٢٠ مارس – الإعلان عن حظر تجول شامل في الاْردن من ٧ص السبت ٢١ مارس
!٢١ مارس – يحيا الهلال مع الصليب مع نجمة داوود مع الكورونا … ويسيبوا بقية الناس تعيش مع بعض
٢١ مارس – يقولك: اصلك ما تعرفش مصر! لا ياسيدي ده انا اعرف مصر ومصر وميت عشروميت مصر ولفيتها كويس، مصر العشة ومصر القصر (على رأي نجم) والعشوائية والكومباوند، والجونة وجمصة ، والمنيا والشرقية، وطرّة والاتحادية، ومارجرجس والحسين، وشرم الشيخ وكفر الشيخ، وميناهاوس والحرم الزينبي، والرفاعي وتابلا لونا …..لك شوق ف ايه ؟ ناس بيض صحيح!!!
٢١ مارس – الاسابيع دي والناس عاملة زي يوم القيامة وممكن يحطوا ولادهم تحت رجليهم ح يكون فرصة ذهبية للذئاب والضباع انهم يخلصوا ف مواضيع زي ادلب وطرابلس (حفتر واردوغان وبشار وبوتين واخرين) في دنيا الابادة والقتل، او يطلعوا قوانين تفطس حقوق الانسان اكتر وتدي الجيوش في بريطانيا وامريكا حماية وحصانة اكتر في دنيا الديمقراطية (ده بيحصل اليومين دول في لندن مثلا)، أو يفشخوا الاقليات والعرقيات اللي مش عاجباهم زي قانون الجنسية الهندي البشع وعمليات الاعتداء من متطرفين هندوس على المسلمين مثلا في بلاد التنوع الاثني، او يعطلوا البرلمان ويأجلوا المحاكمات المهمة (اسرائيل ونتنياهو) في واحة الديمقراطية وبلد الفصل العنصري الفريد من نوعه في العالم، أو ينظروا لك بسخرية ويقولولك: شايف الصين والمركزية والسلطوية شغالة ازاي وايطاليا ازاي مفشوخة، عاش ماو والتجربة الاشتراكية التالتة (هرتلة يسار ماوي معلش مش واخد باله من اللي حصل من سنة ١٩٧٨) …. الخ الخ الخ … يللا خلونا نبص لنص الكوباية المليان هوا .. صباح التفاؤل، ولا مؤاخذة
٢٢ مارس – مساجين خايفين من كورونا في سريلانكا والهند اتمردوا، فتح الحراس النار وضربوا قنابل غاز، اتنين ماتوا وكتير اتعوروا. الدولتين وباكستان المجاورة كمان بدأوا النظر في إجراءات لتخفيف ازدحام السجون. #فيه_وباء_خرجوا_السجناء
٢٢ مارس – الحسبة مش سهلة بس ممكنة .. لازم نعرف عدد سراير العناية المركزة ف بلد زي مصر وعدد اجهزة التنفس الصناعي، وعلى اساسها وعلى أساس نماذج رياضية – عاملها اخصائيون عارفين حالة الصحة العامة – نعرف كام ف الميّة من المصابين بفيروس كورونا ف مصر ح يحتاجوا عناية مركزة وتنفس صناعي. فَلَو قلنا مثلا عندنا الف جهاز تنفس صناعي وان وفقا للحالة الصحية العامة في مصر عشرة في المائة من المصابين ح يحتاجوا تنفس صناعي عشان الفيروس جاب لهم التهاب رئوي شديد اًو مضاعفات تنفسية وهمّه اصلا حالتهم الصحية مش عظيمة .. يبقى احنا لازم عدد المصابين لا يزيد عن عشرة الاف مصاب واي حد اكتر من من كدة ممكن ببساطة يموت مخنوق زي ما بيحصل في ايطاليا دلوقتي.
مفيد لو وزارة الصحة ف مصر تقول لنا اًو للمتخصصين عدد أسرة الرعاية واجهزة التنفس الصناعي والنسبة المئوية المُحتملة من عدد المصابين الذين سيحتاجون لرعاية مركزة وتنفس صناعي. وكمان تقول لنا عملت نموذج الصحة العامة وانتشار الوباء على اي أساس وافتراضات وأرقام عشان المتخصصين يفهموا ويقترحوا تدخلات. وساعتها ممكن نعرف – برضه بالتقريب والاحتمال والنماذج العلمية والرياضية – الحد الأقصى لعدد المصابين اللي ممكن المؤسسات الصحية تتعامل معاه ف مصر … وعلى الاساس ده ممكن برضه بمساعدة متخصصين نعرف نعمل ايه عشان نبطىء اًو نحتوي الانتشار … وده برضه شغل يعمله متخصصون في الصحة العامة ونماذج انتشار الأوبئة في مصر وكله شغل قائم على احتمالات علمية الخ..
من غير ده اقترح تفتحوا الجوامع والكنائس تاني للصلاة يمكن الرب يلطف والفيروس يتحور بشكل مفيد ويبقى اقل شراسة اًو شركة تكتشف لقاح بعد بكرة (مستحيل بس مفيش حاجة كبيرة على ربنا) … والصلاة في هذه الحالة ح تكون دليل ايمان بس كمان دليل عجز واهمال وتواكل وعدم أخذ بالاسباب وهذه أمور لا نستحق معها في الاغلب لطفا ورحمة إلهية .
٢٢ مارس – اموت واعرف ازاي ناس “محترمة” كانوا أو لسه ف وظائف كبيرة في الدولة او القطاع الخاص في بلد كبير وعريق زي مصر وبعدين قعدتهم كورونا في البيت فدخلوا على عشروميت مجموعة واتساب ودخلوا اصحابهم عليها غصب. يصحى الواحد منهم الصبح يرزع النيسكافيه وبعدين يقوم مصبح علينا ويقول انهم اكتشفوا دوا الكورونا في فرنسا او امريكا او الصين وشركات الدوا بتتخانق على مين اللي يصنعه ويبيعه الاول !!!! يعني العالم كله ما عرفش ولا البي بي سي نشرت ولا ترامب اعلن لكن واحد مغربي عايش في السنغال وابن اخته اللي بيدرس في مرسيليا قال له قام هو حاطط بوست على فيسبوك، وحضرتك قريته عشان بتعرف فرنساوي والراجل ده صاحبك من يوم ما اتقابلتم في مؤتمر بضان في باريس وانت دلوقتي جاي تطمنّا .. يا فرحة اهلك بيك! ربنا كبير يلطف بينا فعلا!
٢٢ مارس – الاستمتاع بحظر التجول #كورونا
٢٢ مارس – ٣ حاجات بافكر فيها ف موضوع كورونا:
١- الناس اللي ممكن تموت بسبب سياسات غلط او متأخرة او مؤسسات صحية مش جاهزة (في اي حتة في الدنيا)
٢- الناس اللي حياتها واكل عيشها ح يتضرر جامد بسبب الانهيار الاقتصادي وخصوصا اللي كانت عايشة على اليومية والبقشيش والخدمات
٣- الناس اللي بتاكل عيش ع الموضوع من المشايخ وبتوع السياسة وعبيد العلم وعبيد الكهنوت
٢٣ مارس – فيه خناقة كدة على الفيس وفيها طرف غضبان وبينتقد الناس اللي بتدعو لالتزام البيوت وتقييد التنقل في بلاد زي مصر. ويقول الطرف الغضبان: “انتم خواجات وقاعدين في كومباوندات ومش واخدين بالكم من الملايين من عمال اليومية والناس اللى لازم تخرج عشان تاكل، وانتم ناس علمانيين مش فاهمين ومركزين في صلاة الجمعة والقداس، طب ما تبصوا ع المترو اللي بينقل ٣ مليون كل يوم مناخيرهم في مناخير بعض والفيروس بيتنطط”.
في حاجة هنا انا مش فاهمها كويس. اولا واخيرا تقييد التنقل (واتعشم ذاتيا وبارادة حرة) هوالسبيل الوحيد المؤثر حاليا لابطاء انتشار فيروس يشكل جائحة ممكن تقتل لها مئات الالاف وربما ملايين (آه ملايين كدة زي ما قريتها حضرتك) يبقى لما حضرتك تكون قلقان على مصدر رزق الغلابة والموظفين المجبرين يروحوا اشغالهم ترفع صوتك معايا وتقول للدولة: حصص تموينية مجانية يتم وضع نظام لتوزيعها في الاحياء الفقيرة وزيادة مخصصات الحصص التموينية القائمة، نظام مساعدات مالية للمحتاجين (حاجة زي تكافل وكرامة) بس مع توسيع سريع ومظلة اكبر بكتير، اجبار القطاع الخاص (اللي انت لسه النهاردة معطيله مليارات اعفاءات ضرائب وتأجيلات سداد قروض وغاز ارخص) على منح اجازات مدفوعة لمعظم العمال لمدة اسبوعين الى شهر، واجراءات اخرى مماثلة وكثيرة ممكن نتكلم فيها. وفي فلوس ما دام الريس النهاردة اتكلم عن خمسين مليار (بالراء) قروض عقارية ميسرة ومليارات لمساعدة المصدرين والمتعثرين في سداد قروض البنوك وكدة، يبقى فيه مليارات لمساعدة الفقراء اللي همة ثلث الشعب المصري لمدة شهر او اتنين لغاية الكارثة ما تخف.
انما انك تأيد نزول الناس عشان فقرا ولازم يشتغلوا معناه: ١- انت زيك زي اللي عايزهم يقعدوا في البيت عشان ما يعدوش الناس، يعني مش مفكر كويس في احتياجاتهم الحقيقية ومشغول بس بان الناس دي تروح تجري على اكل عيشها حتى لو ماتت في السكة بس ما تجوعش فتبدأ البلد كلها تخش في حالة اضطراب وكدة يا باشا والناس تاكل بعضها، ٢- انت كدة كمان يمكن اسوأ من اللي عايزهم يقعدوا في البيت لانك مش مهتم انهم نفسهم يتعدوا ويعدوا بعض وكونهم فقرا معناها فرصتهم في العلاج اقل بكتير واستعدادهم للمرض اكتر بكتير، انت الحقيقة مش مهتم بحياتهم من الاساس، ٣- انت مش واخد بالك ان سوق عمال اليومية كدة كدة ح ينضرب جامد جدا جدا اليومين دول عشان الشغل في معظم القطاعات ح يتباطىء بسرعة مذهلة لاسباب يطول شرحها، وعشان كدة لو فعلا مركز معانا شوية وعايز تساعد الغلابة ارجع اقرا الفقرة اللي فوق وشوف اجراءات حقيقية تساعدهم مش ترميهم في النار وتقولهم يدوروا على اكل عيشهم هناك بعد ما النار حرقت كل العيش!
٢٣ مارس – إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا (الفسيلة غصن يمكن غرسه لينمو نبات جديد ) — حديث نبوي
٢٣ مارس – في سنة ١٩٧٩ طردنا امام المسجد اللي كان بيشتغل مخبر من منازلهم من قلب الجامع بعد صلاة المغرب وجري ورانا وهو شايل عصاية مقشة وبيصرخ: يللا يا شيعة يا شيوعيين يا صهاينة يا ولاد الكلب … انا كنت باجري زي الرهوان بس اول ما سمعته بيشتمنا كدة وقعت ع الارض من الضحك. كنت عيل اصغر من ١٣ سنة وكنت احضر درس حديث مع طلبة جامعة من الجماعة الاسلامية بين المغرب والعشا والشيخ مقيم الشعائر وخادم المسجد كان عايز يقفل الجامع ويروح يقرا ربع ويعمله جنيهين تلاتة في عزاء قريب، واحنا كنا معطلينه. وقف وقالي: وبتضحك كمان بعد ما قطعتوا عيشي. قلت: مش قصدي والله يا شيخ بس ما كنت تقفل علينا الجامع وتمشي. قال لي: والمصاحف وماكينة الميكروفون ومفتش الأوقاف لو عدى!! وبعديها رحت أتعرف على مين الشيوعيين دول، بس ما كملتش معاهم زي ما كملتش مع الاسلاميين، او اي فريق ومشيت ف سكتي لوحدي. دلوقتي بفتكر الحكاية دي كل ما حد اعرفه يواجه اتهامات مشابهة اليومين دول. الله يرحمك يا شيخ اسماعيل (مش اسمه الحقيقي)، على الاقل كنت بتجري على اكل عيشك.
٢٤ مارس – على عكس الدراما التلفزيونية والسينما الجيدة اللي هي زي ايس كريم ما حصلش او عشوة كباب وكفتة عند الرفاعي او كاس عصير عنب حلو (مشيها عصير عنب)، الادب الكويس تأثيره كأنه زي ما تعمل دماغ متكلفة بيفضل معاك ساعات وساعات مقعدك في حتة تانية وبعدها بتفضل فاكره بكل خير. اهو انا لسه عامل دماغ من دول مع رواية “الوصايا” لعادل عصمت واللي هي مناسبة خالص لجو الكورونا بس ح تاخدك بعيد عن الناس اللي فاكرة ان هي لوحدها بتشوف سى ان ان او، لا قدر الله، متابعة اليوم السابع وقاعدة تشر عليك اخبار مش عايز بالضرورة تعرفها كل ٣ ثواني، او الناس اللي قاعدة تفتي وتهري حوالين السياسة والسياسات وحظر التجول وتجوال الحظر والفقرا والاغنيا ومنظمة الصحة العالمية،
عصمت ما لوش في الميلودراما ولا الحواديت الكبرى وزي ما عمل في “حكايات يوسف تادرس” ببيقدم حواديت ناس من الطبقة الوسطى في مصر وازاي اخر ستين سبعين سنة قلبت حياتهم بهدوء وطغيان كثبان الرمال المتحركة اللي بتبلع البشر والحجر، وازاي الدنيا بتدوب زي حيطان الطوب النيئ لما تسيح مع المطر والمياه والشمس سنة ورا سنة، او الورق القديم لما يصفر ويبهت، وان اللي بيفضل مش الناس وبيوتها واراضيها … الحقيقة مفيش حاجة بتفضل محددة وعشان كدة مش مهم خالص يسيبوا حاجة مادية وراهم غير “الوصايا” المفيدة والسيرة الحلوة (يعني سيرة ناس من لحم ودم فيهم حماقة وغرور وضعف وقوة وحب وكراهية وخوف وطمع البني ادم).
رواية تخليك تتعاطف مع الشخصيات وف نفس الوقت تشوف سخافتها وازاي عندها ودماغها الناشفة او خطوة غلط في يوم او عجز انها تشوف العالم بشكل تاني ممكن يوديها في سكك غريبة ومعاناة عجيبة. بيوريك اد ايه الناس محكومة بتربيتها وعالمها وف نفس الوقت قادرة تتجاوز وتفكر ورا ده كله — وان العالم في راس البني ادم وقلبه اكتر ما هو في املاكه وعيلته وان الزمان جبار ومالوش كبير الا اللي بيقدر يتخلى ….
شغل عادل عصمت بيسمع جامد مع اي حد عاش في الدلتا واتنقل بين مدنها وقراها وبينها وبين القاهرة وبرة مصر من السبعينيات وانت طالع .. شغل فيه شجن بس كمان بيخليك تضحك على اللي بيتمسك باللي راح ساعات ويخليك تحزن على حاجات تانية راحت بس تبص على حاجات جت. وكل ده ببساطة وهدوء ونفس كلاسيكي شوية يخليك ماتنزعجش من الحكم المباشرة ومن “الوصايا”.
الادب الكويس بيفضي دماغك من الهيستيريا ويسحبك معاه لحتة تانية ويعملك دماغ تقدر تواجه بيها القلق اللي ح يفضل معانا شوية. شغل عادل عصمت عمل معايا ده مرتين في اقل من سنة. اهي دي الايادي اللي تسلم. (تحديث: شكرا لصاحب الكتابة الرائقة اللطيفة Adel Essmat وللناشرة المسؤولة عن بعض احسن الكتب اللي بتنزل في مصر من سنوات Karam Youssef)
٢٥ مارس – ومن فوائد البقاء على السوشيال ميديا لفترات طويلة ان تكتشف مدى التنوع في الجنس البشري ومدى خطورة هذا القسم من الثدييات على نفسه والعالم. لا تصدق كيف ان ناس بيض وسود وحمر وخضر وعلى كل لون عندهم مناطق سذاجة أو بلاهة أو يقين أو جرأة أو مزيج من هذا كله بلا نهاية بتبان مع اي مناقشة حوالين كورونا.
خلطة كدة بنت ستين في سبعين من اول ترامب لغاية انس السلطان ومن بولسانارو البرازيل لغاية الاسقف اللي قالك ان الصلاة مع بعضينا تطرد الكورونا (واحد في فلوريدا والتاني في اسيوط) من اول استاذ الفلسفة اجامبين اللي بيشاور بدلع على نظرية مؤامرة ورا الفيروس لغاية صاحبك السلفي الطبيب المهاجر في اوروبا اللي عايز يبوسك من بقك عشان يثبت لك ان مفيش كورونا، وحتى علماني مشمأنط بيقولك ان شركة اوروبية ح تطلع الدوا خلال شهرين اكيد ومش لازم تديه للمتخلفين اللي “زيكم” عشان العالم يخلص، واخيرا مهندس ابن حلال يكلمك من نيويورك ويقول لك ازاي انه عرف ان كورونا سلاح بيولوجي امريكاني وبعدها استاذ جامعة في بلد عربي يقول لك ان الصين لقت دوا بس مدكناه شوية.
في ايه يا ناس؟ لما الموضوع ده يخلص ح يبقى صعب الواحد يرجع يخاف من التغير المناخي والاحتباس الحراري اللي ممكن يقضى على الجنس البشري ..
٢٦ مارس – هناك قطبان رئيسيان لمواجهة مشكلة #كورونا الا اذا انهار الفيروس فجأة او قتله الحر او التحور او اللطف الالهي: ١- محاولة مساعدة الناس الاكثر عرضة للخطر والسعي لايقاف تفشي الفيروس قدر الامكان حتى ظهور لقاح او ٢- ترك الفيروس ليقتل معظم الضعفاء الذين سيصابون به (اصحاب امراض معينة وكبار السن) …. ولكل حل من هذين الحلين ثمن باهظ معظمه اقتصادي في الحالة الاولى وعدد وفيات اكبر في الحالة الثانية … ومعظم الدول ح تلاقي سكة بين السكتين حسب مقدرتها وحسب فلسفتها وحسب السياسة فيها ماشية ازاي .. طبعا الاغنياء والاقوياء واصحاب نظرية ان جاء الطوفان ضع ابنك تحت رجليك ح يفضلوا الحل التاني مع اضافة السيطرة على امكانيات العناية المركزة لصالح الاغنياء المصابين ….
مارجريت اتوود وبسمة عبد العزيز ونائل الطوخي وكل اللي كتبوا روايات ديستوبيا وابوكاليبسي ونهاية العالم شكلهم بقوا كتاب واقعيين فجأة ..
٢٧ مارس – موقع وورلد نيوز تودي – شعاره “الحقيقة لا تهم” – ناشر خبر عن ١٤ واحد من قبيلة آكلي لحوم بشر أُصيبوا بفيروس #كورونا بعد ما اكلو مهندس صيني مريض.. مسخرة ونكتة بايخة بس ده شغلهم لانهم موقع بتاع مسخرة وتهييس. يقوم جرنان صحيفة عكاظ السعودية – OKAZ Newspaper ياخد الخبر امبارح ويترجمه (وبعدها يمسحه بس بعد ما اخدنا صورة!! نياهههها) وبعدها يقوم موقع القاهرة 24 المصري ياخده النهاردة نقلا عن عكاظ وينشره هو كمان نقلا عن الناقل (وح يقولك اكيد ناقل الكفر ليس بكافر او ما ليش دعوة دي اختى منى) …. والنهاردة ع القهاوي ف مصر ح تطلع نكتة ان مش بس لحوم العلماء هي اللي مسمومة، دي لحوم الصينيين كمان، أي اي حاجة سخيفة كدة. ومعلش اصلنا شفناها ع النت. يا ولاد … القبيلة!
(تحديث: شكلها حسب التعليقات والصور تحت ان هناك مواقع عظيمة احترافية مملوكة لناس دولتية او للدولة ذات نفسيها زي الوطن وصدى البلد برضه نشرت الخبر بس القاهرة ٢٤ كانت اشطر وسبقتهم كلهم!)
موقع وورلد ديلي نيوز عنده اخبار تانية “ظريفة” زي إن أول واحد صيني أصيب بالكورونا كان مارس الجنس مع خفاش! مش بعيد يرد عليك واحد من ال ٢١ الف وسخ واحمق اللي شاركوا خبر الخفاش ده على فيسبوك ويقول لك: طب ما نشوف الموضوع ورأي العلم، طب ما هو ممكن يا اخي، طب ليه مش ممكن، عندك لينك يثبت العكس؟ ياما التاريخ فيه حاجات غريبة وعندنا ناس مارست الجنس مع حمير في البلد وطلع لها ديول!!!!
طبعا فيه محررين سعوديين ومصريين من اللي بينقلوا عن مواقع المسخرة او المواقع بتاعة نظريات المؤامرات مش ح يقدروا ينقلوا خبر الخفاش عشان عيب وجنس وهي هي هي وكدة، ف ح يبعتوه على مجموعات واتساب عشان الشيخ القحطاني يمصمص شفايفه ويقول لك “هذه نهاية اللواط والجنس الداعر وعقاب من طاردوا اخواننا الاويجور المسلمين” بينما طنط تفيدة ح تقول لعمو محسن (ع التليفون عشان النادي قافل) “مش قلت لك الصينيين ما يجيش منهم خير. حاجة تقرف”، وحسام المنزعج ح يرزع بوست يقول انه من العيب الناس تتنمر وتعنصر ع الصينيين وان اكيد فيه امريكان وارهابيين ورا انتشار البوست المزيف ده عشان يقللوا من نجاح الصين الخرافي في محاربة كورونا وان اصلا مفيش قبائل اكلة لحوم بشر في بابوا غينيا لان ده كان اختراع استعماري!
https://worldnewsdailyreport.com/papua-new-guinea-entire-c…/
رابط القاهرة ٢٤ هنا https://www.cairo24.com/…/مصرع-14-شخصاً-من-آكلي-لحوم-البشر…/ وصورة كمان تحت عشان لما يمسحوا الخبر (وعملوا كدة فعلا).
#قريته_ع_النت_إيه_ياروح_أمك؟
٢٨ مارس- يخيبه الفيسبوك، كل شوية كدة الواحد يخبط في صديق قديم صار سلفيا او يساريا راديكاليا عايش في كاليفورنيا او جنب شتوتجارت. وده بيخلي الواحد يفكر في النماذج الكاريكاتورية زي اسعد ابو خليل وابو قتادة كأمثلة على التطرف الايدولوجي المزعج (أو القاتل احيانا)اللي جاب الديب من ديله وح يوريلك ازاي ان ما لوش ديل وانه اصلا مش ديب.
الناس الكمّل دي عايشة في قلب المشروع الرأسمالي العالمي الليبرالي (او النيوليبرالي او الاستعماري الجديد او الصليبي الصهيوني أو زي ما تحسبها) . والنظام ده قاعد يثبت كل يوم ازاي انه بعبقرية ودهاء – غير مقصودة ولكن تقع في صلب المشروع اللي فاشخ الكوكب ده – قادر دايما يعطي مساحات جانبية غنية للافكار النقدية (مع وضعها تحت المراقبة إن لزم الأمر) حتى لأعتى الشيوعيين والتروتسكيين والاممين والجهاديين والنازيين والتاميل والمسيحيين المولودين ثانية الخ الخ الخ …… طالما بيتكلموا بس او طالما كان عنفهم مقتصرا على الكلام وتحت السيطرة (من اول الالوية الحمراء لغاية الجهاد الاسلامي) ….
الفيسبوك اللي الله يخيبه برضه بيجيب لنا اصحاب عايشين في ظل انظمة وانساق عسكرية محافظة دينية دولتية وبيوزنوا كلامهم وبيحاولوا يشتغلوا ويلاقوا مخارج وطاقات نور في عز دين ام الضلمة دي … وطبعا في ناس وحشين في كل حتة وناس حلوين في كل حتة وربنا يقدم اللي فيه الخير والخلاف في الود لا يفسد للرأي قضية!
٢٨ مارس – فيه ناس خايفة من قعدة البيت عشان ح تجوع وناس خايفة منها عشان ح تتخن
٢٨ مارس – مبروك للصحفيين صلاح باديس ومصعب غازي النميري لفوزهما مناصفة بجائزة مصطفى الحسيني لأفضل مقال لصحفي عربي شاب لسنة ٢٠٢٠ التي أعلنت نتائجها اليوم.
وقد شُرفت بعضوية لجنة تحكيم الجائزة لاسباب متعددة ولكني ندمت على قراري عدة ايام بعد ان وصلتني القائمة الطويلة للمقالات المرشحة. من أين لي الوقت لأقرأ العشرات من المقالات المرشحة التي وصلت للجنة؟ كيف سأقرأ ما يزيد على مائتي صفحة في وسط مشغوليات اخرى؟ وعندما تشجعت وبدأت القراءة، لم يمكنّي التوقف، وانبهرت مرة بعد مرة وانا اقرأ كل هذه المقالات المذهلة في زوايا النظر، الواعية بتعقيدات الواقع، المدققة في البيانات والمعلومات، التحليلية لما بين يديها من مادة، الرابطة للعام بالخاص، والمتدفقة بالعواطف من ناحية والمحكومة بالمنطق من ناحية أخرى. وكما قلنا في بيان الجائزة فقد كان من الصعب علينا للغاية ان نختار فائزا واحدا بل كان صعبا ان نختار اثنين ليتقاسما الجائزة. ولذا نوهنا بمقالات شام العلي وسوسن عادل ابو زين الدين. وحاول البيان المرفق ان يشرح اسباب منح الجائزة لمصعب وصلاح.
كيف يأتي كل هؤلاء الكتاب الرائعون من قلب المآسي التي ضربت عالم وصناعة الصحافة والاعلام في الوطن العربي. كيف تغلبوا على التضييق المتزايد على حرية التعبير، ونجوا من اغلاق المنابر وحجب المواقع، واستمروا في العمل بعد ان اشترت حكومات صحفهم او مواقعهم واغلقتها او غيرتها، كيف يمررون مثل هكذا مقالات وينفقون عليها الوقت والجهد رغم الرواتب والمكافآت المتدنية في معظم انحاء السوق الصحفية العربية، وكيف تستمر بعض المواقع والمؤسسات الصحفية في الحفاظ على قدر هائل او نسبي من الاستقلال والمهنية رغم عجز الصحافة المطبوعة المتزايد عن المواصلة وفشل الصحافة الالكترونية في الوصول لطريقة تعيش بها من خلال الاعلانات او الاشتراكات. الصحافة الجيدة ليست رفاهية، والسيف لم يكن قط ولن يكون ابدا اصدق أنباءً من القلم حتى وإن سادت كتبه وكتابه ظاهريا ولبعض الوقت.
رابط مقالة صلاح: http://casbah-tribune.com/لماذا-يريدون-الوصول-إلى-المرادية؟/?fbclid=IwAR3Fqk4dwJxiAwsoRSGLsaC7F9zsGBmxUOUjWNNJ_iv3NHZI9DvlzLjNKi4
رابط مقالة مصعب: https://www.aljumhuriya.net/…/…/دروب-الطين-والأنفاس-اللاهثة…
٢٩ مارس – في الاسبوع اللي فات انهمرت فيديوهات عن يهود وهندوس واتباع ديانات اخرى في اجتماعات عامة ينطقون الشهادة اًو يكبرون أو يأذنون … ويجعل هذا الواحد يحن الى ايام الوسطية الجميلة عندما كان اسم الجلالة أو الرسول يظهر في صور حبة طماطم أو أغصان شجرة أو صخور جبل. لا أناقش صحة الفيديوهات والصور بل هذا الاحتياج العارم بين المسلمين الى اعتراف الآخرين والطبيعة بانهم على حق واتباع ما يتبعون؟ من اين يأتي هذا الولع رغم قول العليم “انك لا تهدي من احببت…” و “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر …”….
٣٠ مارس – ده يمكن اكتر وقت الناس محتاجة فيه اعلى قدر من التسامح تجاه بعضها وان كل واحد يبقى عندة مستوى صحي من الشك في مواقفه. ده وقت نمارس فيه اقل قدر ممكن من التبكيت والتبشير والتنطيط والشبحنة و”مش قلت لكم”. ده مهم جدا للناس اللي عايشة مع بعض سواء في بيوتها او على فيسبوك وامثاله، فأنت لا تهدي من احببت خصوصا لو عايز تاخده على سكة ممكن تطلع غلط!
٣٠ مارس – الملياردير نجيب ساويرس عنده حق عندما يدعو الى اتخاذ اجراءات ضرورية عاجلة وفورية “أيا كانت التبعات” لانقاذ البلد، وندعو الحكومة للاستماع اليه واقترح ان تيدأ بفرض ضريبة ثروة مرة واحدة عشرة في المائة على كل من تزيد قيمة ثرواته وممتلكاته عن عشرة مليون جنيه مصري وتخصيصها لاعادة تأهيل البنية التحتية في مصر في التعليم والصحة.
ولو طبقنا ده بس على نجيب وناصف ساويرس وعائلة منصور ح يطلع لنا بتاع ٢٥ مليار جنيه ندخلهم في ميزانية التأمين الصحي مباشرة (لا مش ح نعطيهم للحكومة). ولو كل اللي عندهم عشرة مليون جنيه دفعوا الضريبة دي مرة واحدة فقط على الفور وبحسم زي ما نصح نجيب بك ممكن يتوفر عندنا تريليون جنيه بالمرتاح وساعتها نضبط كمان التعليم.
وده لا اشتراكية ولا بتنجان .. ده بالعكس اجراءات عشان تكون قوة العمل اللي شغالة في مصانعكم ومزارعكم وعماراتكم وجوناتكم وساحلكم تكون متعلمة احسن وصحتها احسن وتجذب استثمارات اجنبية اكتر. الله يخبيبكم مالكوش الا في التربيطات والاحتكارات والتظبيطات والسمسرة والعقارات والبص تحت رجليكم بس.
٣ ابريل – … خليني احكيلك اصل اسم المنطقة دي في المنصورة ايه! اصل لما لويس التاسع كان جاي من دمياط ووصل عشان يقتحم المنصورة دخل من على كوبري طلخا القديم اللي عند الهابي لاند، دخل حي ميت حضر فطلعت عليه الاهالي واسروه وودوه دار ابن لقمان ….(مقطع من فيديو سجله “خبير اثار” وفقا لصحيفة وموقع مصري في الرابط تحت) <لويس التاسع دخل المنطقة دي بجوار جزيرة الورد سنة ١٢٥٠ قبل ما يخترعوا القطر وقبل يمكن ما يتبني اي كباري حديد في الكوكب، واللي غلبه هناك كان جيش مملوكي بقيادة طوران شاه كان معسكر في قرية صغيرة بعد كدة احتمال سموها المنصورة – وفق الموسوعة البريطانية – عشان انتصارهم على الصليبيين .. بس انا معجب جدا بالفيديو والثقة والموقع المحترم وادي الرابط) https://www.youtube.com/watch…
٤ ابريل – اللي بتعمله كورونا انها بتكشف اكتر في كل العالم ان ازاي ان كل برغوت على قد دمه وان ثمن الحياة مش واحد وان اللي ما لهوش ضهر ينضرب على بطنه وان الناس درجات .. وان الناس اللي لسه بتجعر عشان هي بتتكلم باسم الوطن او باسم الشعب او بالنيابة عن ربنا او لانهم فاهمين مصلحة البشرية لوحدهم أو لانهم همه العلماء والخبراء، كلهن كلهن مش معصومين وعدد كبير منهم كذابين وعدد تاني مش فاهمين وعدد تالت خايفين.. فعايزين كده نهدى ونبطل زعيق، ونمشي على مهلنا، وكل واحد يصلي على النبي بتاعه ف سره ويستمد منه قوة وصبر وتسامح، واللي مالوش نبي يتأمل ويلعب يوجا او ياخد مهدئات، مش عيب ولا حرام، وان ده مش عدمية ولا استسلام وان الشك احسن من اليقين والتمهل مش أنتخة .. سبت مبارك
“٤ ابريل – أي عالِمٍ الآن لا يصلي من أجل معجزة؟ وأى رجل دين الآن لا يسلَّم أمره للعلماء – على الأقل في السر ؟” – الكاتبة الهندية آرونداتي روي من مقالة جميلة في صحيفة فاينانشيال تايمز.
٥ ابريل – Dr. Subramanian Swamy زعيم مهم في حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي الحاكم في الهند قال لنا الاسبوع ده إن كل الناس سواسية في الحقوق ولكن ليست كل الفئات متساوية!! فهمت ؟ يعني مثلا الهندوس والمسيحيين والسيخ متساويين لانهم من فئات او عقائد متساوية بينما المسلمين لأ وعشان كدة ما ينفعش عددهم يزيد عن كدة في الهند. بيفكركم بمين الاخ ده؟ انا شخصيا بيفكرني بكبار دعاة السلفية والمسيحيين المتطرفين وخاصة الايفانيجيليكال بس كمان بيفكرني برجال اعمال مصريين وامريكان وكوايتة منهمرين علينا في فيديوهات التنابذ الاجتماعي وبيقولوا كلام شبه ده بالضبط. عمر الناس ما كانت ولا ح تكون شبه بعضها في الدين والثقافة والقدرات بس ده كله حاجة وانك تستعمل قانون زي قانون الجنسية او الاقامة او الهجرة او اللجوء او تصاريح دور العبادة او تمويل البرامج الاجتماعية عشان تفشخ ناس من فئة معينة دون فئة تانية فدي بقى حاجة تانية خالص ممكن نسميها اسم تاني خالص في الهند ضد المسلمين وفي اسرائيل ضد غير اليهود وف مصر ضد المسيحين وف باكستان ضد غير المسلمين وفي كل البلاد ضد الفقراء الخ الخ الخ كلهم شايفين الناس مش زي بعضها زي ما اسنانك وصوابعك مش زي بعضها .. ومستر سوامي ومستر صبور ومستر الحويني ومستر فالويل ومستر طرمب وامثالهم هكذا يستحقون تهشيم اسنانهم وكسر اصابعهم بحق العذاب اللي منزلينه على مئات ملايين البشر بدون داع .
٥ ابريل – سألني كيف حالي. قلت انني انجز الكثير من عملي. فسخر قائلا: “انت في حالة انكار. هذه العزلة وحظر التجول ستؤثر عليك لا شك. بطل استهبال وخداع لنفسك وح تشوف.” وبـــعـــد اسبــــــوع، قلت له على الميسينجر: “النهاردة الواحد زهقان شوية ومش قادر يركز. ولا رغبة لدي في العمل لحد ما.” لم يفكر لحظة بل ان يرد: “هه. شفت يا معلم. قلت لك. لأ والحالة ح تسوء كمان مع استمرار الموضوع ده.” ومن ساعة ما قفلت معاه وانا بفكر ان الناس المتشائمة والمتيقنة من قرائتها للواقع المرعب الذي نعيشه سوف تنتهي في نفس المكان في الجحيم مع الناس المتفائلة المتيقنة من ان كل حاجة ح تبقى كويسة وسيكونوا مقيدين بالاغلال كلهم سويا ومتروكين لحالهم، وهذا هو عذابهم المقرر.
٥ ابريل – ما أحسن ان يخرج الواحد منا الى ما هو غير كورونا وحواديتها واحصائياتها وفشل حكومات بشأنها ونظريات مؤامراتها الخ. ولهذا سعدت اليوم بقراءة كتاب “لكل أرض ميلاد: أيام التحرير” للروائي الشهير إبراهيم عبد المجيد عن مشاهداته في ميدان التحرير وفي القاهرة في أيام الثورة ال ١٨. وبإيقاعه السريع وحكيه السلس وبساطته الآسرة وبعده – ربما القصدي – عن المبالغة في التحليل والنقد، أهدى لنا عبد المجيد كتابا جمع فيه دون كثير صناعة بين التسلية والتشويق والتفصيل والتعميم والتاريخ والغضب والتأمل والمعلومات. ربما بفضل ما مر من سنوات نختلف قليلا مع شعور عبد المجيد السائد في الكتاب بالأمل والفرح، ربما نغير تسلسل بعض الاحداث أو نضع سببا محل نتيجة والعكس، ولكن كتبا كهذا تظل مهمة للغاية لمن يريد ان يشعر بما لم يعشه من أحداث، ولا أحد عاش كل الحدث فكلنا تابعه من زاوية ما من على الأرض او من على بعد. وعظمة كتب كهذا الكتاب انه يهديك زاوية غنية، زاوية الكتاب والمثقفين والصحفيين، زاوية من حضروا انتفاضة ١٩٧٧ وعملوا بالسياسة وكفروا بما تيسر منها ووضعوا طاقاتهم الخلاقة في مشاريع اخرى (أفكر الان في عديد ممن شاركوا في الحركة الطلابية في السبعينيات وفي الاحزاب اليسارية حتى الثمانينيات).
يسأل عبد المجيد صديقين التقاهما في ميدان التحرير بعد يوم الغضب الأكبر في ٢٨ يناير: “إيه العربيات المحروقة دي؟” فيرد أحدهما: “عربيات جيش، الظاهر كانوا من الحرس الجمهوري، أول ما نزلوا اعتدوا على بعض المتظاهرين هنا. حرقوا لهم العربيتين. بعد كدة انسحبوا ونزل الجيش العادي.”
واخرج كل منهم من جيبه رصاصة!
– أيه ده؟
– عربية اسعاف كانت جايبة رصاص للحرس الجمهوري اللي نزل الأول. المتظاهرون اكتشفوها ووزعوا الرصاص على بعض.” (ص. ٧٣)
وفي صفحة أخرى يسأل شباب عما حدث في المتحف المصري: مسكتوا حرامية فعلا في المتحف؟
فيرد عليه احدهم: “أيوة وشكلهم كدة أمناء شرطة. حضرتك تعرفهم من عينيهم اللي بتبص في كل حتة، ومن ايديهم الكبيرة.” (ص. ٧٥)
عشرات الحوادث والتفاصيل الصغيرة المهمة عن موقعة الجمل، عن كتاب كبار، وصغار، شباب، رجال، نساء، مقهى ريش، زهرة البستان، ناس ماتوا منذ ذلك الوقت واخرين تحولوا، ناس وقفوا ضد بعضهم البعض في اختلافات تالية، ناس ايدوا ما حدث بعد ٣٠ يونيو واخرين دفعوا ثمن معارضتهم له. مهم هو التاريخ ليس فقط لانصاف الناس وتحدي مسؤوليات البعض بل لفهم الحاضروربما التأثير على ما سيأتي من احداث لنا فيها كلنا دور بشكل ما او باخر
من اكثر المشاهد التي اثرت فيّ وصف عبد المجيد لعشرات من جنود الامن المركزي الضائعين في ميدان عابدين بعد ان تركهم قادتهم في مبنى وزارة الداخلية القريب وفروا. كان سكان المنطقة متحفزين بعض الشىء تجاههم وتركوا عديدا منهم يذهبون بعد ان تركوا خلفهم احذيتهم ودلوهم على الطريق الى ميدان رمسيس حيث محطة القطار الى الأقاليم. ذكرني هذا المشهد الحزين بانسحاب الجنود بعد الهزيمة المخزية في يونيو ١٩٦٧، جنود تركهم قادتهم أيضا وولوا فانسحبوا سيرا عشرات الكيلومترات شاعرين بالخزي والعار.
يحكي عبد المحيد عن شاب سقط مغمى عليه في موقعة الجمل وحاولت فتاة مسيحية انعاشه عن طريق تدليك قلبه وهي تهتف ملهوفة “يا يسوع يا يسوع” وعاد للفتى بعض وعيه وسمعها فرد قائلا: “أشهد الا اله الا الله” فهتفت “زي بعضه اللي يعجبك أي حاجة بس ما تموتش.” اللي يعجبكم أي حاجة بس ما تموتوش!
تسلم ايدين اللي كتب وقبله ايدين اللى خرجوا للشارع وقبلهم أرواح اللي ضحوا. مفيش حاجة بتروح هدر وسكة المستقبل عمرها ما كانت مستقيمة.
٧ ابريل – “مثلما يمكن أن تصنع
من غصن الشجرة الأخضر هراوة
و من زجاجة الكازوز الفارغة
أداة جارحة
مثلما يمكن أن تصنع
من الغرفة الأليفة زنزانة
و من الشارع الواسع مسرحًا للقتل
مثلما يمكن أن تكتب رسالة تهديد
بالقلم نفسه
الذي كتبت به رسائل الحب
و تستطيع أن ترسم مشنقة
بالريشة نفسها
التي رسمت بها طفلاً يضحك
و طائرًا يطير
و راعيًا يغني
هكذا تمامًا..
يتحوّل بعض البشر إلى جدران
قاسية و كتيمة كما ينبغي
جدران تستطيع أن تدق
مسمارًا فيها
أن تضع عليها الصحف
و الأواني
و الكراسي الخشبيّة
أن تفتّتها بالفؤوس و المطارق
لكن من المتعذر تمامًا
أن تقول للجدار: يا صديقي
فيرد عليك: يا أخي”
قصيدة الجدار – ١٩٨٢ – رياض الصالح الحسين – وُلد في درعا ١٩٥٤ وتوُفي بدمشق ١٩٨٢
٨ ابريل – #اخرج_من_البيت لكل من هو قادر على اتخاذ احتياطات بسيطة ولا يطيق العزلة الإجبارية. مواجهة خطر الكورونا بحذر افضل من الهلاوس والاكتئاب. وطبعا من هم مجبرون على الخروج اًو غير مبالين من البداية قصة اخرى حزينة.
١٠ ابريل – “لا سلطان لبعض الناس على الخوف، وفي هذه الحالة لا سلطان للحقائق عليهم”، و”اليقين يصلي على قبلة الشك”، و”في زمن ما، كان يحدث هذا الحيف الذي تخونني اللغة فيه، أما الصمت فربما كان ولا يزال أكثر حيفا وخيانة” — ثلاث جمل قرأتها لكاتب واحد وترن في دماغي منذ عدة ايام كلها كتبها الشاعر السوري Faraj Bayrakdar في مقالة بديعة عن الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين وفي مقدمة كتاب “خيانات اللغة والصمت” عن ١٤ سنة قضاها فرج ذاته في سجون المخابرات السورية. تسير بي الكتب المسموعة في شوارع المدينة الخالية كثيرا هذه الايام ولم اسمع اعذب ولا اقسى ولا انفذ بصيرة من كتابات فرج في الاسبوعين الماضيين. سلام لك ولكتاباتك ولروح رياض.
١١ ابريل – نوبار باشا، اهم سياسي اصلاحي مصري في النصف الثاني من القرن ١٩، ينتهي شارعه في القاهرة بميدان لاظوغلي، وكان لاظوغلي هذا وزير الجهادية ومدبر مذبحة المماليك ومسؤول الأمن والضبط والربط الغامض واهم مؤسسي ورجال دولة مصر الحديثة تحت محمد علي في في بدايات القرن ١٩ .. والذي صار اسمه معظم العقود السابقة مرادفًا لجهاز امن الدولة. نوبار ارمني ولاظوغلي تركي ومحمد علي الباني وكلهم مصريون. استقال نوبار وهُزم محمد علي ونجح لاظوغلي. انسد الشارع وفرغ الميدان وماتت السياسة وعاش الأمن وفشلت الدولة.
١١ ابريل – ما يحدث في مصر من رفض بل وشغب شعبي لدفن جثث ضحايا كورونا في ثلاث حالات على الأقل أمر مفزع ووسخ. قواعد منظمة الصحة العالمية في التعامل مع جثث الموتى بالفيروس والمنشورة اخر مارس تقول ان الجثث نفسها ليست معدية ولكن السوائل الجسدية قد تكون معدية وبالتالي الاحتياطات تكون في التغسيل والتكفين (ماسكات وقفازات عادية) ولكن بعد الدفن مفيش اي مشكلة – وقد يضيف الحانوتي/المستشفى كيسًا بلاستيكيا لتشديد الضمان على عدم تسرب اي سوائل – وهكذا فلا مشاكل ايضا في تشييع الجنازة بل وفي “الوجود مع الجثة ذاتها نفس المكان دون لمس سوائلها”، وبالتأكيد الجثة المدفونة لا تعدي احدا ولا تضر احدا, (القواعد متاحة بالانجليزي ومفروض المنظمة توفرها بالعربي ويوزعها الازهر والرياسة والصحة في مصر والرابط https://apps.who.int/…/WHO-COVID-19-lPC_DBMgmt-2020.1-eng.p…)
ممكن دلوقتي السيد وزير الأوقاف اًو السيدة وزيرة الصحة او شيخ الأزهر اًو حتى ابو صاحب القهوة ينزل يقول الكلمتين دول اًو يخلي الصبيان في التلفزيونات وع مجموعات واتساب وفيسبوك يقولوا ده. جتنا خيبة ،يعني حتى بغض النظر عما قالته منظمة الصحة العالمية، أصول وقلب الممارسات الثقافية والدينية تنهار كدة مع اول تهديد يا حوّش، يا لمامة … ده احنا ف حتة وحشة اوي، ويرجع يقولك كنانة الاسلام واصل الحضارة ومذكورة في القرآن. بلا خيبة.
١١ ابريل – ما هي اهم المذكرات (اًو السير الذاتية والذكريات) المنشورة التي كتبها سياسيون مصريون او رجال دولة (موظفين كبار) منذ محمد علي حتى اول امبارح؟ عايزين اسماء ولينكات أو دور نشر عشان اللي مهتم يقراهم ممكن يوصل لهم. (ارجو استثناء “البحث عن الذات” للسادات والتفكير كامثلة في مذكرات نوبار باشا وسعد زغلول والنحاس ومحمد حسين هيكل وخالد محي الدين وعبد اللطيف البغدادي وعثمان احمد عثمان .. طبعا مبارك لم يكن يحب القراءة ولا يجيد الكتابة ولا اعرف ممن عملوا في عهده وكتبوا مذكرات تستحق سوى حسن ابو باشا وعمرو موسى، ولم اقرأ كتاب ابو الغيط ولكن توقعاتي ليست ضخمة من الرجل)
وكانت الردود كالتالي بدون ترتيب:
نوبار، “مذكرات نوبار باشا”، دار الشروق
احمد عرابي
مذكرات عباس حلمي الثاني، “عهدي”
قليني فهمي باشا
محمد عبده
محمد فريد، “ذكريات ومذكرات”
ابراهيم الهلباوي
احمد شفيق، “الحوليات”، “مذكراتي في نصف قرن”
سعد زغلول
مصطفى النحاس، “مذكرات النفي”، تحقيق عماد أبو غازي، دار الشروق
محمود فهمي النقراشي
حسن البنا، “الدعوة والداعين”
كريم ثابت
حسن مصيلحي “قصتي مع الشيوعية”
فخري عبد النور، دار الشروق
عبد الرحمن فهمي
عريان يوسف سعد، دار الشروق
ابو سيف يوسف
حسين ذو الفقار صبري، “يا نفس لا تراعي”
محمد نجيب
عبد اللطيف بغدادي
خالد محي الدين
الفريق محمد فوزي
سعد الشاذلي
محمد صادق
أمين هويدي
ثروت عكاشة
يوسف صديق
شعراوي جمعة، “عن دولة يوليو”
سامي شرف
احمد حمروش
أحمد كامل (رئيس المخابرات ١٩٧٠-١٩٧١
فتحي عبد الفتاح، “شيوعيون وناصريون”
سعد زهران، “الاوردي”
مصطفى طيبة
محمد حسين يونس
فؤاد حجازي
احمد حجي
عبد الغني الجمسي
الفريق عبد المنعم واصل، “الصراع العربي الإسرائيلي، مذكرات وذكريات ”
عثمان احمد عثمان
بطرس بطرس غالي، “الطريق الى القدس”، “شاهد على العصر”،
محمد إبراهيم كامل “السلام الضائع في كامب ديفيد”
اسماعيل فهمي، “التفاوض من اجل السلام”
نبيل العربي، “طابا -كامب ديفيد-الجدار العازل”
عصمت عبد المجيد، “زمن الانكسار والانتصار”
عبد الرؤوف الريدي
كمال الجنزوري “طريقي”
احمد ابو الغيط
عمرو موسى
فاروق حسني يتذكر
رفعت السعيد (من الخمسينيات فصاعدا)
١١ ابريل – مفيش حاجة اسمها “الشعب المعلم” او “الشعب الجاهل” ومفيش “الشعب مش مستعد” … مفيش حاجة اصلا اسمها الشعب كدة على بعضها وخصوصا في الزمان اللي احنا فيه دلوقتي .. فلما نقول ان تصرفات ناس في قرى واماكن معينة في تشييع جنازات ضحايا كورونا مسألة حقيرة ومقرفة ولا بد من فهمها وايقافها، ما ينفعش يطلع حد يدافع عن الشعب “المغيب” و”الشعب المضحوك عليه” او حد من اخر الصالة من الناحية التانية يقول لك “الشعب الوضيع الحقير اللي ما يمشيش غير بالجزمة” … أو حد شعبوي يقول لك “بلاش بقه تعالي المثقفين” … هذه تفسيرات معظمها سطحي وجاهل وتقترب من كونها تبريرات .. التفسير مطلوب ولكن التفسير غير التبرير … والناس حتى في اسوأ الظروف ومراحل الانحطاط يمكن لها ان تسمو وتسلك وفق مبادىء واخلاق وقيم ويمكن لها ان تنحط وتحط عيالها تحت رجليها كما يقول المثل الشعبي (الوسخ) وفي الحالتين الناس مسؤولة عن افعالها
١٢ ابريل – مواضيع كتيرة بتخلي الواحد يفتكر رد سعيد صالح في “مدرسة المشاغبين” وكيف صار هو تفسيرا شائعا للمنطق .. صباح المنطق.
١٢ ابريل –
ناس كتير كتبت عن مقابر جماعية في نيويورك. اعتقد الموضوع كده فيه شوية اثارة وسنسيشنالزم sensationalism . المقابر الجماعية تستدعي للذهن المذابح الجماعية والاجساد الملقاة سويا في حفر ضخمة. طول عمر نيويورك فيها مقابر لمن ماتوا وليس لهم اقارب او يعجز اقاربهم عن دفنهم. ومنذ القرن ١٩ تدفن مدينة نيويورك هؤلاء الناس في موقع في جزيرة هارت، وكان المعدل الاسبوعي ٢٥ جثة، ولكن مع ارتفاع معدل الوفيات في نيويورك في الايام القليلة الماضية بسبب كورونا زاد عدد الجثث التي تحتاج الى دفن في هذه الجزيرة إلى ١٢٥ جثة اسبوعيا (أي خمسة اضعاف) ليست كلها ضحايا الفيروس، ويتم دفن الجثث في صناديق خشبية عليها اسماء المتوفين في خنادق طولية. ايضا يجب ان نأخذ في الحسبان ان نسب المتوفين من الفئات الافقر والاقليات اعلى. لا اقلل من الماساة الحادثة ومن ان حوالي تسعة الاف شخص ماتوا في ولاية نيويورك كلها (وهي من اكبر ولايات امريكا) بسبب الفيروس ولكن الذعر نصير الكوارث ويزيد من وطأتها.
١٣ ابريل – احنا ح نعيش سنين جاية على ازاي كورونا اوقفت الطفرة والنقلة والتقدم وعطلت الادارية والضبعة والصعود للقمر … هدية من السما فعلا ومصائب قوم عند قوم فوائد.
نشوة الأزهري
شكرًا على يومياتك… كتابتك ممتعة وخواطرك من أهم ما فيها إنسانيتها العالية…
خالد منصور
شكرا