المدونة

عملت سنوات طويلة في برنامج الغذاء العالمي ومع يونيسيف مع رؤساء ملتزمين ومهنيين ولكنهم بوضوح نظروا إلى عملنا في هاتين المنظمتين وغيرها من المنظمات الدولية الشبيهة على انه عمل خير ومساعدات إنسانية وليس دعما لحقوق متفق عليها دوليا للاطفال والجوعي (هناك اتفاقية لحقوق الطفل منذ ١٩٩٠ وقعتها كل دول العالم تقريبا كما ان الحق في الغذاء وارد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية).

هؤلاء الرؤساء والزملاء يهتمون بالدرجة الأولى – كما يفعل أي مسؤول تنفيذي بيروقراطي يتحلى بالجدية – بالقيام بالمهمة الموكولة لهم وان تنمو منظماتهم خلال قيامها بعملها. يريدون مساعدة المحتاجين وليس دعم حقوقهم واستحقاقاتهم. دعم الحقوق بالنسبة لهم معركة ايدولوجية خاسرة ولا معنى لها كما ان عددا مهما من كبار مانحيهم يقفون على الجانب الاخر في هذه المعركة وخاصة الولايات المتحدة. ماهو الخطأ العميق في هذا الموقف الهيكلي من منظمات العمل الانساني الكبرى؟ وكيف نشأت وتعمقت مثل هذه النظرة؟ الدافع والسبب ليس تفضيلات شخصية بل امر اكثر هيكلية واكثر تعقيدا مما نظن. طبعا لا شك ان الاشخاص يصنعون التاريخ والمنظمات ولكن – كما قال ماركس للاسف – ليس تحت ظروف من صنعهم هم انفسهم!

شاركوني بوجهات نظركم وخبراتكم وساشارك بمقالة او اثنتين طويلتين حول هذه المسألة في الشهور القليلة القادمة.

كاتب، صحفي، مصري، بتاع حقوق انسان، وموظف اممي سابق، ومستشار في الاعلام والتجهيل والحفر والتنزيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *