Blog


اوضاع فيسبوكية: تحتل اسرائيل ١٢٠٠ كيلومتر مربع من مرتفعات الجولان السورية منذ هزيمة ١٩٦٧ وتلك تقريبا ثلاثة اضعاف مساحة قطاع غزة المحتل. ولكن من سكانها السوريين الاصليين لم يعد في المرتفعات المحتلة سوى نحو ٢٠ الف معظمهم دروز واقليتهم علويون بينما عدد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل يقارب المليونين! وبمناسبة هدية ترامب لحليفه البلطجي بنجامين نتنياهو في حفل في البيت الابيض هذا الاسبوع حيث اعلن تأييد امريكا الرسمي لضم الجولان للسيادة الاسرائيلية دعونا نتذكر ان اهم حلفاء المشروع الصهيوني التوسعي القمعي كان فعليا الانظمة والنخب العربية المتواطئة او الجعجاعة (الرجعية او الثورجية).

مرتفعات الجولان المحتلة باللون الفاتح واقصى شمالها مزارع شبعا وجنوبها الغربي بحيرة طبرية. منها يمكن بسهولة ضرب كل شمال اسرائيل او دمشق او جنوب لبنان

وفي مقدمة هذه الانظمة الفارغة مثل خيال المآتة، الحمقاء والضعيفة في وجه الاعداء الاقوياء والمستأسدة الباطشة باجساد معارضيها السياسيين، كان نظام البعث السوري الذي خسر وزير دفاعه حافظ الأسد الحرب وسلم القنيطرة في الجولان وترك قرابة مائتي الف سوري ينزحون من معظم اراضي الجولان (صار عددهم الان يقترب من ٨٠٠ الف ولكنهم خارج الجولان).

نشبت حرب ١٩٦٧ لاسباب عديدة ولكن بين اهمها مباشرة نزق وبلاهة وضحالة النظام البعثي في دمشق، وهو النظام الذي ضغط بشدة على نظام عبد الناصر المحاصر بين احلام كبرى وقدرات صغرى وفساد عميم من اجل ان يهدد اسرائيل العدوانية التوسعية. وهكذا حصلت اسرائيل على ذريعة – مختلف عليها في القانون الدولي – ولكنها ذريعة لكي تنقض على نظم خيالات المآتة.

ترامب الجامح التائه وقد وضع توقيعه الضخم الطويل على قرار الاعتراف بالجولان جزءا من اسرائيل وخلفه حليفه ومعلمه السياسي بنيامين نتنياهو، وزوج ابنته مقاول ومطور العقارات الضحل جاريد كوشنر، ومندوب مجلس الامن القومي لصفقة القرن جاسون جرينبلات.

ما فعله ترامب ربما يرسخ قرار الراحل الارهابي مناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل في عام ١٩٨١ بضم الجولان للسيادة الاسرائيلية، ولكنه تحصيل حاصل على ارض الواقع. لن تغير تويتات وقرارات ترامب القانون الدولي – على الاقل حاليا – ولكنها اخر مسمار ربما في نعش فشل النظم القومية ونظم الممانعة ودفعة اخرى لكل من يريد ان يناضل اساسا من اجل حق الناس في المواطنة المتساوية والعدالة والكرامة والحرية .. من اجل الحقوق والمصالح البشرية وليس من اجل الهويات المفتكسة والمخترعة والفاشلة على ارض الواقع سوى في تجييش الجعجعة او تجنيد القتلة لاهلهم قبل اعدائهم والسماسرة في خدمة النظم المأنتخة او القمعية سواء سميتها بقى اسلامية او عربية او فرعونية او امجاد يا عبد الوهاب امجاد او أي افتكاسة تانية تبيع مع الناس. وعلى رأي الشاعر الراحل “ما اكبر الفكرة .. ما أصغر الدولة!” وما افحش تلك النظم التي طال احتضارها وتفاقمت شراستها رغم سكرات الموت المقبل.

كاتب، صحفي، مصري، بتاع حقوق انسان، وموظف اممي سابق، ومستشار في الاعلام والتجهيل والحفر والتنزيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *