أوضاع فيسبوكية: دخل السودان اليوم مرحلة جديدة في تحلل النظام القديم. الجيش يقف على الهامش بينما مئات من افراد الميليشيات المسلحة يفضون#اعتصام_القيادةـالعامة فجر اليوم في الخرطوم. خلفاء ميليشيات الجنجاويد أو #قوات_الدعم_السريع – التي تدين بولاء لعشائر ومناطق وقبلها جميعا للمال والقوة – قتلت وجرحت العديدين من نساء ورجال السودان الراغبين في الحرية والتغيير اليوم الاثنين ٣ يونيو ٢٠١٩ بعد ثمانية اسابيع من اعتصام اجبر النظام الامني السوداني الفاسد والفاشل على التخلص من رأسه عمر البشير وتنحية ما تبقى من اسلاميين على الطراز الاخواني لتتقدم القوة عارية سوى من بعض شعارات فارغة حول الدولة والاستقرار. وتصدر القيادة رجال مخابرات وميليشيات يسودهم ويبرز وسطهم قائد قوات الدعم السريع، الجنرال محمد حمدان دقلو (الشهير ب حميدتي) وربما يضحك اليوم البشير من محبسه اذ انه من سمح بخلق قوات الدعم السريع كي ينظم قوى الميليشيات العربية الدموية أو الجنجاويد في دارفور بعد ان ساهمت في قتل مئات الالاف من سكان ذلك الاقليم الغربي لانها استطاعت القيام بمهام ترفع او عجز عنها جيش السودان (او قرر انها ستعرضه لمسائلة لاحقة قانونيا او اخلاقيا). وهكذا صار حميدتي تدريجيا اداة تأمين للبشير ضد الجيش نفسه ورويدا رويدا ارتفعت قواته من ميليشيات الى قوى نظامية الى قوى تابعة للجيش ولكنها مستقلة تأتمر بامر الرئيس ذات نفسه. بهذا المعني فقد فض البشير الاعتصام الذي اسقط الرئيس في ١١ ابريل — والأيام دول.
قد يتوقف الاعتصام لكن الثورة التي لم يحركها فرد واحد ونجمت اساسا عن فشل النخب الحاكمة والمؤسسات الامنية وفساد القابضين على السلطة ودمويتهم — ستستمر بشكل واشكال وطرق متعددة.