٢٠ مارس – #القراءة_ضد_كورونا ساعات القراءة (غير الادبية) تبقى مفيدة اكتر لما الواحد يقرا كتابين تلاتة ف نفس الموضوع مع بعض. واللي بيحب يعمل ده زيي انا، ممكن يقول لنا بيقرأ ايه اليومين دول في موضوع يهمها او يهمه. طبعا في ناس بتقرا الكتروني او تتابع مواقع اكتر لكن انا يهمني هنا انه ما تكونش مواضيع اخبارية محضة ولا تحليلات قصيرة. القراءات افضل انها تفسر ظواهر واسعة وتكون مسلية وجذابة ومكتوبة كويس.
مثلا انا مهتم اليومين دول بحدوتة الازمات الكبرى في الاسواق المالية، بمناسبة انهيار البورصات في انحاء العالم وتعرض كل الاقتصاد في كل مكان لضغوط لم نعرفها في حياتنا. طبعا اللي حياتهم اتفشخت اكتر همه عديمي او قليلي المدخرات والمعتمدين على دخل يومي او اسبوعي من عملهم وهناك قطاعات واسعة تضررت بشدة والمتعلقة بالسفر والسياحة وتجارة التجزئة، لكن بورصات الاوراق المالية بتأثر علينا كلنا باشكال مختلفة حتى لو ما عندناش اسهم ولا سندات (في قناة السويس او في تشيز مانهاتن). انا باقرا الكتب دي (أو اعيد قرائتها سوا) بالعربي او بالانجليزي بس ح اركز على اللي متاح ليها ترجمة:
١- بول كروجمان “انهوا هذا الكساد الآن”
٢- جون كينيث جالبريث “الانهيار الكبير”
٣- محمد العريان “اللعبة المتاحة” – الترجمة سيئة شوية بس معلش والكتاب تقني شوية ومش عموما مكتوب كويس لجمهور عام
٤- Michael Lewis, “The big Short” وده موجود منه فيلم تسجيلي
٥- Doug Henwood, “The Wall” وده كتاب عظيم يفهمك اسواق الاوراق المالية بتشتغل ازاي براحة
وانا احب الناس اللي بتفهم في المواضيع دي تزود مصادر هنا وتحديدا كتب بس كمان مواقع تحليلية كويسة مكتوبة للعامة وهذه دعوة ل Wael Gamal و Mohamed Gadوعلاء شاهين يساهموا باقتراحات. طبعا انا عارف ان اقلية من الناس عندها الوقت والقدرة ومش مضطرة لسة تنزل تشتغل، وان اقلية اللي عندها انترنت شغال كويس، بس كل واحد بيساعد باللي يقدر عليه ويفهمه ويحب يعمله.
(بعد النشر ظهرت اقتراحات كتير اهمها كان “خرافة عقلانية السوق” تأيف جاستن فوكس و “المال ضد الشعوب” اريك توسان و “رأسمالية الازمة” لكريس هارمان وكتب اخرى غير مترجمة)
٢٠ مارس – لمحبي الخطابات السياسية في اللحظات الفارقة يشير الناس عادة لخطابات تشيرشل المتتالية في عام ١٩٤٠ ضد النازية ومن اجل حشد العالم الغربي ضد النازية، ومع فارق هائل يحب البعض الاستماع لخطاب عبد الناصر في الازهر او لمطولته عن اعلان تأميم القناة — ولكن نحي كل هؤلاء الرجال جانبا واستمعوا الى خطاب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل للشعب الالماني عن كيفية مواجهة فيروس كورونا: الامل، والجدية، التحذير من عواقب وخيمة، وتحمل المسؤولية، القرارات الصارمة، والمشاركة الديمقراطية، البشر والارقام، الاقتصاد والحياة … عظمة على عظمة يا ست. واليكم رابط ملخص بالعربي والاصل بترجمة انجليزي في بوست سابق. عشرة على عشرة ونجمة القرن ال ٢١ يا ست ميركل. https://www.dw.com/ar/ميركل-الكل-مهم-وسنتغلب-على-أزمة-كورونا/av-52831376?fbclid=IwAR2ZK8zzP_BO-KGb6ohVTfCISEepGjPYGp5JKrsRS8cts2bhwhPP5971Doo
١٩ مارس – لمحبي الخطابات السياسية في اللحظات الفارقة يشير الناس عادة لخطابات تشيرشل المتتالية في عام ١٩٤٠ ضد النازية ومن اجل حشد العالم الغربي ضد النازية، ومع فارق هائل يحب البعض الاستماع لخطاب عبد الناصر في الازهر او لمطولته عن اعلان تأميم القناة — ولكن نحي كل هؤلاء الرجال جانبا واستمعوا الى خطاب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل للشعب الالماني عن كيفية مواجهة فيروس كورونا: الامل، والجدية، التحذير من عواقب وخيمة، وتحمل المسؤولية، القرارات الصارمة، والمشاركة الديمقراطية، البشر والارقام، الاقتصاد والحياة … عظمة على عظمة يا ست. واليكم رابط ملخص بالعربي والاصل بترجمة انجليزي في بوست سابق. عشرة على عشرة ونجمة القرن ال ٢١ يا ست ميركل. https://www.dw.com/…/ميركل-الكل-مهم-وسنتغلب-على…/av-52831376
١٩ مارس – عن طارق نور اللي جاب مي الخريستي اللي كانت ح تشتغل في القاهرة والناس وبعدين بقت ولا مؤاخذة انفلونسر ع السوشيال ميديا .. وعن كل الناس اللي شايفة ان المصريين ما يفهموش الفرق بين الحلاوة والخـر*
والعهدة على هاني المصري الله يرحمه
واليكم بوسته الكامل رحمه الله عليه من ٢١ مايو ٢٠١٤ !Hani El-Masri21 May 2014
سنة ١٩٨٠ قدر “طارق نور” يوصل لي.. و طلب مني اقابله في مكتبه القديم.. في شارع رضوان ابن الطبيب.. آخر سور جنينة الحيوانات.. و فعلا اشتغلت معاه.. لمدة سنه.. صممت مكتبه الفني.. و علمت الفنانين اللي شغالين فيه عمل الفريق.. و مشيت العجلة.. انما كنت باجي كل يوم من بيتنا في ميدان الحجاز في مصر الجديدة..
و ده مشوار لا يستهان به.. حتي في بداية التمانينات..! انما اللي خلاني اسيب الشغل في “امريكانا” سبب اهم من علقة المرور اليومية.. اللي خلاني اسيب الشغل.. اني شوفت بعيني نوع غامق من صناعة الپروپاجاندا.. قابلت هناك كل اصحاب الاعمال .. اللي كانوا عاملين “الانفتاح” بتاع السادات.. و التدمير المنظم لكل الصناعات المصرية.. و القيم المصرية.. و اللغة المصرية.. و تحويلها.. سنه.. سنه.. لحاجة مش بتاعتنا.. و افكار مدمرة لفكرة المجتمع السوي و لأي مبدأ يقدر يدخل التفهم و التعاون بين طبقات الشعب.. و غير ان “الزباين” كانوا مصاصين دماء من الدرجة الاولي.. كان طارق نفسه نصف موهوب.. بيسرق عيني عينك الاغاني الغربية.. (اللي كان عارفها بحكم مهنته السابقة ك”مزيكاتي” نص لبه.. بيعزف في حفلات العجمي في الصيف.. و لوكاندات القاهرة في الشتا..) و يستعملها gingle لإعلانات منتجات استهلاكية ما كانتش تلزمنا .. لو كنا عاوزين نبني بلد يعني.. و ينشر بيها سياسة الاستهلاك الاهوج.. و يبعدنا بيها عن جذورنا و اصلنا..!
و جه طارق يزور امريكا و انا هناك.. و قابلته هو و لوري.. مراته الامريكية اللي اصلا من “باسادينا” في كاليفورنيا.. و كان اول سؤال مني : “ايه اخبار البلد يا طارق..؟”وطبعا.. هو عارف ميولي الاشتراكية.. فرد بإبتسامة : “قصدك مين في البلد..؟ انا طبعا كويس.. كويس جدا كمان.. انما لو بتتكلم عن الشعب.. فطبعا.. بياكل خـــــ….! انما ده مالوش اي اهمية.. هم اصلا ما يعرفوش الفرق..!” و فضل طارق نور.. ياكل الشهد.. لانه كان بينشر فكر النظام.. اللي اصلا بايع نفسه لاعداء مصر.. و حتي خلافاته مع “ناصر الخرافي” شريكه الكويتي الملياردير.. و اللي كان سببها انه نصب علي الراجل اللي عمل له اسم و ثروة.. انقذه منها انه رمي نفسه اكتر في احضان نظام مبارك العفن.. و بقي ماسك..بذكاء انصاف الموهوبين.. دعايات العيلة المالكة.. و خصوصا الملكة الام ..!
يعني.. بالبلدي.. طارق نور بيمثل كل القيم و الاخلاقيات اللي دمرت مصر في الاربعين سنة اللي فاتت.. و اللي الشعب ده كان عنده امل انه يخلص منها في يناير ٢.١١ ! فلما عرفت ان اللي ماسك الحملة الدعائية لدعم المشير في انتخابات الرياسة.. هو طارق نور.. حسيت اني خرجت من باب المسرح.. بعد ما حضرت البروفة الچنرال (بالملابس و الديكور و الاضاءة) لمسرحية الثورة.. الشوارع زي ما هي.. كلها تراب و زبالة.. و الناس عرقانه و بائسة.. بتجر وراها اكياس نايلون.. شايلين فيها الخـــ… اللي واخدينه لعيالهم عشان يتسمموا قبل ما يناموا… نشوف وشكم بخير .. في العرض اللي بجد !
١٨ مارس – اربع نساء وقفن على الرصيف في القاهرة صباح اليوم، ثلاثة تحملن لافتات صغيرة والرابعة تصورهن. قبضت عليهن الشرطة سريعا واتهمتهن بالتجمهر واعاقة حركة السيارات واحتجزتهن عدة ساعات قبل ان تنقلهن الى النيابة العامة حيث هن الآن.
واحدة منهن اديبة عالمية واثنتان استاذتان بجامعة القاهرة والجامعة الامريكية والرابعة باحثة، بينهم ثلاث درجات دكتوراة ودرجة ماجستير. لم تفعلن سوى المطالبة بالافراج عن #المساجين_في_مصر خوفا عليهم من انتشار فيروس #كورونا في سجون مكتظة غير صحية مُنعت عنها الزيارة التي هي اهم وسيلة وربما الوحيدة لتسليم الادوية والمنظفات بل والغذاء الجيد احيانا. الاستاذة الدكتورة ليلى سويف هي وشقيقتها الروائية الدكتورة أهداف سويف والباحثة منى سيف ومعهن الاستاذة الدكتورة رباب المهدي كلهن كن تطالبن بالافراج عن المحبوسين احتياطيا على الأقل وعددهم قد يصل الى عشرات الالاف في مصر على ان تستمر النيابة والمحاكم في نظر قضاياهم (وكثير منهم لم يُحال للقضاء بعد).
مصر مثل معظم دول العالم اغلقت حدودها وعلى وشك ان تغلق مطاراتها ايضا بسبب الوباء الذي ضرب العالم فاين سيفر هؤلاء المساجين على أي حال، غير ان معظم المعروفين منهم كانوا قادرين على ترك البلد مرارا وقرروا البقاء. ولم لا نفرج ايضا عن كبار السن والمصابين بامراض القلب والرئة والسكري وهي الفئات الاكثر عرضة للخطر وفقا لمنظمة الصحة العالمية؟ وبالمرة عفو عام عمن قضوا نصف المدة؟ ويمكن ان تكون قرارات افراج مؤقتة او خاضعة لترتيبات واجراءات لاحقة بعد انتهاء هذه الموجة. الوقاية الرئيسية ضد هذا الفيروس الشرس هي النظافة الشخصية والابتعاد عن اي مصاب محتمل مما جعل معظم حكومات العالم تنصح الناس بعدم النزول للشارع الا للضرورة وتفادي الاماكن المزدحمة بل وحظرت بعضها بالفعل التنقل بين المدن واغلقت كل الاماكن العامة والمساجد والكنائس. سجون مصر مكتظة وغير صحية ومكان مؤهل للغاية لانتشار العدوى بسرعة.
هناك الف فكرة وفكرة من اجل تقليل خطر انتشار الوباء بين هؤلاء السجناء والمحبوسين بما لا يخالف قوانين البلاد، واسهلها الافراج عن كل مساجين الاحتياط وهو قرار من سلطة النائب العام اتخاذه بجرة قلم. منع فيروس كورونا من التفشي بين المحابيس ليس فقط حماية لهم ولكن لمن يخالطهم ثم هو حماية للمجتمع كله، أما القبض على من يطالب بهذا بسلمية واتهام هؤلاء السيدات الثلاثة بانهن تجمهرن وعطلن المرور فيبدو وليد لا مبالاة أو خوف أو عند أو جنوح لا رادع له للبطش دون حساب ودون اي منطق سوى القدرة على القيام بما لا يقوم به اي نصف عاقل رشيد. وهذا امر عجيب في دولة يبدو ان حكومتها جنحت للعقل والرشادة في التصرف ازاء تهديد فيروس كورونا على عدة مستويات.
ومبدئيا، افرجوا عن ليلى واهداف ورباب ومنى فالسجون والاقسام واماكن الاحتجاز فيها ما يكفيها.
(تحديث: قررت النيابة فجر الخميس بعد ساعات من الاحتجاز ثم التحقيق توجيه اتهامات بالتجمهر وتوزيع منشورات وتعطيل مرور والافراج بكفالة خمسة الاف جنيه لكل منهن، ولم تفرج الشرطة عنهم حتى ٨ص اليوم الخميس — ثم خرجوا بعدها بعدة ساعات بعد ان نالت الدكتورة ليلى سويف اتهامات اضافية في قضية ثانية) #فيه_وباء_خرجوا_السجناء
١٨ مارس – ومن نتائج عزلة الكورونا المفروضة انني شاهدت عدة فيديوهات من اشخاص يستحقون علاجا نفسيا سريعا قبل ان يلحقوا الآذى بانفسهم كما يلحقوه فعلا بمن يشاهدهم. اشخاص لديهم مشاهدات بملايين المرات واتباع ومتبرعين ورعاة.
علق معايا فيديو (اكثر من ١٠ مليون مشاهدة) لسيدة مصرية امريكية خر* (هذا جزء من لقبها فعلا) مشوشة للغاية وهيستيرية تصرخ معظم الوقت وتعلن ان كورونا مؤامرة من امريكا بنت الكلب ضد الصين العظيمة وان الصين ح تفشخ ترامب وان الصين اصلا عندها الدوا بس مخبياه (مش واضح ليه طبعا)، وان المصريين لازم يذكروا الله وما يلبسوش ماسكات وانها عارفة كل ده وتعرف هولاكو عشان هي مؤرخة (“عشان اي حد معاه بكالوريوس تاريخ من امريكا بيبقى مؤرخ” علطلول — هي قالت كدة) وانها عالمة معاها ماجستير (ده بياخده على الاقل ٨٠٠ الف واحد في السنة في امريكا) وان رجالة مصر احسن من رجالة امريكا وان shame on you يا مصريين .. اهئ اهئ اهئ
اعتقد امثال هذه المخبولة هم اسوأ ما تقذفه علينا امريكا من اول المسيحيين الجدد لغاية الجيش الآري واتحاد البندقية الوطني … ولكن السؤال هو ما هي الدوافع المركبة التي تجعل الناس تستمع الى هذه السخافات بل وتؤمن بها وفقا لبعض التعليقات؟ طبعا اكيد هناك مئات الامثلة من مصر والعالم العربي والاسلامي والافريقي وبلاد الله ارض الله عن الدجل والتدليس: من بول الابل لبول البقر! من لمسة القسيس عبر شاشات التلفزيون الى الشفاء بالقرآن على الهاتف! من تراب المار مارون الى رداء النبي (راجع قصة الملا عمر)!
وحش ان الناس تعبد العلم والعلماء، لكن اوحش ان الناس تعبد الجهل والجهلاء … لطيف ان الناس تتسلى بحواديت الف ليلة وهاري بوتر لكن مخيف انها تحاول تطبقها وتؤمن انها المخرج من وضعنا الصعب الراهن، مهم ان الناس تفضل تشك وتعترف بجهلها وخطر جدا انها تغطي الجهل بهذا اليقين القاتل .. خطر اسوأ من خطر الكورونا الذي قد يمكنّنا العلم القاصر من مواجهته، كي يواصل رجال ونساء الخرافة المرضى اطلالهم علينا وافسادهم لحياة الكثيرين منّا عبر شاشات التلفزيون والكمبيوتر ومنابر المساجد والكنائس ونواصي الشوارع …. لعل الفيروس ياخذكم معه، يا قادر يا كريم!
١٨ مارس – ينصر دينك يا استاذ اسامة، رسمة هايلة! بس خللي الاستاذ العالم يخلص ابحاثه ويطلع الدوا بعد ما الفيروس يخلص على قساوسة التلفزيون وشيوخ المنصر وكل رجال الدين الذين على نوعهم، ويحرم الشركات اللي مشغلة الاستاذ العالم من فشخنا باسعار صاروخية بحجة نفقات البحث والتطوير خصوصا وان كلنا اتفشخنا اقتصاديا (من لديه مدخرات ومن صار لديه ديون
١٨ مارس – على قمة اولويات الامن القومي، بل الكوني، بقاء فيسبوك وواتساب ونتفليكس (الانترنت عموما) شغالين كويس، بدونهم الاثر النفسي المدمر قد يفوق تأثير #كورونا والناس ح تاكل في بعضها جوة وبرة البيوت. الناس بتوع الهدوء النفسي والصلاة والعزلة والتأمل وكدة يمتنعون عن التعليق بسبب الظرف الجاري. (طبعا اعملوا رياضة وكلموا بعض وكلوا سوا وكل هذه الانشطة المهمة)
١٦ مارس – في وقت الازمات تذكرك معظم القصص المنشورة على مواقع صحفية غير محترمة (وبعض المنشور على المحترمة) بباعة الصحف الجائلين في ليل القاهرة قبل غزو الانترنت. يتحنجل الواحد من دول في شوارع وسط المدينة ويزعق: اقرأ الحادثة، اقرا الحادثة، القبض ع السفاح، فضيحة الموسم، اقرا اقرا اقرا اقرا …. وتشتري الجرنان ويطلع مفيش حادثة ولا نيلة.
وبعدين زمان كانت الناس تستهبل وتقولك “والله نزل في الجرنان” لغاية ما فهمت الفولة وبقت تقول “اصله كلام جرايد” كناية عن المبالغة اًو الكذب، لكن برضه فضلت تفرق بين جرنان المساء وجرنان الاهرام في مستوى المهنية والاحترافية (لما كان الاتنين مختلفين عن بعض مش زبالة زي بعض)
وبعدين دلوقتي رجعوا يقولوا: “ما هو نزل ع الانترنت” …. يا مثبت العقل والدين ح نرجع نعيد ونقول استعمل مخك واعرف بتقرا ايه ولمين وفين وازاي وليه وفوق ده كله حكم عقلك والمنطق البسيط في اللي بتقراه من غير ماتنط علينا بانك اكتشفت الذرة ولا انك من ناحية تانية تطعن في كل حاجة بتقراها وتدور على مين المتأمر ابن الكلب اللي بيزق العالم علينا او عليك. جتكم خيبة عليكم وعلى كسلكم، كتبة وقراء!
١٥ مارس – ح يحصل ايه لو النائب العام المصري، بتوجيهات من الرئيس، قرر الافراج عن كل المساجين احتياطيا دون ان يغلق القضايا؟ ولو الرئيس – وهذا في سلطته – قرر العفو عن كل من قضوا نصف المدة من المحكوم عليهم بدون استثناء؟ ومنح عفوا وافراجا استثنائيا لكل المرضى وكبار السن؟ نتحدث عن عشرات عشرات الالاف من البشر الذين يمكن ان تتفشى بينهم كورونا فتقتل الكثير منهم وهم في حالة وهن وضعف، بعد ان تكون قد انتقلت الى حراسهم وسجانيهم. الرحمة فوق العدل فما بالك لو كان العدل هو إطلاق سراح غالبيتهم العظمي سريعا!
١٥ مارس – موظف البنك اللطيف والنشيط لابس قفازات معقمة وأمامه علبة مطهر كحولي للزبائن، يحتفظ بوجهه بعيدا عني أكثر من متر. وأنا، مثل مصريين كثيرين، اتمنى ان ارى هذا في بلادي.
وعندما حان وقت التوقيع تجاهلت قلم البنك المشرع على الكاونتر وأخرجت قلما من جيبي شاعرا بانني انا الاخر العب دوري في منع نقل الفيروسات وما صار يعرف بالتحاشي الاجتماعي social distancing.
“ما ينفعش لازم قلم البنك”
“ليه بس كدة يا اخي؟”
“قواعد البنك المركزي!”
وانا فطست على روحي من الضحك، ضحك رجل يأكل الفسيخ بالقفازات أو بيتعاطى مخدرات مضروبة بحقنة معقمة.
جتك خيبة يا بعيد!!
١٥ مارس – مرة كدة كنت مكتئب وزعلان من حالي ومن حال الدنيا وماشي في شارع هادي لقيت متحف دخلته وف اخر قاعة عرض كبيرة كانت مقبرة صغيرة من العصر الروماني بها إله في العالم السفلي يمسك بيد شاب مرعوب وهو يبتسم بثقة وتشجيع له على مواجهة التهديدات المحدقة، ويقول له كلمات مكتوبة باللاتينية معناها: “كن شجاعا، فلا أحد خالد”. انا خرجت ومزاجي كويس وقعدت أدندن في الشارع.
فعايزين نروق ونهدأ كدة ونبطل جو الذعر ده. مش معنى الكلام ده ان احنا نبرطش ونفخد ونشيش ونمسح أيدينا في هدومنا ونقرقش #كورونا بعد خطبة الجمعة وقداس الاحد، خالص. بس معناه ان العقل والهدوء حلوين وان الهيستيريا لا تساعد احدا ولا أغاني القرموطي ولا وعد بميت مليار جنيه مش عارفين ح ييجوا منين واحنا اساسا بنعاني من عجز في الميزانية ولا الكلام الفارغ بتاع ان المصري عنده حصانة.
شوية شجاعة وعقل حاجة كويسة وما حدش خالد فيها، وشكرا للمتحف الوطني اللبناني والنحات الروماني والراجل الغني اللي بنى المقبرة دي للشاب الفقيد جنب مدينة صور. (تحديث: وجدت الصورة واضفتها وفيها يلتقي هرقل مع الشاب السيتيس في عالم الاموات والجملة المقصودة اسفل يسار الصورة وربما باليونانية وليس اللاتينية ويفيدنا المتخصصون!)
١٢ مارس – ليست الشماتة من طبع الواحد لكن هذا الشخص الغليظ صاحب السيجار الكوهيبا الكبير، الذي هو متحركا دعاية مستمرة لتنميط الاغنياء الجدد، يستحق الشماتة والتشفي. تلتقيه في اوائل يناير وهو يوبخك عن عدم استثمارك في صناديق واسهم معينة في البورصة وكيف صنع الرجل وهو جالس على مؤخرته ٢٠٪ ارباحا في ٢٠١٩، ثم تقابله صباح اليوم برتقالي الوجه مثل ترامب يبتلع عصير ليمونه بصعوبة ويتحشرج صوته وهو يشكو من ذعر الاسواق وسلوك المستثمرين غير العقلاني وكيف انه خسر ٢٠٪ من امواله المستثمرة في البورصة في اخر عشرة ايام، وتفكر ان في #كورونا عدالة ما وقصاص ناجز من كل فكرة ان صاحب الثروة والمال المكتنز يمكنه صنع ارباح هائلة دون عمل (لا مانع عندي من ارباح قليلة لا تتجاوز نسبة التضخم بكثير عشان انا بقيت شاخص عاقل واصلاحي). عاش الفيروس قاتل المضاربات وارباحها وبعبع الرأسمالية المالية.
١٢ مارس – صحيفة نيويورك تايمز عملت جرد لكل ال ١٢٥٠ حالة كورونا ف امريكا ووصلت لمصدر محتمل لاصابة نصفهم، وبتقول ان مصر هي اكثر دولة اتي منها مصابون للولايات المتحدة (٤٠ حالة) مقابل ١٥ حالة فقط للصين. معلومات مهمة في ضوء تواتر الدول اللي بتعلن ان مصابين عندها حضروا من مصر أو كانوا مسافرين فيها. معلومات لا تستدعي ان يقدم احد بلاغًا في النيابة العامة ضد هذه الصحيفة بتهمة نشر اشاعات، ولا ان يهدي لها مذيع تلفزيوني في قناة يملكها جهاز سيادي أغنية سخيفة ضد الإشاعات كما فعل احدهم في مطلع الاسبوع، ولكن على الأقل ان تتصل الحكومة بكل هذه الدول وتعرف مسار هذه الحالات ومن اين أتت في مصر وتركز قدراتها القليلة على المسح والوقاية في تلك الأماكن. اخر ما نحتاجه الان هو الهستيريا والسخافة والتواطؤ والإهمال – اًو الطرمخة والتطنيش ومحاولة اعتقال الفيروس ومن يتحدث عنه. لا يواجه عاقل الكوارث، كبيرها وصغيرها، هكذا ولكن ربما المأساة الحقيقية هي الشح الشديد في العقلاء في تلك المهزلة الكونية!
وادي الرابط https://www.nytimes.com/…/2020/us/coronavirus-us-cases.html…
١١ مارس – قاعد اذاكر حاجة عن ١٩٦٨. سمعت خطبتين لعبد الناصر . كان مذهل الراجل الصراحة في قدراته على التواصل وصبره على القاء خطب طويلة والخروج عن النص وعدم التورع عن السب والشتيمة مع لمس اوتار الكرامة والعزة عند الناس. زعيم شعبوي شعبوي على ابوه بس يخوف يعني معندوش مانع يقول في خطبة انه بيتجسس على الخطابات الشخصية للمصريين في الخارج، وهكذا. مكانش بيهمه حاجة!
لكن الاعظم والاجرأ بالنسبة لي هي أغاني الشيخ امام وأحمد فؤاد نجم، اللي باسمعها عشان الشغل برضة. وللمرة العشرتاشر سمعت اغنية “الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار”. شئ مذهل في الجرأة والشجاعة من نجم وامام انهم يسخروا من هزيمة ١٩٦٧ بعد شهور منها وبحدة ووضوح وتحميل مسؤولية لعبد الناصر ولما فعله الضباط الاحرار بالبلاد. والكويس جدا ان التراث ده يفضل عشان نعرف مش بس من الكتب والمذكرات المتناثرة ان في ناس وفنانين كانوا فاهمين اللي بيحصل وان هيكل وصلاح نصر والزعيم القائد مكانوش بياكلوا معاهم. وبعدين مع كل حساسية الموضوع سياسيا وشعبيا كانوا كمان غاية في الظرافة واللطافة .. طب اقرا الكلام كده:
“ايه يعني لما يموت مليون
او كل الكون
العمر اصلا مش مضمون
والناس اعمار
الحمدلله وأهي
ظاطت
والبيه حاطط
في كل حته
مدير ظابط
وإن شالله
حمار
ايه يعني فى العقبه جرينا
ولا ف سينا
هى الهزيمه تنسينا
اننا احرار
ايه يعني شعب ف ليل ذلة
ضايع كله
دا كفاية بس اما تقول له
احنا الثوار
الحمد الله ولا حولا
مصر الدوله
غرقانة فى الكدب علاوله
والشعب احتار
وكفايه اسيادنا البعدا
عايشين سعدا”
٩ مارس – (نص فيكشن نص حقيقة) قادته ظروفه لغرفة عناية مركزة حيث يتحدث اغلب الناس بصوت عال واعين أو دون وعي. رجل اعمال عليل القلب ربما مقبل على جراحة قلب كبيرة يصرخ على شريك إيطالي في الاغلب: يعني ايه البضاعة واقفة ف ميلانو .. ما ليش دعوة بالكورونا والزفت، ح اخسر كدة. رجل سمعت انه كان مسؤولا امنيا كبيرا قاس وشديد يترنح بين وعي مبهم وغيبوبة محدقة ينادي على امه دون انقطاع “يمّه، آه، يمّه، آه”، ومسؤول سياسي سابق استولى سرطان على رئتيه ويسير ببطء في المرات مربوطا لأسطوانة اوكسيجين يدفعها خلفه شاب.
ولم يشعر بأي شماتة أو تشفي أو دهشة، لن تجدي معاناتهم في تخفيف المعاناة التي ألحقوها (اًو سيلحقونها إن نجوا) باخرين، ولم يشعر بذرة تعاطف ايضا. لم يعد يؤمن بمبدأ القصاص والعقاب ولو بعد حين، ولا العفو والغفران بعض احيان.
ما حدث حدث ولن يجدي القتلى عذاب قاتلهم ولا العفو عنه. ومن ورثوا سلطان وثروات ومناصب القتلى يبدون عاجزين عادة عن الاتعاظ، فلا رابط واضح هناك بين مصير بعض من سبقوهم ومصائرهم وخصوصا ان عديدا من اللصوص والمتربحين والزبانية والقتلة يموتون دون ميلودراما قصاص سماوي اثناء حياتهم بل ان بعضهم يحصلون على جنازات رسمية وأضرحة فخمة وتقاعدات مريحة ولنا في مبارك وفرانكو ورفعت
الاسد امثلة تكفي. (ماذا نفعل بالغضب المستمر والمشتعل في قلوبنا ازاء هكذا بشر وهكذا مؤسسات دون ان نتركه يأكل روحنا من الداخل؟ ماذا نفعل؟ وهذه طبعا اسئلة بلاغية تدرك عجزها العميق)
٦ مارس – انا على سفر منذ ربع قرن تقريبا، لا يمر شهر ربما دون ان اسافر واحيانا مرتين في الشهر. اول مرة ف حياة الرحّل دي تتلغي لي ٣ رحلات في اقل من شهر . تلت رحلات للقرن الافريقي ولوسط اوروبا وغرب اسيا !!!! طيب شكلها في حاجة بجد يا كوكب. وانا اللي طول عمري وانا طفل ومراهق كنت بحب كورونا عشان الشوكولاتة الوحيدة اللي ممكن المصري حالاتي وبامكانياتي المضعضعة ان احوش واشتريها. آه يا زمن الوقاية عن طريق شل الحركة والحياة.
٥ مارس – ايه حكاية المهرجانات وزنا المحارم يا مصر؟
شاكوش وكمال في “عود البطل” اللي مكسرة اليوتيوب اخر يومين بيقولوا “عاوزك يا بنبونتى..يا صاحبتى وبنتى” وحمو بيكا في “انتحار على خط النار” بيغلّط بنت عشان بتغوي ابوها ويقول “حيحانة مش عارفة غلطها، وولعة تسحب ورا ولعة وكلبة أبوها منططها”.
ده موضوع غريب وعجيب! حد عنده تفسير للمسألة دي؟
٥ مارس – في الجيم سيمفونية مالر الاولى ما اشتغلتش معايا لكن “هاتلي فوديكا وجيفاز” بتاعة حمو بيكا عملت احلى شغل مع الحديد … المهرجانات هي عقل مصر الغنية المسيطرة اللاواعي لما يمسك الميكروفون. أحلاها تحليلات من الشمخ الجواني ، وإيقاعات رفع اثقال تمام. هات الفودكا يا واد يا حموووو
٤ مارس – “الإصابات بدأت عندنا، والضرب اشتغل، بنحاول نطلع باقل الخسائر، لكن انا هربت عشان كدة، سمعت انهم اخدوا طيارة النهاردة الصبح وفيها اتراك. وفي ناس محجوزين ١٤ يوم وبيحبسوا الناس في ملاعب رياضية.” — حديث بصوت عال من راجل بيتكلم في التليفون وهو جالس في غرفة انتظار في مكتب مهني في عاصمة عربية ، فلا تعرف هل يتحدث عن الحرب في سوريا اًو ليبيا اًو عن فيروس كورونا .. #كورونا #فقط_في_بلادنا