يروي الكتاب سيرة المحللة النفسية والمثقفة المصرية النسوية عفاف محفوظ منذ مولدها في المنيا في صعيد مصر على مشارف الحرب العالمية الثانية حتى تقاعدها في العقد الثاني من هذا القرن في فلوريدا جنوب الولايات المتحدة. وعن الكتاب قالت الأستاذة الدكتورة هدى الصدّة: “تصحبنا عفاف محفوظ في رحلتها نحو التحرر من الخوف، فنتعرف على لحظات فاصلة في حياتها وفي تاريخ العالم مروية من خلال عيون امرأة ذكية ومرهفة الحس، عانت من التمييز إما بسبب كونها فتاة في مجتمع ذكوري أو لكونها مسلمة وعربية في مجتمع عنصري، ولكنها تنجح في العبور إلى بر الأمان.
وتتّبَع السيرة حياة محفوظ الغنية ومراحلها المتعددة منذ سنوات مدرسة الراهبات في المنيا مرورا بالإسكندرية حيث درست الحقوق في الخمسينيات، وعن زواجها الأول الذي انتقلت بعده لباريس في الستينيات حيث نالت الدكتوراه في العلوم السياسية وبدأت في الاهتمام بالتحليل النفسي. ويتطرق لعمل محفوظ بالتدريس في جامعة حلوان ثم مشاركتها في تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية في السبعينيات واوائل الثمانينيات قبل ان ترحل عن القاهرة ثانية وتنطلق في مجالات التحليل النفسي في واشنطن ونيويورك لنحو ثلاثين عاما. وفي كل هذه المراحل تتعرض محفوظ بصراحة وعمق لتطورات شخصيتها وعلاقتها بجسدها وبالجنس والسياسة والعمل العام.
وانطلقت فكرة الكتاب من ساعات حوار طويلة بين الكاتب والراوية في شهور الاغلاق الطويلة بسبب فيروس كورونا. وكانت محفوظ قد اضطرت للتقاعد النسبي عن العمل في سن الثمانين بعد اصابتها بمرض ميئوس الشفاء منه. وهذا هو مفتتح الكتاب عندما تقول محفوظ: ” قال الطبيب إنني سأموت خلال شهور بسبب التليف الرئوي. أخبرني بحيادية أن أقوم بما يقتضي به الأمر في هذه الحالات، وكأنه ينصحني دون تفصيل أن أحصل على مستحقاتي وأسدد ديوني وأوقع وصيتي وبقية الأوراق القانونية وأستعد للرحيل. تتحجر حويصلات الرئة وتتلف تدريجيًّا في هذا المرض فيضيق التنفس ويقل تدفق الأوكسجين للجسد. أضاف الطبيب بهدوء أن النهاية قد تكون مرعبة ومخيفة عندما أشعر بالاختناق تدريجيًّا.
عندما منحها الطبيب عدة شهور قبل ان تنتهي حياتها، ولكنها واصلت الحياة بعزم وإصرار لست سنوات بعد لقائها مع هذا الطبيب وحتى أمسكت بالكتاب مطبوعا في يديها.
اقرأ خاتمة الكتاب هنا *