by the assassination of Qassem Soleimanni at the hands of the moron-in-chief, Trump. Nor can we all comfortably rule out that this cowboy act was probably an outcome of the impeachment process waged by the Democratic Party against the vile president.
There will be blood indeed, people warn, but there has been huge amounts of blood spelt already by Trump and Soleimanni (yes they are two faces of one ugly coin and they both serve their states and sadly represent certain strong tendencies in their societies). The disappearance of both would not resolve much. Cries for restoration of international law and and condemning the illegal assassination as state terrorist — are all vacuous.
The rules of the game have been eroding and now it is time to build new rules but how? Let this fleeting moment of a “sense of justice” evaporate quickly as it will, because the mud that hit the fan has been ricochetting in all directions and we need to think deeper on what we can can do to clean it up and slowly get out of the swamp — OR resign to our current fate and impotence but prepare for a different if distant future!
١ يناير – وقال سائق التاكسي الشاب ابن دار السلام ونحن نعبر كوبري قصر النيل: “بص حضرتك كل الناس دي، الشباب والعيال والرجالة والستات والهلمة دي جايين من حتت زي بولاق وامبابة عشان مخنوقين وعايزين يشموا هوا .. واهمه بيتمشوا ع الكوبري ده عشان معاهمش فلوس يقعدوا في كافيه او اي حتة. همه في الاخر جايين يتفرجوا على بعض. وبكره يقفلوا الجنينة اللي جنب الكوبري زي ما عملوا على كورنيش المعادي حضرتك ويعملوها عمارات ولا يأجروها كافيهات او حتى يقفلوها وخلاص. وممكن يبدأوا يدخلوا الناس الزمالك بالبطاقة او يسيبوا الزمالك تحصل المنيل.”
١ يناير – وإذ لحظة وأنت جالس بجوار سائق التاكسي ويده اليمنى على وشك تضرب وشّْك وهو يمدها أمامه ويشير بها ليمينه ويقولك: يعني نخش الشمال ده؟
١ يناير – “هذا وطن يخطط فينا وليس وطنا نخطط فيه” — كل سنة وانتم طيبين والخطوط والعلامات ف قلوبكم وحياتكم أقل أو أحن
١ يناير – وقضيت راس السنة فين حضرتك؟ على كوبري ٦ اكتوبر في التاكسي سعادتك