قبة الصخرة، والخوف من التطعيم، وشيخ الازهر، وتوفيق الحكيم وانجي افلاطون وكتب اخرى (حالات فيسبوكية: أول يناير حتى 15 مارس 2021)

Facebook
Twitter
LinkedIn

١٣ مارس – كرجل وانسان ومواطن مصري افزعتني تقارير عن تعديلات مقترحة في قانون الاحوال الشخصية تنزع عن المرأة حقها الاصيل في الولاية على نفسها وعلى أطفالها. للنساء أهلية، مثلهن مثل الرجال، ولهن الحق في إدارة شؤونهن وشؤون أطفالهن، والانتقاص من هذه الولاية هو أمر ليس فقط مخالف للدستور – إن كان الناس ما زالوا يهتمون بتلك الوثيقة المهمة – بل هو اجراء يتجاهل مع ويناقض الواقع المعاش للنساء المصريات. ستفشل هذه المحاولة للانتقاص من أهلية المرأة آن عاجلاً أو آجلاً لأنها مجرد تعبير عن رغبة رجال شاخت وتقادمت مفاهيمهم للذكورة والرجولة، رجال يحاولون التشبث بسيطرتهم على النساء تحت غطاء تفسيرات مغرضة للدين الاخلاق والثقافة. يجب ان يساند كل رجل مصري نضال كل امرأة من أجل أن تكون ولايتها كاملة على جسدها وحقها مصون في الدخول في أي تعاقدات قانونية بما فيها عقد الزواج. حان الوقت للرجال الذين لا يرون أن ذكورتهم او هويتهم تعتمد بأي شكل من الاشكال على قهر النساء والتحكم في اجسادهن والولاية عليهن أن يعلنوا موقفهم – واعتقد اننا اغلبية. #الولاية_حقي


١٣ مارس – تحت نهاية الافق قرب هذه السحابة البيضاء رأيت قبة الصخرة تلمع تحت ضوء شمس الصباح بالنظارات المعظمة، وكان مشهدا مؤثرا وهادئا جليلا بما ان الواحد بعيد عما يحدث هناك حقا بعدة كيلومترات.


١١ مارس – وبعد ان ينتهي الواحد من بوستات الوفاة (بسبب الكورونا وخلافه) ينتبه لبوستات الاعتقالات (احتياطيا وتدويرا وخلافه) ثم تنويعة من بوستات سوريا واليمن والعراق وبعدها يقرر ان اجتماع كل هذه المصائب سويا دون بصيص أمل – سوى جلد البشر وقدرتهم اللانهائية على تحمل المواجع – يعني أن الحياة لا بد في مكان أخر وليست في هذه المنطقة (أو على الاقل بعيدا عن الانترنت والاخبار والاهتمام – أو كما قال العظيم المتنبي: ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ).


١١ مارس – يبدو ان في ناس كتير في مصر (أو وسط معارفي) مش عايزين ياخدوا تطعيم الكورونا (يعني عندما يتوفر لهم). ومعظم من سمعتهم في هذا الاتجاه مواقفهم قائمة على الاضرار المحتملة لمثل هذا اللقاح أو ضعف الثقة في الحكومة.

المشكلة ان هذه المخاوف مستمدة اما من ادعاءات واهية او تخريفات قادمة من جانب جماعات في الغرب (والشرق) معادية بقوة للتطعيمات عموما أو كلام قهاوي في مصر (من عينة ان واحد واصل وفاهم أكد لهم انه مش ح ياخده وانه مش مطمن له) أو عدم تصديق ان الحكومة التي لا تمتلك سجلا عظيما في الصدق والصراحة وخاصة فيما يتعلق بمسائل الخدمات الصحية والتعليمية ستوزع فعلا طعوما ولقاحات آمنة.

بالنسبة للجماعات المعادية للتطعيم عموما فان الخبرة التاريخية والعلمية حتى الان اثبتت ان معظم مقولاتهم مبالغ فيها بشدة وان اخطار اللقاحات والطعوم محدودة نسبيا وخطرها أقل من خطر النزول للشارع أو قيادة سيارة في مصر واحتمال انه تحصل حادثة. فهمتني؟ انه هذا النوع من الخطر الذي يصبح الحل الوحيد لتفاديه هو البقاء داخل منزلك للأبد ودون تأكيدات ان السقف لن ينهار على رأسك. طبعا اللي عايز يفهم كويس ادعاءات الناس دي والردود عليها يعمل جوجل ويدور ويتعلم ازاي يغربل المعلومات السيئة من المعلومات المغلوطة عشان دي مهارة بقت اساسية لينا كلنا الايام دي. على سبيل المثال الولايات المتحدة اللي استعملت ٩٣ مليون جرعة تطعيم حتى الآن لاكثر من ستين مليون بني ادم عاملة نظام فحص لمن تلقوا التطعيم ونتائجه مذهلة من حيث الامان.

اما الذين لا يثقون في الحكومة عندنا وربما ولديهم بعض حق حيال أي حكومة في الدنيا فيجب ان يحكموا عقولهم بعض الشي، فهذا اللقاح ليس مصنوعا في مصر، ولم ترد أي تقارير عن مخاطره حتى لو انتهت صلاحيته او خُزن بشكل سئ (الفعالية تقل او تنعدم ولكن ليست هناك اي تقارير عن اضرار.) 

وهذا لا شك كله نقاش على الهامش — يذكر الواحد بنكت “الكحيت”، الشخص الفقير المولع بهموم الاغنياء وتحليل وانتقاد اسعار الاسهم الخ — حيث ان الجرعات التي وصلت مصر حتى الان قليلة للغاية (لا تتعدى ٤٠٠ الف جرعة وفقا لوكالة رويترز للانباء بينما تحتاج مصر ما قد يصل الى مائة مليون جرعة!


٩ مارس – لا تذكروا محاسن موتاكم فقط والله لم يأمر بستر الخطايا. موتانا وخاصة من كانوا منهم شخصيات عامة تستمر مساوئهم في الاضرار بنا، بينما الخطايا والفظائع تستفحل وتتوغل طالما تغاضينا عنها. “اذكروا محاسن موتاكم” و “ربنا امر بالستر” مقولتان لا بد ان يختفيا من مصر لعدة سنوات حتي تنضبط القيم الاخلاقية المنهارة (مع الاقرار بان هذا الانهيار له علاقة بعوامل كتير ولكن منها لا شك التواطؤ والتبرير والغطرشة.)


٨ مارس – لم اشعر بموت حسان عباس وينتقل الخبر من عالم الانكار الى مشارف الحداد حتي قرأت مقالة محمد العطار. Mohammad Al Attar “لقد آن أوان الحداد” وهاهي بعض فقرات المقال الذي يستحق القراءة من أوله لآخره

“عندما وصلني خبر رحيلك البارحة، بقيتُ صامتاً وقتاً طويلاً. راعني أني لم أعرف ماذا أفعل! لكن أكثر ما أثار حِنقي هو أني مرة جديدة لم أبكِ. تبادلتُ بعض الرسائل المكتوبة مع أصحابنا المشتركين، لكني رفضتُ الكلام مع أي منهم. كنت أعاود الوصول إلى أرقام زهرة وآرام ويزن على موبايلي، لكني لم أجرؤ على الاتصال بأيٍّ منهم. فقط أرسلتُ لهم رسائل قصيرة. هذا كل ما استطعتُ فعله. كان قلبي ثقيلاً يكاد ينفجر، لكن عيوني بقيت جافة. كُلَّما نظرتُ في المرآة يتراءى لي أنْ لا حياة فيهما. هاتفي لا يتوقف عن الرنين. إنهم أحبتك الكثيرون يا حسان. لكني لا أردّ. مضى اليوم هكذا: أمشي في دوائر داخل المنزل، أَنظرُ في المرآة لأرى عيوناً جافة، أنتظرُ ساعات الليل المتأخرة كي أخرج دون أصدف أحداً. إنها ساعات الليل المتأخرة التي تعرف أني أحبها يا حسان، وكنتَ تتندّر أني بذلك أُشْبه البوم الذين تعشق، والذين علمتني أن أعشق، وأن أعيش حياتهم أيضاً.

الطقس في برلين كان يليق بجنازة متعذرة كجنازات السوريين في السنوات الأخيرة يا حسان. غيوم داكنة ماطرة وريح باردة. سلكتُ دروبي المعتادة بعيداً عن الشوارع الرئيسية في حي نويكولن. أَخترقُ حدائق تبقى مُعتِمة هنا في الليل، ثم أمشي بجانب المساحة الخضراء المترامية الأطراف لمطار تيمبلهوف القديم وهي غارقة في العَتمة. لا أحد غيري يمشي في هذه الليلة الماطرة هنا. ومن فتحة في جدار أعرفها جيداً أدخل إلى مقبرة موازية للمطار القديم، هناك حيث أصادف البومَ حين أكون محظوظاً. أُبطئ من خطواتي قليلاً وأنا أجوب في المكان الذي أُنشد فيه السكينة في تجوالي الليلي المُعتاد. يشتد تساقط المطر، لكني أشعر بجسمي يتعرق وكأني مصابٌ بحُمّى. وكانفجارٍ لِماء من باطن الأرض، تندفع صورك فجأة في رأسي.

أقترب من بيتك الذي كان في الطابق الأول مطلاً على الشارع الفرعي الهادئ تماماً في هذه الساعة المتأخرة من الليل. أشعرُ بوهنٍ مفاجئ في ركبتَيّ يُجبرني على الجلوس في حديقة بناء بيتكم مقابل نافذة المطبخ. تَغمرني السكينة الآن وأنا أجلس هنا، على مقربة من بيوتي الثلاث. بيت أمي وأبي حيث قضيت طفولتي أنا وأخوتي، وبيتك أنت وزهرة وآرام ويزن، بجانب بيت وفاء وأسامة وأوس، في هذين البيتين كبرتُ واختبرتُ الحب وانكساراته والكتابة وخيباتها للمرة الأولى. الثقل السقيم يتلاشى من صدري وكذلك حرارة جسمي المرتفعة. وحيداً في هذه اللحظة المتخففة من كل عبء، تبتلّ عيناي أخيراً. أبكي كثيراً يا حسان، أبكي كما يليق بك. أبكي كل من لم أستطع بكاءهم من قبل.

ثم أرى الضوء ينساب من نافذة مطبخك، وأراك وقد نهضت من النوم تشعر ببعض الجوع. أعلم أنك بصدد تحضير بعض «الشنكليش» الآن، وستستغل فرصة أن الجميع نيام كي تضيف له بعض الفليفلة الحمرا التي تؤذي معدتك لكنها تحبها جداً. أراقبك بهدوء وأنت تعد وجبتك الأثيرة هذه، لكنك تراني بالصدفة من نافذة المطبخ، فتقترب مُندهشاً وتخاطبني: «شو عم تعمل هون يا شب؟». أمسح دموعي بسرعة كي لا تلحظ. «ولا شي… مارق بالصدفة». لا تصدقُني طبعاً لكنك تبتسم، فيما أغادرك أنا وأقول لك «تصبح على خير حبيبي حسان… تصبح على خير». أُقفلُ عائداً إلى البيت قبل أن تستيقظ أمي لتصلي الفجر فتلحظ سريري الفارغ. ثم أجد نفسي أمشي بمحاذاة مطار تيمبلهوف في برلين. حبات المطر باتت أخف، والشارع ما زال مقفراً.”

البقية في حياة كل من احب حسان.


٧ مارس – لا يزعجني من ينتقدون الراحلين وخاصة لو كانوا شخصيات عامة ولكني انزعج بشدة من اولئك الذين يبكون ويعلنون عن حزنهم ومصابهم الاليم بعد رحيل شخص كانوا هم أحد اسباب معاناته في الحياة فقط من اجل ان يشاركوا في مراسم العزاء العلنية ويواسيهم محبو الفقيد.


٧ مارس – ١٧ حزب سياسي ومنظمة مصرية يطالبون بامر بسيط وسهل وهو ان تتوقف الحكومة عن وضع معارضين سلميين في السجن وعلى قوائم الارهاب ومن بينهم عضو مجلس الشعب السابق زياد العليمي ورئيس حملة مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي رامي شعث اللذين تنظر المحكمة في تجديد حبسهم الاحتياطي الظالم للمرة ال ٢٢ غدا الاثنين.


٦ مارس – ستكون اشارة مهمة أكثر اسلاميا وعربيا لو التقي الشيخ الطيب مع الامام السيستاني. فرانسيس، بابا الكاثوليك، الذي جلس اليوم مع المرجع الشيعي الأعلي في العراق، لا شك رجل شجاع، كما أنه حر الحركة اكثر من الطيب، الذي هو ايضا رجل لا تنقصه الشجاعة. 

أمام عيني فرانسيس مسيحيّ العراق الذين هاجر وهُجّر منهم أكثر من مليون شخص منذ عام ٢٠٠٣ فلم يتبق سوى ٤٠٠ الف مسيحي في البلاد التي هي موئل كنائس فريدة، بينما يمكن ان تساهم لقاء بين الطيب والسيستاني في حقن دماء وتهدئة روع ونزع بعض فتيل أزمة تؤثر على مئات الملايين من المسلمين.  لا تقليل من جهد وغرض البابا وجرأته وشجاعته ولا ينبغي ايضا الافراط في التوقعات من لقاء ينبغي أن يعقده الطيب والسيستاني. 

آن الأوان أن ينتزع رجال المؤسسات الدينية دينهم (وديننا) بعض الشي من رجال السياسة دون ان يصيروا هم ذاتهم رجال سياسة بشكل مباشر (مثلما هو الحال في إيران أو على يدي الجماعات الاسلامية المسلحة سنة وشيعة من احزاب الله واحزاب الدولة والقاعدة وإن كانت تلك قصة اخرى). لقد عاد الدين بقوة (اسلاما ومسيحية وغيرهما) لساحة السياسة في اخر عشرين عاما وربما اربعين عاما في بعض الحالات، ولن يخرج منها قريبا (لا في امريكا وروسيا والهند ولا في مصر والعراق وسوريا)، ويمكنه ان يلعب ادوارا ايجابية عديدة بدلا من حشره في تلك الزوايا الضيقة (اتحدث عن السياسة وليس عن العقيدة)، وهذا امر يجب ان يشجعه الجميع المعنيين بالسلام والتعايش والحلول التوافقية سواء كانوا متدينين او علمانيين، مؤمنين ام غير مؤمنين.


 ٤ مارس — جلسنا نشرب الشاي وندخن في الغرفة الخشبية التي بناها أبوه فوق السطح بجوار برج الحمام في اخر شارعهم السدّ في امبابة ونحن نتجادل حول منير ومنيب ومن منهما يمثل التراث النوبي. في النهاية قال حجاج انني لن افهم حتى ازوره في آدندان ونجلس بعد العشاء نغني مع اصحابه. حاول اقناعي بسهولة المشوار.  انت بس خد الاوتوبيس بتاع #النوبة الجديدة من اسوان، ستجده قريبا من محطة القطار أو اسأل عن اوتوبيس “التهجير” وتركبه . ما تنزلش في بلّانة، بس حاسب تفوتك آدندان وتكمل مع الاوتوبيس لغاية ٌأسطل. أسأل عليّ في المحطة وميت من يدلك.

اخدت منه سيجارة وقلت له احسن نبقي نتكلم على التليفون واسهل، لغاية ما ترجع. قال لي خلاص وأعطاني نمرة تليفون وأكد علي احط مفتاح المحافظة الأول. لازم ٠٩٧ قبل النمرة يا سيدي، ولما يرد عليك قله اعطيني آدندان، وبعد ما ترد آدندان قوله ينده على حجاج من السوق وح تلاقيني معاك على الخط علطول. 

وسافر حجاج في نهاية صيف ١٩٨٩ ولم أره من ساعتها. ركبت اوتوبيس التهجير ولكن في اتجاهات اخري كثيرة ليس بينها آدندان للاسف، او ربما لحسن الحظ حيث استمرت علاقتنا متجمدة في هذا الكادر الرومنسي من اعلي سطح صغير في اطراف امبابة نحلم بالعالم البعيد وبالسفر مثل الحمام بعيدا عن تلك الابراج المقبضة. #مفكرة_الشمرلي_١٩٨٩


٢ مارس – في كتابات كتير عن اغاني الراب والتراب المصرية.  والنوع ده من الفن مهم جدا للي عايز يسمع ويعرف الشباب (يعني اغلبية مصر بحكم العمر) بيسمعوا ايه وليه وازاي ومين طالع ومين نازل. 

اول ما بدأت اسمع اكتر استفدت شوية من المقالة دي في رصيف ٢٢ والموقف-من-العقلية-الأمنية وبعدين رجعت للتاريخ مع مقالات احمد ناجي في مدن ومنها دي 

والنهاردة استمتعت كتير بمقالة حلوة عن اشهر نجوم التراب المصري مروان بابلو ونشرها يوسف الحريري في خط ٣٠ 

الصحافة الفنية/الثقافية الكويسة هي اللي تساعد الناس يفهموا ويقبلوا ويرفضوا وكلها دلوقت على مواقع زي معازف وخط ٣٠ ومدى مصر ومدن ودرج.


٢٧ فبراير — “آنذاك كان قد خسر معركة البقاء رجلا منيعا، وحوّل الزمن جسده إلى مستودع للابتكارات البشرية المصممة لمكافحة انهياره.” فيليب روث عن معنى العجز والتقدم في السن كما يراه بطل روايته “الجميع” التي يفتتحها بجنازة هذا البطل. رواية لطيفة جدا، بجد.


٢٧ فبراير — “إليك أقول أيها المار: كما أنت الآن كنت أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، تمتع بالحياة فإنك فان.” نقش شاهد قبر روماني من القرن الرابع الميلادي، متحف ام قيس المطل على الجولان وجبل الشيخ وبحيرة طبرية شمال غرب الاردن.


٢٦ فبراير — حاجة لطيفة جدا ان الواحد يقضي ساعة يسمع “تراب” مروان بابلو ومروان موسى وويجز من غير ما يهجم عليه هاني شاكر او محمد صبحي او مومياوات مهووسة ب “زمن الفن الجميل”. وانا واحد من الناس “غابة” بابلو بتفكرني ب “غابة” أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام اللي كلابها ديابة، ومرتاح مع حالي.

بابلو https://www.youtube.com/watch?v=AM5jgcj1TJc

موسى https://www.youtube.com/watch?v=QL8KL9hvSMs

ويجز https://www.youtube.com/watch?v=SEhSs5Uemsk

نجم وإمام https://www.youtube.com/watch?v=Pmubngo2qrE


١٨ فبراير – شارعي في عمّان


١٦ فبراير –”يوميات نائب في الأرياف”  ١٣٠ صفحة من القطع المتوسط تصف بدقة كبيرة كيف يرى وكيل نيابة محترم وواقعي عمله بين فقراء مصر ومع بقية ممثلي الدولة من رجال الشرطة والقضاة والعمد والاطباء والخفراء … كتبه توفيق الحكيم ونشره من حوالي ٨٥ سنة وما زال في عمقه دقيقا في وصفه اسس واقعنا الحاضر واهمها “تسديد الخانات”. كتاب عظيم ومسلي يجب ان يكون قراءة مقررة لكل طلبة الثانوي بدلا من السخافات التي يفرضونها على الطلبة في مصر.



٣١ يناير — نظر طفلي المحب للقراءة وللسياسة، رغم ان سنه لم يتعد ١٣ عاما، الى غلاف الكتاب الذي اقرأه وقال لي: “ده اوباما ولكن مين الراجل العجوز اللي قاعد اودامه؟” وابتسمت للسؤال جدا وانا ادرك ان اجيالا قادمة ستردد نفس التساؤل عن ذلك الرجل النكرة.


٣٠ يناير — بعد الانقلاب/الحركة المباركة الذي صار ثورة فرض الضباط الاحرار في ١٩٥٣ ضرائب تصاعدية على الدخل يصل حدها الاقصى الى ٤٧٪؜ لمن يزيد دخله عن خمسين ألف جنيه مصري، وتمر الايام وبعد ستين سنة عقب الانقلاب/الثورة في ٢٠١٣ قررت الحكومة المصرية خفض الحد الاقصى للضرائب الى ٥ر٢٢٪؜ لمن يزيد دخله عن ٢٠٠ الف جنيه. كانت نسب الفقر المدقع والتفاوت الاقتصادي مرعبة في بداية الخمسينات وتزيد عن ثلثي السكان وهي الان في ازدياد مستمر وتكاد تتعدى ثلث السكان، كان هناك فقر اشد والان هناك افقار شبه متعمد — ما تغير حقا هو الإنحيازات الاجتماعية والاقتصادية للنخبة الحاكمة دون حوار وتشاور مع اغلب السكان الذين تمسهم هذه الاجراءات والقرارات والسياسات الاقتصادية فلا احزاب ولا نقابات ولا صحافة تعلق وتفند وتعارض وتقدم مقترحات بديلة.


٢٦ يناير — وافق عباس قطب مدير منطقة السجون ان ترسم انجي افلاطون داخل عنبر الشيوعيات في القناطر الخيرية حيث قضت اربع سنوات من ١٩٥٩ حتى ١٩٦٣ مقابل ان تعطيه بعض لوحاتها ليضعها في منزله. كان رجل الشرطة هذا “محبا للفن ولكنه كان يستغل وضعي وانا سجينة” كما قالت انجي في سيرتها الذاتية. وصارت عند “عباس قطب هذا مجموعة هائلة من اعمالي”. ربما ترغب عائلة الرجل بمناسبة #عيدـالشرطة ان ترد هذه اللوحات للورثة او تقدمها هدية للدولة خاصة وان قيمتها قد تتعدى مئات الالاف من الدولارات (ص. ١٩٥ في “مذكرات انجي افلاطون: من الطفولة الى السجن”) #٢٥ـيناير


٢٥ يناير — عيد الشرطة وتاخد وردة ولّا عيد الثورة وتاخد ….


٢٤ يناير — وقررت الحكومة المصرية حظر نشاط “الرابطة الاسرائيلية لمكافحة الصهيونية” والتي كان من مؤسسيها شحاتة هارون والبير آرييه، بينما تسامحت بل وقدمت حراسة لمكتب “النادي الصهيوني” في شارع مراد في حي مصر الجديدة … كان هذا في ١٩٤٧ (مقدمة يوسف دويش لكتاب جاك حسون “تاريخ يهود النيل” ص. ١٦- ١٧)


٢٤ يناير — اقرأ سيرة المناضلة الشيوعية المصرية ديدار فوزي روسانو “رسائل الى حبايبي” وبالتوازي اراجع سيرة المؤرخ الشيوعي البريطاني الفذ اريك هوبسباوم “عصر مثير”.

ديدار شيوعية فريدة زيها زي ناس كتير في جيلها، كان هنري كورييل مؤسس حدتو (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) ابن عمتها وعملت معه في مصر في الاربعينيات وانضمت له في باريس في منتصف الخمسينيات حيث مارست العمل السري في الجزائر في غمار انشطة حركة التحرر واُعتقلت وفرت من السجن الجزائري، وعملت كثيرا مع الحزب الشيوعي السوداني ولها عن السودان كتاب لطيف تُرجم ايضا للعربية.

ديدار ايضا جزء من يهود مصر الغربيين (من اصول اوروبية متعددة وفي حالتها كانت الاصول ايطالية) اللي اتولدوا وعاشوا في مصر معظمهم من النخبة لكن مش كلهم (شوف مثلا الكتاب العظيم “المولودة” لنادية كامل عن ماري روزنتال والتي صار اسمها نائلة كامل بعد زواجها من رفيقها الشيوعي في حدتو سعد كامل). وكان في عدد مهم من يهود مصر وقسم منهم هاجروا لها في القرن ال ١٩ واوائل العشرين اعضاء فاعلين ومؤسسين في التنظيمات الشيوعية المختلفة انذاك. وجلب هذا عليهم وعلى الحركة اتهامات سخيفة عديدة بالعمالة. 

لكن مذكراتها أهم من كدة بكتير لانها تشبه مذكرات ناس كتير من الجيل ده اللي اتولدوا ايام الحرب العالمية الاولى وعاشوا القرن كله وتبدأ فيها من عالم اختفى تماما الآن – عالم افول الامبراطوريات ونهاية عصر وظهور الحدود والصعود النهائي الحاسم للدولة القومية وبداية ظهور حقوق الانسان بحق وتحولات عديدة خلقت عالما جديدا تبلور بعد نهاية الحرب العالمية الثانية …. وهذا هو العالم الذي يتحول الآن مرة اخرى بسبب تطورات تقنية واخفاقات (ونجاحات) اقتصادية وتحركات بشرية (احتجاجا وهجرة وقتالا). وعشان كدة مذكرات ناس زيها وزي هوبسباوم (مواليد ١٩١٧ في الاسكندرية) وبرضه شيوعي (بس مش مصري) هي مذكرات مهمة للغاية. بس هوبسباوم اللي شغله اكاديمي واعمق وبيتكلم اكتر عن فيينا ولندن وبرلين بينما تتحدث ديدار اكثر عن القاهرة والجزائر والخرطوم.

مين بقى عنده الجزء الأول من الترجمة العربية ل “مذكرات مناضلة شيوعية ١٩٤٢-١٩٩٠” اللي كتبته ديدار ونشرته في جنيف حيث كانت تقيم سنة ١٩٩٧ تحت عنوان Mémoire d’une militante communiste (1942-1990) du Caire à Alger, Paris et Genève – الترجمة العربية نشرتها دار العالم الثالث في القاهرةعلي جزئين الأول منها عن عملها على الجزائر وفلسطين في ٢٠٠٤ (ده اللي ادور عليه) والتاني سنة ٢٠٠٦ عن حياتها في مصر (ده عندي وعنوانه “رسائل الى حبايبي)”.


٢٣ يناير — في مظاهرات في مدن كتيرة في روسيا النهاردة مطالبة باطلاق سراح زعيم معارض. واحدة منهم طلعت في مدينة ياكوتسك في شرق البلاد في درجة حرارة -٥٠ (بالضبط كدة خمسين تحت الصفر!)


٢١ يناير — رأيت أبي يبكي منهارا مرة واحدة في حياتي.

كنت قد اجريت عملية جراحية الزمتني الفراش عدة أشهر صرت قرب نهايتها اكاد اختنق من الشعور بالملل والعجز، وهكذا انهرت في نوبة بكاء وصراخ في ذلك الصباح الكئيب. وقف ابي الذي كان يحاول مساعدتي في تغيير ملابسي التي غسلها بنفسه بعد ان اعد لي طعام الافطار مذهولا في مكانه. امتقع وجهه ونظر الي وانا اصرخ وأقول: “زهقت، زهقت، انشالله اموت واخلص واريحكم وارتاح”. تجمد الرجل في مكانه لحظتين ثم تهاوى على مقعد مجاور لسريري (فعليا تهاوى كأنه قطعة قماش وقعت من مكان مرتفع وهو الطويل عريض الاكتاف). كانت دموعه تنزل على خديه وهو يقول: “معلش يا بني ازمة وح تعدي. انا اسف يا ابني.”

صدمت بمشهده وخرجت من النوبة الهستيرية بسرعة وحاولت ان اسرّي عنه واعتذر عما فعلت وهو يفعل نفس الشئ، فصار منظرنا بعد دقائق مضحكا ونحن الاثنان نتسابق كل منا على طمأنة الاخر ودموعنا لم تجف بعد. 

لم افهم حتى الآن لماذا اعتذر لي وهو من استدان كي ينفق على عملية جراحية في مستشفى خاص وحملني حملا ورعاني بنفسه ليل نهار بسبب سفر أمي آنذاك.

انا افتكرت الحكاية دي النهاردة عشان قرأت حواديت كثيرة عن إساءة معاملة اباء او أمهات لأطفالهم في الشهور اللي فاتت و خصوصا صور على السوشيال ميديا في اليومين الماضيين لأب قاس يبدو انه يعري طفلته الرضيعة ويهدد بحرقها في وسط الشارع. وافتكرت الحكاية عشان في تعليقات كتيرة من ناس بتتكلم عن مشاكل الثقافة المصرية والتربية المصرية وتدعو لانزال أقسى العقاب بهذا الاب المجنون الخ. 

افتكرت الحكاية عشان افتكر حاجة كويسة عن الاباء وعشان بفكر كتير في ابويا اليومين دول لان ده شهر عيد ميلاده اللي حصل من ٧٩ سنة والشهر اللي توفي فيه من ١٦سنة. ابويا القوي الصلب اللي كان بيشتغل شغلانتين وتلاتة عشان يربينا بكى يومها لاحساسه بالعجز عن تخفيف الام ابنه. وفي هذا لم يكن أبي استثناء، كان هناك كثيرون مثله، زي ما برضه كان هناك وما زال اباء قساة غلاظ القلب بيضربوا عيالهم. أكيد هناك قيم مجتمعية وذكورية تشجع بل وتحمي العنف ضد الأطفال بس كمان فيه قيم من الناحية التانية بتدعم وتقوي الطيبة والحنان والحب والمسؤولية. 

وفي كل الأحوال هذه مسائل ثقافية تتغير ببطء وبطرق معقدة. لكن اللي ممكن يتغير بسرعة ويساعد الأطفال واللي لازم نتكلم عنه هو سياسات الدولة واداؤها في التعليم والاعلام والرعاية الصحية. والحقيقة انه مضر ان الحوار يتركز على مصمصة الشفايف والدعاء على الظالم والترحم على قيم منهارة والدعوة “للضرب بيد من حديد” وكأننا لا نرى هذه اليد الحديدية تنهال على أم رؤوسنا ورؤوس أطفالنا كل يوم. 

اللي كان المجتمع والدولة ممكن يعملوه ايامها لابويا ولآباء كتير زيه النهاردة بيناضلوا عشان يربوا ولادهم اللي بيحبهم بطرق مختلفة هو تمكينه من علاج ابنه الطفل دون الاحتياج للاقتراض من اجل تكلفة عملية كبيرة في مستشفى خاص وعلاج طبيعي بعدها، انها تسهل للطفل الحصول على التعليم في ظروف عجزه بدلا من استقدام عدة مدرسين خصوصيين. وهكذا يمكن مد هذا الخط على استقامته ليشمل انفاق وسياسات افضل في دور الرعاية الاجتماعية لاطفال العائلات المفككة والاطفال المحرومين من اي رعاية حقيقية او يتعرضون لخطر داهم. طبعا القوانين مهمة بشرط أن تكون موضوعة بعدالة ومطبقة بانصاف ولا تكون بديلا عن السياسات والانفاق على الاحتياجات المجتمعية المادية والنفسية. وطبعا يجب انزال عقاب شديد بهذا الاب الاحمق.

لكن الحكومة اللي مش شايفة ليها شغلانة في موضوع الاب اللي عذب ابنته في مركز نبروه بمحافظة الدقهلية الاسبوع اللي فات على بعد كيلومترات قليلة من المكان اللي بكي فيه ابي من ٤٠ سنة سوى انها تقبض على الراجل هي حكومة فاشلة. الحكومة العاجزة عن اعادة التفكير الجدي في سياسات التعليم والرعاية الصحية ورعاية الأطفال عموما، حكومة فاشلة. والحكومة اللي مركزة مع مطاردة النساء على منصة تيك توك او لانهم عملوا حفلة خاصة فيها كيكة “تسئ للآداب العامة” او تقبض على الأطفال نفسهم بتهم التشرد والتسول او تفعل عن طريق بعض ممثليها ما هو أسوأ بكثير تجاه ما تسميهم “باطفال الشوارع”، هي حكومة فاشلة.

الله يرحم ابويا ويرحم ويساعد كل الآباء (والأمهات) الساعين لرعاية وتربية أطفالهم بذمة وضمير واحسان وحب في تلك الظروف الصعبة.


١٩ يناير — خالد عبد المولى، عضو مجلس النواب المصري عن دائرة الحسينية بالشرقية، تقدم بطلب إحاطة للحكومة هذا الاسبوع طالبا تدخلها العاجل بعد ان انتشرت صور مزعومة لقطع جاتوه على شكل اعضاء تناسلية تم توزيعها في حفل خاص وقال في طلبه ان الصور “لاتتناسب مع التباعد الاجتماعي، في ظروف جائحة كورونا ولا تتناسب مع مواد الدستور المصري. لم اسمع او اقرأ عن اي تحرك قام به النائب الموقر بعد ان قُتِل الاهمال والعجز اربعة مرضى في مستشفى الحسينية الحكومي التي تقع في دائرته مطلع الشهر. ماتوا في قسم العناية المركزة الذي يعالج مرضى كورونا وغيرهم بسبب نقص في امدادات المستشفى من الاوكسيجين. صحيح اللي اختشوا ماتوا.


٧ يناير — هناك فيضان تعليقات مصرية وعربية حول الخناقات في شوارع وكونجرس امريكا بسبب رفض ترامب لنتائج الانتخابات، وهذا امر يستحق دراسات ومقالات، وخاصة التعليقات الشامتة والمتشفية في الديمقراطية او المؤيدة لترامب او التي تتكلم عن مؤامرات معقدة بعد ان قرأت وصدقت كلمتين على صفحات اقصى اليمين الابيض (اللي ممكن يضربهم بالجزمة او بالنار اصلا عشان عرب او مسلمين او افارقة او ملونين الخ). وكل هذه التعليقات تذكر الواحد بالكاتب الساخر الظريف احمد رجب ويترحم عليه وعلى الشخصيات العظيمة اللي عملها للرسام مصطفى حسين وخاصة هذه الشخصية.


٣ يناير — المؤامرة الاخوانية القطرية سحبت اسطوانات الاوكسيجين، بل وسحبت الاوكسيجين من الجو، لكن مصر قادرة وممكن نعيش ع الهيدروجين والنتروجين وثاني اوكسيد الكربون واهي كلها غازات. يللا روح امسك الناس اللي صورت المناظر البشعة دي عشان تسيء لسمعة البلد. وكما قال نجم “ايه يعني لما يموت مليون او كل الكون، العمر اصلا مش مضمون، والنَّاس اعمار”.


٣١ ديسمبر — ليس افضل من انهاء العام مع كتاب مذكرات جيد وخاصة لو جاء من صحفي استقصائي مهم قضى نحو ٥٠ عاما في احشاء الادارة الامريكية وخاصة وكالة المخابرات الامريكية ووزارة الدفاع واجهزة الامن القومي الاخرى يفضح ويكشف ويعرّي. كتاب سيمور هيرش “مذكرات صحفي استقصائي” به معلومات كثيرة تمتد من تحقيقه المذهل عن مذبحة ماي لاي في حرب فيتنام في اخر الستينيات وفضحه المستمر لمخالفات وتجاوزات المخابرات الامريكية من قتل ورشاوى وفساد وانتهاكات القانون وكتابه المذهل الكاشف المدين “ثمن القوة” عن هنري كيسينجر وكتابه المهم “خيار شمشون” عن الدور الامريكي في صناعة الترسانة النووية الاسرائيلية ونهاية بكتابه “سلسلة القيادة” عن غزو العراق. كل هذا وهو ينشر عشرات التقارير المهمة عن حزب فيتنام وفضيحة ووترجيت وحروب الخليج والتعذيب في سجن ابو غريب في العراق ومقتل اسامة بن لادن.

اهم ما يكشف عنه هيرش (٨٣ سنة) هو ان اهم مصادر الصحفي هم من يعملون داخل اروقة السلطة والنفوذ ولديهم دوافع شخصية مادية او اخلاقية او سياسية للكشف عما يجري. الصحافة الحقة ليست مقالات وتعليقات معارضة بل معلومات وقصص محكمة عما جرى ولماذا جرى ومن قام به. وهناك دائما مصادر في داخل اي نظام وشركة كبيرة ومؤسسة مستعدة للعب هذا الدور ولكن ما ينقص عادة هم صحفيون من امثال هيرش وبوب وودوارد وامثالهما ومديرين ورؤساء تحرير اقوياء وشجعان يقفون خلفهم. والامر الاخر المهم ان الادعاءات حول اهمية حماية الامن القومي وتضحيات الجيوش ومصالح البلاد العليا تخفي ورائها تلال من الاكاذيب والفساد والادعاءات حتى في اعتى الديمقراطيات فما بالك بالدول الاستبدادية.

ولعل هذه فرصة لتوجيه تحية للصحفيين المصريين الذين يكتبون تحقيقات استقصائية مهمة او ينشرونها رغم صعوبة السياق والظروف البشعة وخاصة دينا عزت ومحمد ابو الغيط وحسام بهجت ممن اتابع عملهم، ولعل الدور الاهم هو ما تقوم به منصات استثنائية مثل مدى مصر وخاصة رئيسة تحريرها الشجاعة لينا عطا الله. وطبعا هناك صحفيون مصريون وعرب معدودين اخرين في هذا المجال الصعب. كل سنة وانتم طيبين

صدر كتاب هيرش “Reporter: A Memoir” في ٢٠١٨ عن راندوم هاوس في نيويورك وترجمته العربية عن الدار العربية للعلوم سنة ٢٠١٩. الترجمة عجيبة من حيث الجودة والدقة ورسم الاسماء الاعجمية وتفضيل الغريب عن الشائع – يعني مثلا مجلس الشعب بدلا من مجلس النواب وريگن بدلا من ريجان وريچرد نكسون بدلا من ريتشارد نيكسون الخ الخ

تابعني

القائمة البريدية

أرشيف المدونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *