المدونة

١٧ يناير – كتير ممكن يكون عندهم حق ينتقدوا بن زايد على تدخلاته ف ليبيا ومصر وف اليمن والصومال، بس يمكن ف يوم يشكروه على ازاي قدر يساعد في فك التحالف القاتل القديم بين ال سعود والوهابيين، وطبعا ممكن تتطربق على دماغ الجميع مش بس على دماغ الغلابة ف الحروب اللي بيمولها ويدورها القائد العام من ابو ظبي!

٢٠ يناير – وفي يناير منذ ٦١ عاما طار رئيس اركان الجيش السوري ومعه ١٣ من كبار الضباط للقاهرة وطلبوا من عبد الناصر وحدة اندماجية فورية ابدية عربية، وبعدها بشهور حمل الناس ناصر وسيارته في الشام وفي حلب وشهر الجميع بالفخر والعزة وقد طالت رؤوسهم السماء وعلت على رؤوس المستعمرين المتغطرسين السابقين من الفرنسيين والانجليز.

وطمع شيوعيون ان ياخذهم عبد الناصر لطريق الاشتراكية فوق اعناق تجار الشام وحلب بينما آمن بعثيون أن الرجل هو عراب الامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة وابتسم رجال في الجيش السوري لانهم وضعوا السياسيين في مكانهم مرة اخرى وبسرعة، ولم يهتم رجال الأمن وكبار الضباط لانهم كانوا يعرفون انها مرحلة وح تعدي، بينما بدأ الأسد ورفاقه التخطيط من اجل دولتهم لانهم كانوا رجال جيش (امنية، بعثية، طائفية، سميها زي ما انت عايز بس بتاعتنا .. بتاعتنا احنا …) — عندما تردد سياسيون ووزراء سوريون في السفر لمصر لمباركة الوحدة والتوقيع قال لهم رئيس الاركان “هناك طريقان امامكما ، الأول يؤدي الى المزة (السجن السياسي) والثاني الى القاهرة.” وقدكان.

وكانت طلبات عبد الناصر للوحدة اكبر مساعدة يقدمها الزعيم العربي الخالد اذ اشترط حل الاحزاب السياسية كلها وتكوين اتحاد قومي في سوريا (حاجة بزرميط كدة على وزن الحزب الشيوعي السوفيتي بس من غير شيوعية طبعا او هيئة التحرير في مصر يعني من غير سياسة ولا ايدولوجيا — مكتب لتلقي طلبات الشعب وجس نبضه والتعبير عن افكاره التي تفكرها الهيئة بالنيابة عنه.)

لطالما كان ناصر والاسد وصدام وغيرهم من زعماء العرب بعد الاستقلال واضحين في سلوكهم وافكارهم. في الحقيقة لم يكذبوا كثيرا لكن كانت المشكلة اكثر في قنابل الدخان والارشاد اوالتوجيه لمعنوي واعلام الدولة وكتابها المؤمنين بها او المدفوع لهم وبعضهم كانوا الاثنين في واحد. أعتمدوا الفصام والكذب والصوت المرتفع سبلا لخوض معركة لم يكن ينبغي ان يعلو أي صوت فوقها، ولذا كانت الهزيمة مروعة ولم تنته بعد.

وهكذا مهدوا الطريق بعدهم لكل زعماء الجمهوريات العربية السياسيين لمواصلة توظيف وتمويل هذا الجيش العرمرم من الرقباء وحملة الميكروفونات ومحتكري الحديث في المساجد والتلفزيونات والشوارع وعلى سلك الانترنت التخين اللي داخل البلد، تمنع وتسمح وتخلق وتموت وتعدي وتوقف وتبلطج وتدفع. واللي دفع اربعة الاف جنيه وطلع مظاهرات النقابات ضد الديمقراطية هو جد اللي دفع ربعميت الف وطلع الجمال والاحصنة من اجل الاستقرار في ميدان التحرير في ٢٠١١.

كل ذكرى وحدة اندماجية وانتم طيبين وكل ذكرى انفصال وانتم اطيب.

٢١ يناير – “وفي ٢٦ اكتوبر ١٩٥٤ وبينما كان عبد الناصر يلقى خطاب في الاحتفال بمعاهدة الجلاء مع الانجليز في القاهرة، أُطلقت عليه ثماني رصاصات …….” فييييييييييين؟ في القاهرة!!! ونظرت الى الكتاب ومؤلفته الباحثة في جامعة كمبردج وكونهما في قوائم افضل الكتب مبيعا عن الاخوان المسلمين وفقا للسيد امازون.

أنزلت كتابها الاخر من على الرف (لم اقرأه بعد!) ووضعتهما تحت رجل قصيرة لترابيزة كانت تهتز دائما، وهذا افضل استعمال لهما لا شك. الكتاب ل Alison Pargeter واسمه The Muslim Brotherhood from Opposition to Power وربما فيه درر ولكن مقدرش اكمله كدة)

٢٨ يناير – وبعد شهور من تأميم الصحافة في ١٩٦٠ عين الرئيس جمال عبد الناصر مباشرة مدير مكتبه أمين شاكر عضو مجلس ادارة منتدب لصحيفة أخبار اليوم، وتدخل الرجل في التحرير والادارة فتدهورت الصحيفة بشدة، وبعد ذلك فُصل جلال الدين الحمامصي رئيس تحرير صحيفة “الأخبار”، وعُين كمال الدين رفعت وزير العمل في ذلك الوقت (من الضباط الاحرار) مشرفا على مؤسسة اخبار اليوم، وكان يتلقى التوجيهات أولا بأول في الشؤون الإدارية والتحريرية من عبد الناصر، لكن وزير العمل كان مشغولاً بمنصبه الوزاري، فترك هذه الأمور لمدير مكتبه علي إسماعيل الإمبابي، وهو ضابط في المخابرات العامة برتبة رائد. ثم عاد الامبابي لعمله بالمخابرات، وكان توزيع اخبار اليوم قد انهار. وفي ١٩٦٢ اعاد عبد الناصر مصطفى أمين لمؤسسة أخبار اليوم وعين خالد محي الدين (ضباط احرار بس يسار واتركن في ١٩٥٤) رئيسا لمجلس الادارة واستعان محي الدين بشخص يدعى علي الشلقاني كان مدير للعلاقات الصناعية في الحديد والصلب ليشرف على الصحيفة، وفي ١٩٦٥ أعتقل عبد الناصر مصطفى امين وقضت محكمة عسكرية بسجنه المؤبد بتهمة التجسس بعد ان غضب الرئيس منه بشدة لانه قال لدبلوماسي امريكي في حوار مسجل انه لو منع القمح عن مصر لركع عبد الناصر ، فعين عبد الناصر محمد حسنين هيكل رئيسا للاخبار (زائد الاهرام اللي كان ماسكها اصلا) ولما الموضوع ما مشيش …………………… (كتب ليلى عبد المجيد “حرية الصحافة في مصر” وشريف اللبان “اخبار اليوم” ومحمد عبد السلام “سنوات عصيبة”)

وبعد كل ده ييجي حد يقولك #الراجل_كويس_بس_اللي_حواليه_وحشين

٢٨ يناير – كلما قرأ الواحد في الخمسينيات والستينيات في مصر يكتشف ان تلك الدولة الرائدة في سياسة عدم الانحياز (مش مع امريكا ومش مع روسيا وكدة) كانت تابعة للاتنين في الاخر وبشكل مرعب لدرجة انه حتى قبل سنة ١٩٦٥ مع اتضاح فشل الخطة الخمسية الاولى وعدم ظهور التماثيل على الترعة واوبرا في كل قرية وكدة كانت مصر تعتمد في اكتر من ٧٠٪ من وارداتها من القمح على امريكا (او حوالي ٤٠٪ من الاستهلاك حسب السنة) وكانت امريكا بتدي ده بتسهيلات تحت برنامج الغذاء من اجل السلام، ومن الناحية التانية كانت مصر مديونة لشوشتها لموسكو عشان بتشتري منها السلاح بالدين ووصلت مدفوعات الديون الى ٨٠ مليون دولار سنويا او ١٢٪ من اجمالي ايرادات مصر من العملة الاجنبية انذاك (يعني كل ١٠٠ دولار يخشوا لمصر تعطي منهم ١٢ لموسكو)!

وعشان كدة في نهاية الخطة الخمسية الاولى مصر ما عملتش خطة ثانية بل كانت على وشك الافلاس وخصوصا لما جونسون ف واشنطن وكوسيجين في موسكو قرروا يقفلوا الحنفيات – لان الخبز عند الاولاني والبندقية عند التاني. 

ويرجع واحد من اخر الفصل يقول لك: بس حضرتك اصل العالم تأمر على مصر في الستينات، يا عم العالم اياميها والعالم دلوقتي يبوس ايد مصر تشد حيلها وتلم الدور لان الحقيقة اياميها ودلوقتي يبدو الدافع الرئيسي لدى الاخرين لمساعدة مصر هو الخوف من تدهورها ومن تبعات هذا المقلقة جدا وليس الخوف من نجاحها الذي في الحقيقة ربما يريده الجميع (نجاحها طبعا في الاقتصاد والتنمية والسلام والتطور حاجة وهيمنتها وزعامة المنطقة والكلام بتاع جنون العظمة ده حاجة تانية). (الارقام من بحث لسامح نجيب في كتاب “في تشريح الهزيمة” اللي ح تلاقوه في دار المرايا في معرض الكتاب في القاهرة)

٣١ يناير – شعرت ان الغضب ح يطرشق الراديو وان رئيس الوزراء الفلسطيني وقف في استوديو إذاعة بي بي سي وهو يقول ان أبو مازن بعث رسالة الى نتنياهو يهدد بايقاف التعاون الأمني والاقتصادي إذا جرؤت اسرائيل على تنفيذ صفقة القرن وضم أراض في الضفة الغربية، وبعدين قعد الراديو وهدي لما ردت المذيعة بما معناه: يعني السلطة الفلسطينية مستمرة وكمان سمعنا التهديدات الفلسطينية دي كتير قبل كدة وما حصلش حاجة. 

فعلا وقاحة استعمارية بريطانية من راديو صهيوني (ألم تشتريه قطر وتهبه لتل ابيب؟) عايزين السلطة تتوقف عن حماية امن وامان الشعب الفلسطيني.

لكن المسؤول الفلسطيني وقفها عند حدها وقال ان الشعب الفلسطيني مستمر ويا جبل ما تهزك ريح، فردت الصفيقة قائلة: اسألك عن السلطة وليس الشعب! 

هيا بنا جميعًا نتظاهر ضد هذه الإذاعات الاستعمارية العميلة .. تسقط بي بي سي حفيدة وعد بلفور وعميلة الإمبريالية والصليبية!! تسقط تسقط تسقط!

٣١ يناير – في مؤامرة محبوكة منظمة بيتسلم الاسرائيلية بتاعة حقوق الانسان بتقول صفقة القرن مش هدفها السلام بل الفصل العنصري ضد الفلسطينيين!!! ايه قلة الأدب دي!؟ هدفهم احراج الحكومات العربية المعتدلة والمتزنة !؟ اكيد طبعا. فين الفصل!؟ طب ما طرمب عزم سفراء العرب يحضروا اعلان الصفقة وكمان السعودية ومصر بيطالبوا بالنظر المتأني في العرض الأمريكي، وبعدين احنا مع المقاطعة ودي منظمة اسرائيلية يع!!!!! 

شكله نتنياهو هو اللي محرض “بيتسلم” دي عشان النخب الحاكمة العربية ترفض، بس على مين، دي نخب غويطة وفاهمة واللي فاهمهم كويس رئيس الوزراء الفلسطيني اللي اعتذر بالنيابة عنهم في حديث مع الإذاعة الإمبريالية بي بي سي النهاردة وقال لها معلش دول عندها مصالح.

٣١ يناير – فيه ناس كانت فاكرة ان الصحفي عبد الله كمال اللي كان ملىء السمع بس مش البصر لغاية ما مات فجأة في ٢٠١٤ كان اول واحد يسعى لتلطيخ سمعة معارضين سياسيين عن طريق تلقيح حواديت جنسية وضيعة ومنها ان احدهم لديه كلب يعاشر زوجته (يعني مقالش كده نصا لكن التلميح في مقال نشره في ٢٠٠٨ كان اوسخ من التصريح، والست اللي اتهمها كانت انضف بكتير منه). وبعده نشر صحفيون، أكثر وضاعة، صورا مختلقة ومركبة لممثلين مصريين واتهمتهم بانهم شواذ، وتسربت فيديوهات ومكالمات شخصية باشكال مختلفة لفنانين وصحفيين وكتاب ومعارضين وناس في الحكومة الخ. عن ممارسات جنسية أو احاديث خاصة حميمية.

لكن يا اهل الخير ده تقليد قديم خالص جدا، وليس بغرض الضغط والتجنيد او الحصول على معلومات كما تفعل اجهزة مخابرات ولكن بغرض الفضح وتشويه السمعة. وطبعا ممارسة شغالة ونابعة من قلب مجتمع مفاهيم الجنس والعلاقات الجسدية والشرف فيه متداخلة وتعمل في خدمة اصحاب السلطان (يعني الاجهزة والرجالة والمشايخ والاباء والمحافظين والقائمين على التراث) الذين مثل كثير منهم في الحياة هو “اذا بليتم فاستتروا” وساعتها ح نسجل لكم ونفضحكم، ولو لم تبتلوا او التسجيلات مش موجودة، ح نفتري عليكم وعلى اهاليكم!

من ستين سنة كان هناك كاتب “كبير” في الجمهورية، وضيع برضه، يدعى رائد العطار، ترك له رئيس التحرير الحبل يشنق به من يشاء. وقرر العطار ان يمسي على عبد الناصر وع الحكومة المصرية الغاضبة من الزعيم العراقي والضابط المنقلب عبد الكريم قاسم عشان شيوعي اكتر من اللازم. يقوم العطار يعمل ايه. رزع مقالة في ١٥ مارس ١٩٥٩ يخاطب فيها الزعيم العراقي قائلا: “قلمي يعف ان يتحدث عن خصوصياتك، عما يجري في داخل منزلك او مخدعك” — بس هو طبعا رايح يحكي كأنه بينام جنب المخدع ده وبيشوف كل حاجة — ف يكمل ويقول: “ولكن ماذا يكون موقفي وانا كاتب امين اذا اتصلت خصوصياتك بحيانا، بعقائدنا وتقاليدنا ومقدساتنا وانت امين عليها … انهم يحكون مثلا عن حادثة الكرباج الذي ضربت به المسكينة التي احضروها اليك يا اعزب العراق يا أوحد” — اوباه العطار بيتهم قاسم بانه سادي جنسيا — ” ويتحدثون ايضا عن سر علاقتك بوصفي طاهر ذا الصدر الفارع والعضلات المفتولة ، ياور نوري السعيد ياورك الخاص ايضا، انهم يتحدثون عن سر هذه العلاقة ويقولون كلاما كثيرا” — وكمان بينام مع رجالة مفتولي العضلات يعني “شاذ” — ثم يتساءل العطار الكاتب الامين: “ما هو دور وصفي طاهر ؟ القذر الذي قتل لك نوري السعيد، والذي قد يقتلك اذا عشق حبيبا اخر مرشحا لخلافتك” — بس ونختم بتهديد صغير بالقتل! 

عبد الناصر ومن حوله شافوا ده كتير خالص مالص وخصوصا ان عبد الناصر كان كثيرا ما يتدخل في المقالات ويعاقب من يرى انه تجاوز، وفي يومها فصل العطار لان جريدة الجمهورية كانت جريدة الثورة والضباط الاحرار و … ما يصحش كدة. ح ييجي حد يقولك منين الكلام ده وعايز رابط، ح اقوله كلام سخيف قبل ما انصحه يروح الارشيف يبص على عدد الجمهورية في هذا اليوم.

كاتب، صحفي، مصري، بتاع حقوق انسان، وموظف اممي سابق، ومستشار في الاعلام والتجهيل والحفر والتنزيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *