٣٠ سبتمبر — انبسطت عندما وصلت معرض عمّان للكتاب لاني اكتشفت اني نسيت محفظتي ونقودي بالبيت. تمام كدة وح اقدر احتفظ بوعدي لنفسي اني ما اشتريش كتب جديدة بس قابلت شباب غاية في اللطف وفاهمين بيعرضوا ايه، وخصوصا في دور نشر مدارات ونماء، واقترحوا عليا كتب بعينها، وعيني زاغت على كتب احبها تكون عندي وعلى كتابين لاصدقاء وعلى وعلى وعلى .. وصديقتي العزيزة اللي كانت معايا سلفتني فلوس .. بس اخر مرة فعلا اشتري كتب السنة ديمدارات للأبحاث والنشرمركز نماء للبحوث والدراسات
٢٧ سبتمبر — كل يوم تقريبا منذ الاسبوع الماضي تذهب ليلى سويف، استاذة الرياضيات في جامعة القاهرة، لتجلس في الشارع امام سجن طرة لساعات طويلة تنتظر ان يصلها خطاب من ابنها، علاء عبد الفتاح، المحتجز داخل سجن شديد الحراسة. علاء الذي قضى معظم السنوات القليلة الماضية في السجن بسبب نشاطه السياسي، محبوس احتياطيا منذ شهور طويلة ومحروم من الخروج من زنزانته سوى لزيارات متباعدة ُوممنوع من الحصول على كتب أو حتى على ساعة يد ليعرف الوقت … وفي اخر لقاء سريع مع محاميه الذي لا يلتقيه بسهولة هدد علاء بانه سيقتل نفسه لانه حياته صارت مثل الموت.تكرر منع خطابات علاء وتأخيرها عدة مرات وهي الوسيلة الوحيدة للاطمئنان عليه مع عدم انتظام الزيارات احيانا، وتكررت احتجاجات الدكتورة ليلى السلمية حتى انها تعرضت للاعتداء من “مجهولين” امام السجن بكل حراسه لانها اصرت على البقاء امامه ليلا نهارا حتى تحصل على خطاب من ابنها. ودخلت سناء، اخت علاء، السجن لتقضي حكما، بعد ان ضُربت في نفس الموقعة العجيبة وجرى بعدها اتهامها وادانتها بسب موظف عام ونشر اخبار كاذبة.
من حق الحكومة ان تقبض على الناس وتحبسها ولكن هناك حقوق، يحميها الدستور والقانون واللوائح المصرية، لكل نزلاء السجون (المحكومين المدانين والمحبوسين احتياطيا وحتى عتاة المجرمين) بغض النظر عن اتهاماتهم واحكامهم، ولا شك بغض النظر عن مواقفهم السياسية، فلماذا يحدث هذا مع الدكتورة ليلى ومع علاء؟
٢٧ سبتمبر — هل نجحت سوريا فيما فشلت فيه اسرائيل؟ في بضع سنوات طرد النظام الحاكم السوري، وهجر ونقل، ملايين المواطنين على اساس عرقي وجغرافي، ولجأ معظمهم لخارج البلاد، بينما عجزت حكومات اسرائيلية متعاقبة – منذ النزوح الكبير لحوالي ٧٢٠ الف فلسطيني في عام ١٩٤٨ – عن القيام بهذا مع الفلسطينيين على مدى عقود!
٢٦ سبتمبر — وعلى اذاعة بي بي سي العربية صباح اليوم قال استاذ جامعي وعضو في مجلس الشؤون الخارجية المصرية ان القاهرة لا تبالي بتعليق ١٣٠ مليون دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة لانها حاربت ٣ دول منها اسرائيل في ١٩٥٦، فانبهرت المذيعة لاننا في سنة ٢٠٢١ وطلبت منه ان يركز على الحاضر، وانبهرت انا لان مصر انهزمت عسكريا في الحقيقة في ١٩٥٦ ولم ينقذها سوى التدخل الامريكي والسوفيتي وانذار حاد اللهجة منهما، وساهم في هذا لحد بسيط حنكة عبد الناصر السياسية. ببساطة انهزمنا عسكريا لان مصر كانت اضعف من اسرائيل والتي حصلت ايضا على مساعدات مباشرة وتدخل فعلي على الارض من بريطانيا وفرنسا (ومن هنا اسم العدوان الثلاثي) ولكن القاهرة انتصرت سياسيا بفعل التغيرات الدولية وقرار واشنطن وموسكو ان عهد مشاريع الاستعمار الفرنسي والبريطاني انتهى وانهما من يقسما العالم الان. ولكن الاستاذ الجامعي فُض فوه اشار الى ان الحملات الاعلامية ضد مصر والامارات (لا تسألني لماذا ذكر الامارات ولكن الناس مصالح) هي سبب المشكلة وان مصر لا تحتاج للمساعدة وان حرية التعبير مكفولة في مصر بدليل ان التلفزيون استضاف احد منسقي حملة حمدين صباحي الانتخابية (انتقلنا من ١٩٥٦ ل ٢٠١٤ الحمدلله) وان لا احد يُقبض عليه في مصر بسبب ممارسة الحقوق السياسية وان واشنطن ستعيد هذه المساعدات لمصر وترفع شروطها قريبا. وربما كان “الاستاذ الضكتور” محقا بشأن النقطة الاخيرة لان هناك ضغوطا من الجناح المحافظ في واشنطن والمؤسسات العسكرية وصانعي السلاح ودول مهمة في المنطقة من اجل التراجع عن هذا القرار والذي كان يمكن ان يمس ٣٠٠ مليون دولار ولكنه اقتصر على اقل من نصفها.
٢٦ سبتمبر — عينت بريطانيا الحاج أمين الحسيني في منصب المفتي العام ورئيس المجلس الاسلامي الاعلى في فلسطين بعدما وعد المندوب البريطاني السامي هربرت صموئيل بأنه سيضمن حفظ النظام بعد تصاعد الاحتجاجات الفلسطينية على تصاعد الهجرة اليهودية ومنح اليهود حقوقا تفوق الفلسطينيين بكثير . وقام الحسيني بهذه المهمة طوال ١٥ عاما. واثر تعيين الحسيني وعمله سلبا على دور اللجنة التنفيذية الوطنية المنبثقة من المؤتمرات الشعبية الفلسطينية التي كان يرأسها ابن عمه موسى كاظم باشا الحسيني وخلق احتكاكا بين الرجلين ، ولكن التأثير الاسوأ كان ترسيخ فكرة ان السكان العرب في فلسطين لم يكن لهم طبيعة وطنية او قومية بل كانوا جماعات دينية فقط. وحدث هذا في نفس الوقت الذي عملت فيه الحركة الصهيونية بنجاح على تقديم اليهود انهم اصحاب قومية ولهم حقوق وطنية في فلسطين. لم يكن هذا تطبيقا عمليا فحسب للسياسة الاستعمارية البريطانية “فرِّقْ تَسُدْ” ولكنه كان ايضا تعبيرا عن شروخ سياسية واجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني الخارج من قرون السيطرة العثمانية والدائخ بسبب انهيار تلك الامبراطورية وتهاوي ادعاءاتها الدينية وضعف القومية العربية الناشئة وخصوصا مع خيانات البريطانيين بها كما تمثلت في جهود الشريف حسين والامير فيصل وكون الوعي الوطني الفلسطيني وليدا ضعيفا بعض الشىء انذاك.وكانت القومية والوطنية وسائل ومركبات اكثر نجاعة لانها تتواكب مع عالم حديث تعلو فيه الهوية القومية والدولة كاساس للاجتماع السياسي على الهوية الدينية والأمة.
افكر في كل بسبب ما اقرأ في كتاب رشيد الخالدي “حرب المئة عام على فلسطين” واعتقد ان قراءة منصفة ومدققة ومتنوعة وجهات النظر للتاريخ تقوم على الوقائع قد تساعدنا في التخلص من ضيق افقنا الحاضر وتفتح باب أمل في المستقبل. طبعا وللأسف عدد كبير من الاسلاميين، والوطنيين، والقوميين، والباكين على اللبن المسكوب، والطامعين في اللبن المتبقي سيواصلون جميعهم خناقاتهم التاريخية الاختزالية حتى يقضي الله والوقت بأمرٍ جعلوه هم هكذا مفعولا، كما نترك انفسنا كثيرا مفعولين بهم لنعيش في نعيم المظلومية.
صدرت الترجمة العربية لكتاب “حرب المئة عام على فلسطين؛ قصة الإستعمار الإستيطاني والمقاومة 1917 – 2017″، للمؤرخ الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي العام الماضي عن “الدار العربية للعلوم” في بيروت وقام بها بشكل جيد عامر شيخوني، وصدر الاصل الانجليزي نفس العام بعنوان The Hundred Years War on Palestine: A History of Settler Colonialism and Resistance, 1917–2017,#كتب_وكتابات
٢٣ سبتمبر — يتناول الواحد حبة المهدئ ثم يستمع لاخبار الصباح لتنهش أذنيه تهديدات الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الحاكم وهو يقول للقوى السياسية السودانية انهم بسعيهم للسلطة (الواحد كان فاكر السياسيين بيحبوا يلعبوا كورة فقط ولا علاقة لهم بالسلطة السياسية!!) هم السبب في محاولات الانقلاب العسكري، ثم يقول “نحن أوصياء على البلد وتحقيق أحلام شبابه … لن تتمكن أي جهة من إبعاد القوات المسلحة عن المشهد”. هممهم طب ما هي المحاولات الرئيسية لابعاد قيادات القوات المسلحة والقوى السياسية من المشهد كلها شكلها جاية من فريق من القوات المسلحة ذاتها يا سيادة الفريق!ثم
يأتي الخبر الثاني من تونس حيث يخطب الرئيس قيس سعيد بعربية فصحي متقعرة ليقول لنا انه قرر انقاذ الديمقراطية عن طريق تعليق عمل كل المؤسسات الديمقراطية وان يقوم هو ذاته (ولم يكن بن علي ليجرؤ على هذا علنا ربما) فعليا بتولي كل السلطات التشريعية والتنفيذية ويظل القائد الأعلى للقوات المسلحة (لا ينقصه سوى ان يترأس المحكمة الدستورية ولكن هذه ببساطة لم تتشكل قط!)
واخيرا يبلغنا السيد الجنرال خليفة حفتر قائد “الجيش الوطني الليبي” انه سيتخلى عن منصبه في الاغلب من اجل خوض انتخابات الرئاسة في اوائل ديسمبر ….1) سيتخلى الرجل عن منصبه ٣ شهور فقط وسيعود لتولي قيادة الجيش في ٢٤ ديسمبر!! يعني يا إما يفوز بالرئاسة يا إما يرجعلنا مع بابا نويل كأحد هدايا الكريسماس!!
يغلق الواحد الراديو قبل ان تأتي بقية اخبار المنطقة ويلعن محطة البي بي سي البريطانية الاستعمارية التي تركز على مثل هذه التقارير التي هي لا شك مفبركة لاشاعة روح الهزيمة في وسط امتنا العربية الاسلامية الشرق أوسطية.
٢٣ سبتمبر — لا يعدل مستبد ولا يستبد عادل
#خرافات_سياسية
٢٠ سبتمبر — قسم كبير من اليسار الغربي (والشرقي) المعادي للامبريالية احتفل بانتصار #الطالبان وازاحة حكومة #افغانستان الفاسدة والمدعومة امريكيا منذ عدة اسابيع وتحدثوا كثيرا عن الطالبان بصفتهم تعبير عن التحرر الوطني.هذا اليسار (وطبعا معهم التيارات الاسلامية المحافظة) يجب ان يحتفل هذا الاسبوع ايضا بتأسيس وزارة مستقلة في كابول على يد الطالبان لنشر القيّم الحميدة. وحلت لافتة وزارة “الصلاة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” باللغتين الدارية (الفارسية الأفغانية) والعربية محل لافتة وزارة شؤون المرأة التي كانت في هذا المبني لسنوات عديدة.
أُلغيت وزارة المرأة (سيقول لنا بعض اليساريين والاسلاميين ان وضع المرأة وحقوقها إختراع غربي وان الاسلام والعدالة الاجتماعية تساوي بين الجميع الخ الخ الخ) وأبلغت جميع النساء العاملات ان عليهن ان يقرّن في بيوتهن عشان … عشان .. يعملوا شغل الستات الحقيقي ربما وهو تربية الاطفال والطبيخ وانتظار العدَل (بالمعني المصري العامي اي الراجل الذي ظله افضل من ظل الحائط). وهكذا يتمكن رجال الطالبان الوطنيون الاحرار المستقلون (سوى عن المخابرات الباكستانية وبعض علاقات مع المخابرات الصينية وغزل مستمر مع الحكومة القطرية واتفاقيات تعاون مع الحكومة الامريكية – نعم نفسها –) من تعميق استقلال البلاد والسير في طريق الاعتماد على الذات الرجالية.
هذا النوع من اليسار الجديد (القديم) المعادي للامبريالية هو وتلك الامبريالية الجديدة سواء، وجهان لعملة واحدة صراعهما من نفس الطينة وهي طينة لا تبالي ولا تهتم بما يحدث للناس الحقيقيين (نساء ورجالا) على الارض في افغانستان او في سوريا. وطبعا النوع المحافظ من الاسلاميين المتسلفنين العصابيين لا يهتمون بالناس العاديين اصلا (عدا اصدقائهم ودوائرهم) لانهم يجاهدون في سبيل غاية اعلى واهم!
١٩ سبتمبر — كان الواحد يعتقد ان الموت سبيل للتغيير في المنطقة العربية ويقول المراهق والشاب منّا في اواخر القرن العشرين: آه لو اختفى القذافي والاسد ومبارك وبن على وبوتفليقة وعبد الله صالح وصدام والبشير … الخ، لتغير عالمنا. وها قد اختفى اخرهم هذا الاسبوع بوفاة عبد العزيز بوتفليقة الذي حكم الجزائر عشرين سنة حتى عام ٢٠١٩ وكان يحكمها اخر ست سنوات في عصره وهو شبه ميت بسبب سكتة دماغية فصار مثلا عما تصير اليه انظمة الحكم في تلك المنطقة المبتلاة.ولكن اختفاء هؤلاء الزعماء (من الشائخ بينهم مثل مبارك الى المهرج القذافي والدموي صدام) لم يغير شيئا كبيرا، حل بشار محل ابيه وتفوقت جزارته دمويته على ابيه، وانحدرت اليمن وليبيا لحرب اهلية ودفع العراق ثمنا مذهلا … الخ ..
هؤلاء لم يكونوا افرادا تتلخص فيهم المشكلة بل تعبيرا عن نظم اما تعفنت تماما فحلت محلها حرب اهلية او نظم تمكنت من التماسك فحل محل القائد السابق قائد حالي كما حدث في مصر والجزائر او تراجعت عن تغييرات تجميلية كما حدث في المغرب او يحاول النظام القديم العودة فيها باشكال مختلفة كما ربما يجري الان في تونس.تاريخ العالم ليس سيرة العظماء (الديكتاتوريون منهم والنبلاء .. هتلر والليندي، كينيدي وماوتسي تونج، ولينين وناصر، والخ اللخ) بل سيرة النظم والنخب والمؤسسات والانتفاضات الشعبي منها والمنظم والنص نص. الثورات الناجحة تغير الانظمة المحنطة المتهاوية الفاشلة وتبدلها جذريا بعد فترة ليست بالقصيرة من الاضطرابات والتقدم والتراجع، ولو حتى على مدى طويل كما فعلت الثورة الفرنسية وكما سيفعل الربيع العربي بعد فصول وفصول .. ليس بعد ولكنه مصير يبدو محتوما حتى لو كان الطريق، للأسف، يمر بما يحدث الان في ليبيا واليمن وسوريا، وهو ما لا يتمنى الواحد الا يحدث في دول اكثر في منطقتنا وفي مناطق اخرى كثيرة من ميانمار وحتى فنزويلا.
١٩ سبتمبر — الديون الخارجية المصرية زادت بأكثر من الضعف خلال الفترة 2017-2020، وارتفعت ما يقرب من أربعة أضعاف منذ عام 2010. وهكذا زاد نصيب كل مصري ومصرية من الديون بأكثر من الضعف، ليصل إلى حوالي 900 دولار للفرد مقابل 400 فقط خلال عشر سنوات. ويوضح تقرير اصدرته Egyptian Initiative for Personal Rights – المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن أن القروض لا توجه إلى مشروعات مدرّة للعوائد الدولارية، كما لا توجه إلى أولويات الإنفاق الاجتماعي مثل التعليم والصحة والمساعدات الاجتماعية، حيث تشير البيانات الرسمية إلى انخفاض حصة التعليم والصحة ومساعدات الفقر من إجمالي اقتراض الحكومة الخارجي، إلى نسبة لا تتجاوز ٦ر٣٪ .
وكانت أهم أدوات الاقتراض هذا العام أذون الخزانة المملوكة لغير المقيمين في مصر، وهي قروض بالجنيه المصري واجبة السداد خلال أقل من سنة، وبلغت قيمتها 26 مليار دولار في يناير 2021. ورغم أن هذه القروض لا تندرج تحت الرقم الإجمالي للدين الخارجي، فمن الضروري إضافتها إليه عند تقييم الوضع الخارجي لأن حائزيها غير مقيمين وسدادها يتم بالدولار، ومن ثم تمثل عبئا على سوق الصرف. ويقبل الاجانب على شراء هذه الأذون بسبب ارتفاع أسعار الفائدة التي تقدمها السلطات المصرية (رغم تصنيف مصر كبلد مرتفع المخاطر، إلى جانب جنوب أفريقيا وتركيا)، حيث تمنح مصر واحدا من أعلى معدلات العائد الحقيقية في العالم.وتزايدت المبالغ السنوية التي تخرج من مصر لسداد أعباء ديونها خلال السنوات الأخيرة.
ويوضح التقرير أنه خلال العام المنتهي في مارس 2020 كان عليها أن تسدد مبلغا قياسيا يقدر بـ 28.6 مليار دولار، وهو مبلغ يفوق إجمالي الصادرات، ويعادل خمسة أضعاف دخل قناة السويس. ويساوي هذا المبلغ إذا تم حسابه بالجنيهات نحو 3 أضعاف ميزانية التعليم الحالية، وحوالي 5 أضعاف ميزانية الصحة بحسب ما يوضحه التقرير. وبسبب سداد تلك المبالغ الكبيرة سنويا، تضطر مصر إلى إعادة تدوير ديونها، أي إعادة الاقتراض من أجل السداد، مما يطرح أسئلة عن هشاشة الاقتصاد المصري وإلى أي مدى تمت تقوية قدراته خلال تلك السنوات العشرة التي زادت فيها القروض بهدف أن يصبح أكثر قدرة على مواجهة وامتصاص الصدمات، دون الاعتماد بشكل أساسي على الاقتراض الخارجي……
واللي عايز يكمل قراءة في هذا التقرير وضغط دمه يسمح بمثل هذا النشاط الذهاب للرابط https://eipr.org/…/files/reports/pdf/ldyn_lkhrjy_2020.pdf
١٧ سبتمبر — مبروك لمصر – مرة ثالثة – بصدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان والتي ذكرتني بالفقرات الاربعة الاخيرة من كتاب مهم:
“الكلاب السعرانة هم غالبا ضباط حديثو التخرج، أو أمناء شرطة يعملون في المباحث الجنائية، أو أي ابن كلب مجنون يحمل مسدسا في هذا البلد المتداعي.تعلمت الدرس يومها، يجب ألا يراك المجنون،
لكنك ارتكبت الخطأ في حجز قسم الخليفة اثناء ترحيلك للخروج من السجن، دخل ضابط ومعه أمين شرطة مجنون، طلب من الجميع ان يقفوا ووجوههم للحائط ويرفعوا ايديهم، لسبب ما لم تستطع ان تمنع نفسك ونظرت بطرف عينك إلى ضابط الشرطة وهو يخطو نحو الزنزانة، هوت الصفعة من يد امين الشرطة على وجهك ثم جرك بعيدا عن الحائط، وبعنف دفعك اليه حتى اصطدمت به، كرر دلك مرتين وهو يسب ويلعن، استكنت ولم تبد اي مقاومة، لا انفعال على وجهك، حتي جبهتك التي تورمت لم تتحسسها. هذا هو الهوان.
في قسم بولاق تكرر الأمر نفسه، لمحك ضابط حديث التخرج تدهن، فتح الزنزانة وصفعك، أمسك ملابسك وجرّك خارج التخشيبة بينما كنت تعتذر وترتعش.”
يمكنك ان تقرأ الفقرة الاخيرة من كتاب “حرز مكمكم” لاحمد ناجي في الصورة اسفل وذلك عن ايامه الطويلة في السجن في عام ٢٠١٦ بسبب حكم قضائي رأي ان فصلا من روايته “استخدام الحياة” كان خادشا للحياء العام، وعليك ان تتذكر ان صحفيين كثيرين في السجن منهم باحث يُدعى باتريك زكي بدأت محكمة في مدينة المنصورة في دلتا مصر الاسبوع الماضي النظر في تهم موجهة له قد تؤدي لسجنه عدة سنوات وذلك لانه كتب مقالة في موقع صحفي علني ونشرها في يوليو ٢٠١٩ عن اوضاع المسيحيين في مصر (المقالة هي دليل الاتهام الوحيد الذي ذكرته النيابة). #كتب_وكتابات
١٥ سبتمبر — ما زلت انتظر وصول كتاب “رومنطيقيو المشرق العربي” بالبريد على أحر من الجمر ولكن قبله وصلت مقالة “الانكفاء والواقعية والكرامة: رومنطيقيو حازم صاغية” من موقع الجمهورية فزادت من اهتمامي. ولمن قد لا يقرأون ال ٥٦٠ صفحة للكتاب (واعدكم بسلاسة ووضوح ورشاقة اسلوب حازم المميز ولكن الكتب كثيرة والعمر قصير!) فان مقالة ياسين البارعة تستاهل عينيكم. Hazem Saghieh ياسين الحاج صالح
حازم يكتب عن مفارقة كثير من المثقفين في بلدان المشرق العربي للواقع وتعلقهم بأحلام واوهام حول امكانيات وسبل تغيير هذه الواقع تجلت في الايدولوجيات القومية والاسلامية والى حد ربما اقل الماركسية ايضا في العقود الماضية. طلاب التغيير هؤلاء اذن رومنطيقيون (أو رومانسيون) بهذا المعنى او – بصراحة حادة من جانبي – يمكن وصفهم بال “سذج” او العائشون في “كهف احلام العرب” كما سماهم كاتب من مدرسة اخري تماما – لا يحبه حازم في الاغلب – وهو فؤاد عجمي في كتابه بنفس العنوان.
يلخص الحاج صالح مفهوم صاغية باقتباس يقول فيه ان الرومنطيقية لدى الكاتب تعني «العداء الحاسم للرأسمالية وللتنوير، والحدة التعبيرية، والصوت الخاص، وضعف الحفول بالواقع وممكناته لمصلحة تصعيد الذات وطاقاتها المفترضة، ثم الإفضاء إلى خلاصات قصوى، إن لم تكن عدمية». وفضلاً عن ذلك، يضيف الحاج صالح، “يعبد الرومنطيقيون الجذور والأبطال، وبالتالي الأنبياء، ويُعلون من شأن الإرادة”.
ويقبل الحاج صالح بتفسيرات صاغية للسيادة الرومنطقية على التفكير المشرقي الراغب في التغيير و “الاصلاح” ولكن حتي بداية السبعينيات عندما صارت الرومنطقية صناعة سياسية يجيدها انصار الاسد وصدام والسادات (ومبارك) والقذافي حيث “لم يعد الميل الانكفائي أو الممانع نتاجاً للرضّة الاستعمارية على ما قد تقول دراسات ما بعد الاستعمار، بل صناعة سياسية، يرفع القائمون عليها الصوت ضد الغرب الاجتماعي والثقافي أكثر من السياسي والعسكري. تطورت على يد أنظمة ما بعد السبعينات منازع خبيثة تجمع بين تغذية هذا الميل الانكفائي المرتاب بالعالم، وبالغرب بخاصة، وبين التكيف السلبي التام مع أوضاع السيطرة الدولية، فلم تكد تبقى لدينا أنظمة غير ممانعة. وقلما انحصرت الخيارات خلال نصف القرن السابق بين قبول بالواقع الدولي والتحرك وفق معطياته، وبين رفضه الممانع الكاذب. لقد جرى الجمع بين الأسوأين: التسليم السلبي بالواقع الدولي، ومنه استثنائية إسرائيل وعنصريتها، بل وأولوية أمنها، ثم تحريم الحياة السياسية في الداخل وتغذية نظريات المؤامرة والارتياب بالغرب، ودوماً مع إرساء شر الغرب في الليبرالية والحريات المدنية والسياسية.”
وهكذا لم تعد المشكلة كما يقول الحاج صالح “كامنة في سياسات واهمة تتجاوز القدرات الفعلية، رومنطيقية سياسية لا تعترف كثيراً بمبدأ الواقع أو هي ضعيفة «الحفول بالواقع وممكناته» … فربما كان هذا صحيحاً أيام عز القومية العربية والجيل الأول بعد الاستقلال في خمسينات القرن العشرين وستيناته.” ويضيف ان “هذا لم يعد صحيحاً منذ سبعينات القرن الماضي على الأقل. جيل حافظ الأسد وأنور السادات وحسني مبارك وصدام حسين، وبعدهم بقليل معمر القذافي … (خلقوا) مزيج من إلغاء الحياة السياسية بذريعة الخصوصية و/أو مواجهة المخاطر الخارجية، ومن تفاهمات ضمنية مع القوى المسيطرة بغرض ضمان بقاء النظام.”
ويحاول الحاج صالح استرجاع مفهوم الكرامة مما يبدو انه نظرة لحد ما ساخرة – ليس من جانب صاغية فقط بل من عديد من منتقدي ايديولوجيات نظم ما بعد الاستقلال القومية والعسكرتارية (وهم من يسخرون مثلا من قولة ناصر: “ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد” لان عصره شهد اذلالا بصور اخرى). ويرى الحاج صالح أن الكرامة ليست “مجرد مفهوم رومنطيقي يتقابل مع الموضوعية والواقعية، كما في تناول حازم، ويقول ان “الكرامة قيمة حقوقية وسياسية أساسية، عليها يتأسس مفهوم حقوق الإنسان، وعليها قامت بقدر كبير الثورات العربية، وأخذت في السياق السوري دلالات محددة لا رومنطيقية فيها: ألا يُضرَب الناس ويُهانوا ويعذَّبوا من قبل المخابرات وما شابه، وألا يُضطروا طوال الوقت للرشوة والواسطة من أجل تسيير أبسط مصالحهم اليومية. إنكار الواقع وممانعة العالم المميِّزان لكل من التفكير القومي والإسلامي، ولقدر طيب من التفكير الماركسي، ليسا متولدَين عن مفهوم الكرامة، بل عن تفريغه من مضمونه ورده إلى كبرياء كاذب موجه ضد الغرب. الإسلامية يحفزها نازع الكرامة بالفعل، لكن في انفصال عن الثورات الفكرية السياسي والحقوقية والأخلاقية في عالم اليوم، بل في رفض مجرد أخذ العلم بها، فترتد كرامتها إلى تكبُّر أجوف، أو إلى منزع عدائي عدمي، مؤذ للذات قبل الغير. مثل ذلك يصح بخصوص القوميين، الذين استطاعوا الجمع بين عداء ثقافي واجتماعي للغرب وبين التبعية لقوى مثل إيران وروسيا.”
في الكتاب امور وافكار اكثر واكثر – وكذا في المقالة الاقصر كثيرا من الكتاب – ولكن كما يقول حازم في ختام كتابه – كما ينقل لنا الحاج صالح -فأن أول شروط انكسار «الدائرة الرومنطيقية» التي كانت داعش أحدث تجسداتها هو «أن ترحل الأنظمة السياسية وتصطحب معها عدداً هائلاً من الأفكار والقناعات التي تحكمت بأهل هذه المنطقة» … “لأنه ليس هناك فرصة لأي معالجات أو حلول في ظل أنظمة تمنع محكوميها من الاجتماع والكلام وتخوض حرباً مستمرة ضد المستقبل.”
صناعة الافكار والجدل النقدي حولها بخير في منطقتنا طالما هناك امثال صاغية والحاج صالح. وهذا رابط المقالة ولكم ان تشتروا الكتاب الصادر عن دار رياض الريس للنشر. https://www.aljumhuriya.net/ar/content/الانكفاء-والواقعية-والكرامة-رومنطيقيو-حازم-صاغية.
١٣ سبتمبر — في نفس اسبوع اطلاق مصر لاستراتيجية وطنية لحقوق الانسان واعلان الحكومة ان ٢٠٢٢ ستكون سنة المجتمع المدني قررت نيابة أمن الدولة اليوم احالة الباحث الحقوقي الشاب باتريك جورج لمحكمة طوارئ بسبب مقالة تقول انه كتبها ونشرها منذ عامين وشهرين حول اوضاع المسيحيين في مصر . باتريك الذي يعمل في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي أحد اهم منظمات حقوق الانسان في مصر، معتقل (محبوس احتياطيا وفقا للمصطلحات القانونية) منذ ١٩ شهرا، والآن يواجه تهمة قد تدخله السجن ٣ سنوات في محكمة لا يمكن استئناف ونقض احكامها عشان هي محكمة استثنائية.
مبروك لمصر إطلاق هذه الاستراتيجية ولكن يبدو أن صفحاتها ال٧٧ التي اطلقتها اللجنة العليا الدائمة لحقوق الانسان ليست معنية بما يجري فعلا على ارض الواقع فيما يتعلق بالحقوق المدنية والسياسية، ولكنها معنية باطلاق رسائل للمجتمع الدولي، وليس اذن غريبا ان رئيس هذه اللجنة ومن اطلق استراتيجيتها هو وزير الخارجية سامح شكري.
ممكن قراءة بيان المبادرة المصرية عما يجري لباتريك هنا https://eipr.org/press/2021/09/بعد-عام-ونصف-من-الحبس-الاحتياطي-إحالة-باتريك-چورچ-زكي-لمحكمة-أمن-الدولة-طوارئ-بجلسة
١٢ سبتمبر – مبروك، مرة ثانية، لمصر صدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان، ومن باب تفعيلها ممكن النظر في حالات ٧٧٤ شخصا تم تدويرهم وفقا لتقرير مصري من مركز شفافية ومؤسسة نضال ٩٤١ مرة في الفترة من اول سنة ٢٠١٨ حتى اوائل ٢٠٢١!! التدوير هو اعادة اتهام محكومين او محبوسين في قضايا اخرى وهم محبوسون فعلا او انتهت فترة محكوميتهم او حبسهم الاحتياطي كي يظلوا مسجونين على ذمة القضايا الجديدة. وهناك فرد تم تدويره سبع مرات وفقا لهذا التقرير من قضية لاخرى، وخمسة افراد تجاوزت فترة حبسهم سبع سنوات، بينما قضت معظم الحالات من سنة الى أربع سنوات محتجزين بسبب التدوير.
طبعا ممكن الدولة ترد على التقرير وهذا هو الرابط https://drive.google.com/…/1BZory4VQPZfwVB2fEj…/view…
وهذه قائمة بكل الحالات وفقا للمؤسسة والمركز اللي عملوا بالتقرير بالأسماء وارقام القضايا والتواريخ … والعهدة على الراوي
https://drive.google.com/…/16foEJUusdDoE1zReac5…/view…
١٢ سبتمبر — كان الناس في بلادنا، والعالم، يلتقون عادة في المؤسسات المشتركة: المدارس والجامعات، اماكن العبادة (الجوامع والكنائس)، النوادي الرياضية، المواصلات العامة، الخ، وطبعا في الشارع. ولكن في السنوات الثلاثين الاخيرة ادى التغير العمراني المتسارع في العواصم والمدن العربية الكبرى الى تعميق الفصل القائم بين الطبقات وتسوير الاحياء الغنية (خلف جدران طوب واسلاك امن او خلف قيمتها المالية الطائلة التي تجعلها خارج نطاق احلام معظم الناس). وامتد هذا الفصل ليشمل المدارس (حكومية فقيرة سيئة ثم عدة فئات تعلوها من حيث التكلفة وصولا بمدارس الخمسة في المائة التي تبدأ اقلها من خمسة الاف دولار فيما فوق)، ثم تمايزت النوادي الرياضية بفعل اشتراكاتها واختفت الساحات العامة (حلت محلها المولات ومساحاتها العامة الخاضعة للمراقبة)، وتبقى اماكن العبادة ولكنها احيان كثيرة اماكن للشحن والفصل الطائفي او تسييس الدين لصالح جماعات اسلامية عادة، وفي كل الاحوال خاضعة لرقابة مشددة من نخب “علمانية” محافظة تريد للدين فقط دعم سلطتها المحافظة .
هكذا هو امر جيد للغاية عندما يقرأ الواحد كتابا جيدا عما يحدث في الاحياء التي لا صوت لها في وسائل الاعلام – الوسائل التي تملكها النخبة والحكومات في تلك المدن. ويكون امرا ممتازا عندما يكون كتابا جيدا.
كتاب لينا شنَّك “قاع المدينة” عن حي جبل الجوفة في شرق عمّان هو مثال جيد عن هذا النوع من الكتب الاستقصائية. تقدم شنَّك شخصيات غنية للغاية على الصعيد الانساني، ولكنها منسحقة للغاية تحت الفقر والحرمان والسقف الواطئ الذي تعيش تحته (واحيانا غياب السقف والعيش تحت رحمة الطبيعة). نتعرف على جبل الجوفة الذي يخشاه بقية اهل المدينة عادة ويعتقدون ان كل سكانه زعران، وكيف يقاومون ظروفهم ويلتفون حولنها ويتجاوزونه حينا وتفعصهم احيانا، يحلمون ويحبون ويتزوجون ويموتون ويُسجنون ويُضربون ويُقمعون (من بعضهم البعض ومن الدولة)، وتخضع نسائهم لمستويات متعددة من الاخضاع.
يغريهم مجتمع التنمية ومنظماته بقروض صغيرة كأنما العالم يحتاج عددا لا نهائيا من المفارش المطرزة واكشاك بيع المرطبات وعربات بيع القهوة بينما يأخذ كثيرون منهم القروض لبناء سقف او علاج مريض او ابتياع واسطة ثم ينتهي بهم الحال لمواجهة يد القانون الصارمة ويصيروا “مطلوبين”. طبقات فوق طبقات من التهميش في جبل الجوفة: نساء، لاجئون من السودان، ابناء اردنيات محرومين من الجنسية لان ابائهن مصريون او عراقيون، اصحاب منازل تهدمت او على وشك، فقراء، عاطلون عن العمل، وطبعا في عراك مع القانون ومع بعضهم البعض، ولكنهم يحاولن ويعافرون ويسعون دائما ليسمع الباقون صوتهم ليحصلوا على حد ادني كريم من الحياة لان “ما حدا بيسمع من الساكت” كما يقول احد الشخصيات. كتاب ممكن تقراه عن حي في القاهرة او الجزائر او بيروت او بغداد او جدة ..
١١ سبتمبر — مبروك على مصر إطلاق استراتيجية وطنية لحقوق الانسان وكلام مهم اتقال في حفل الاطلاق اللي حضره الرئيس وكبار الوزراء وعدد واضح من السفراء الاجانب. وكان باللقاء اشارات لأهمية معالجة ممارسات الحبس الاحتياطي المفتوح (والتدوير) الذي يعاني منه الكثيرون في سجون مصر، واشارة الرئيس نفسه لأهمية حرية العقيدة (وعدم الاعتقاد أيضا كما كرر عدة مرات.
ركزت اغلبية المتحدثين في ندوة نقاشية – بثتها تلفزيونات محلية مباشرة – وفي مقدمتهم الرئيس على الحقوق الاقتصادية بمعناها الضيق (التمتع بالحد الادنى من الخدمات وليس المساواة في الفرص واعادة التوزيع). وكان التحدي الرئيسي في وجهة نظر الرئيس لاقرار هذه الحقوق في العلاج والسكن والتعليم هو زيادة النمو السكاني، وانه لو زاد السكان ٤٠٠ ألف في السنة فقط وليس مليونان، لتغيرت البلاد وتوفرت الخدمات. الرئيس كمان خصص جزء كبير من تعليقه للتنويه بخطر الارهاب والتشدد مشيرا أكثر من مرة الى مجموعة افكار هدّامة نشأت وتغلغلت منذ حوالي تسعين سنة (اعتقد انها اشارة ضمنية في الاغلب لجماعة الاخوان). ركز وزيرا العدل والتضامن الاجتماعي في الندوة على القوانين والدستور وبرامج الرعاية الاقتصادية/ الاجتماعية بينما دافع ممثل احد المنظمات المدنية، المشمولة بعطف الدولة، عن الدولة بحماسة تفوق الوزيرين.
كلام كتير – جزء مش صغير منه كان مهم – بغض النظر عن مدى اتفاق الواحد معه.
الجلسة كانت ح تبقى عموما أفضل لو حضرها ممثل فعلي وحقيقي للناس اللي شغالة على حقوق الانسان في مصر مش حد مهتم طول الوقت يدافع عن الدولة ويقول كلام ساكت لدرجة ان الكلام الحقيقي الرئيسي عن حقوق الانسان قاله الصحفي البارز ابراهيم عيسى. وكانت الندوة ح تبقى اهم لو ركزت أكثر على الممارسات الفعلية والهوة بين النداءات والخطابات والاستراتيجيات والمبادرات من جهة والتطبيق الفعلي وممارسة اجهزة الدولة وخاصة الامنية منها من ناحية أخرى.
عموما اهم منظمات حقوق انسان مصرية واللي تقاريرها بيصدقها الناس جوة وبرة اعلنت سبع مطالب تخلي استراتيجية حقوق الانسان أقرب للواقع وبتتعامل بصراحة مع الاوضاع الصعبة والانتهاكات الجارية. مش لازم الدولة والنخبة الحاكمة تنفذها لكن على الاقل تناقشها . (المنظمات دي لم تكن مدعوة ولم يظهر ممثلوها او حتى مناضلين قدامي غير متهمين بالمعارضة السياسية من جانب الدولة في هذه الندوة وهذه الاحتفالية، بل ان معظم كبار مناضلي حقوق الانسان في مصر ما زالوا يواجهون قرارات منع من السفر او تجميد تعاملاتهم البنكية او مواجهة اتهامات في قضية فتحتها ضدهم الدولة منذ حوالي عشر سنوات). وهذه هي المطالب السبعة:
١٠ سبتمبر — انتهيت من رواية “الكهف” للعظيم خوزيه ساراماجو، وهي نقد هادئ وشخصي ونفسي وعميق لما فعلته بنا الرأسمالية او الحداثة او ما جري من تقطيع اوصال المجتمعات القديمة والأسر والحرف التقليدية والبطء نحو ان نعيش كلنا في المركز بشكل منتظم ومنظم وساعات عمل محددة وخطوط انتاج واستطلاعات رأي واستهلاك لا يتوقف واذواق يتم صناعتها ونحن غير واعون باننا لم نتحرر بل صرنا عبيد هذا المركز او المول التجاري كما يصوره الرجل. طبعا النهاية برأيي تعاني من بعض السذاجة والابتسام عندما يقرر صانع الفخار والاطباق الخزفية العجوز ان يترك هو وابنته وزوجها حارس الامن في المول التجاري شقتهم الواقعة في الطابق الرابع والثلاثين فوق المول ويذهبوا مع حبيبة العجوز الارملة نحو مستقبل مبهم غير واضح بعيدا عن قريتهم التي بات من المستحيل اقتصاديا العيش فيها وعن المدينة/المركز التي كانت تحبسهم شبه موتى في كهف يقوم عليه حراس (كما تقول لنا الرواية صراحة.)
اهم حاجتين: الاولي، التعود على اسلوب ساراماجو السردي المتصل الحوار بالوصف في فقرات تأخذ صفحات في تبادل بين الوصف (القليل عادة) والحوارات القصيرة الجمل، ولكن الممتدة وتيار الوعي الداخلي المتدفق بما فيه تيار الوعي لكلب الاسرة! عن طريق راوي عليم. الثاني، هو الصبر والتأقلم ثم الاستمتاع ببطء الايقاع ليسمح لك بالتعرف على الفارق بين حياة الخزف وحياة المول التجاري، بين القرية بالمعنى الواسع، والمدينة بالمعني مفرط الحداثة. وعلى سبيل المثال فالرواية بشكل ما توضح الفارق بين احياء القاهرة القديمة وكيف كانت الجمالية مثلا في الخمسينيات وما تحاول النخب الحاكمة والغنية الان صناعته في العاصمة الادارية والساحل الشمالي.
تستاهل القراءة ولها ترجمة عربية على يد المترجم القدير صالح علماني ومتاحة للبيع، وللأسف، القرصنة ايضا على النت.
١ سبتمبر — شاهدت بالأمس (وفي السينما) فيلم “الليل” للمخرج السوري Mohamad Malas وهو من ابدع الأفلام في منطقتنا حول حياة الناس البسيطة وأحلامها وأوهامها في فترة نهاية الاستعمار ونشأة دولة اسرائيل والانقلابات العسكرية. تجرى احداث الفيلم في بلدة القنيطرة السورية التي أعلن حافظ الاسد سقوطها في يد الاسرائيليين قبل ان تسقط بالفعل في ١٩٦٧، ويدور معظم الفيلم في الفترة من منتصف الثلاثينات وحتى ربما منتصف السبعينيات في القرن العشرين.
ورغم التطورات المهمة في تلك الفترة والتي يتعرض لها الفيلم بمشاهد عظيمة حول سذاجة وشجاعة الفدائيين والثوريين في عام ١٩٣٦ (وما بعده) ضد اليهود الصهاينة ومشاهد اعظم حول خيانات العسكر والساسة أو تواطؤهم بما فيها اشارة سلبية للشيخ أمين الحسيني والدول العربية، والانقلابات العسكرية السورية الشهيرة، إلا ان الخط الدرامي الثاني الاهم هو العلاقات بين البشر انفسهم: أوهام الرجال وتضحياتهم بشأن المقاومة، افكارهم وتخيلاتهم عن العالم، السيطرة الذكورية الهائلة على النساء ومعاملتهن على انهن بضائع ثانوية، شره وبخل التاجر الصغير في القنيطرة حيث تجرى الاحداث، تواطؤ التجار والشرطة المحلية مع المستعمر ومع بعضهم البعض ضد الافقر والاقل حظا ودعمهم الانشائي الوضيع للمقاومة، سخافات وشعارات الوطنية الفارغة، قوة ومقاومة النساء المستمرة حتى الموت وضده، كروش العسكر وفسادهم (هناك قصص كثيرة لا شك حول كيف مرّ فيلم ملص في اوائل التسعينيات في سوريا الأسد.)
اعتقد ان اي محب لفيلم “الناصر صلاح الدين” للمخرج يوسف شاهين يجب ان يشاهد المقابل الموضوعي له في فيلم “الليل” من اجل ان يتعادل الفخر العروبي المخترع في حوارات شاهين مع صرخات بطل فيلم الليل الممثل فارس الحلو عندما تتساقط القذائف وتتصدع الجدران من حوله عن العرصات واولاد القحبة الذين تسببوا في سقوط القنيطرة بعد سقوط فلسطين. الافلام والروايات والحواديت الرائجة هي نهاية المطاف ما يشكل خيال الناس وفهمهم لما جرى وما يمكن ان يجري أكثر من الدراسات الاكاديمية وكتب التأريخ المدققة.
اعجبني ايضا هذا التعاون بين ملص وبين سينمائيين سوريين عظماء مثل أسامة محمد وعمر اميرالاي في كتابة السيناريو والحوار وصناعة الفيلم. وأي حد بيحب السينما وفنياتها لا شك سيستمتع بالخيال الفني والكادرات والاضاءة والرمزية (التي يبدو لي ان جزء منها كان بغرض تفادي اليد الثقيلة للرقابة) والحوار، وتفاصيل الديكور والتمثيل والمونتاج. فيلم عظيم.
٣٠ أغسطس — شكرا لمن اقترح ولمن اشترى ولمن وصّل ولمن حمل من اجل ان تصل هذه الكتب اللطيفة لي لتظل العلاقات الانسانية بداية من الكتّاب لغاية من شاركوا في هذه الحلقات المتصلة الطف واغنّى وأحلى من جودريدز وشركات توصيل الكتب وكيندل (والقرصنة الالكترونية) الخ. ماعدا “بياصة الشوام” و”لن نصنع الفلك” الصادرتين في ٢٠١٩ و٢٠٢٠ فهذه بعض افضل الكتب الصادرة في الاشهر القليلة الماضية واتطلع لقراءة شغل Mohamed Naeem ومذكرات Ahmed Ezz Alarab وترجمة Abdelrehim Youssef لقصص ياسر السيد والكتب الاخرى.
٢٩ أغسطس — الصحفي والرئيس السابق لحزب الدستور في مصر Khaled Dawoud يتحدث بصراحة وبساطة عن معنى السجن وثمنه في سلسلة مقالات مهمة. لدى الكل ما يكفيهم من هموم ولكن ربما قلت همومنا جميعا بعض الشيئ لو استطعنا ان نعمل سويا من اجل الا تتكرر تجربة خالد والاف مثله في المستقبل القريب. قضى خالد ١٩ شهرا في السجن الاحتياطي دون تهمة وخرج من السجن دون ان يعرف حقا لما دخله، وربما كان هذا من أكثر ما يوجع في تلك المسألة وربما كان هذا هو القصد: ألا يعرف احد لما ومتى يمكن ان تبطش به يد الدولة الثقيلة وبالتالي تمشى الواحدة بجوار الحائط ويسير الواحد داخل الحائط او لا يمشون اصلا ويصيرون مشغولين طوال الوقت بحماية ذواتهم بينما تنهار الحوائط من حولهم و فوق رؤوسهم!
وهذه هي الفقرات الاولى من الحلقة العاشرة لسلسلة المقالات ورابط المقالة كله هو https://wwww.almanassa.run/ar/story/16596…
“بعد قضاء نحو عام في السجن، جاءنا نزيل سياسي جديد متهم في أحد قضايا تمويل تنظيم الإخوان. كان متقدمًا في العمر نسبيًا ورجل أعمال ثري يمتلك مصانع ومشروعات عديدة. وكل عدة ساعات، كان يقف على النضارة ويبدأ في السؤال بصوت عال تشوبه الاستغاثة “الساعة كام؟ الساعة كام يا ولاد”. فالسماح للسجين بالحصول على ساعة أمر يخضع للتفاوض مع الضابط المسؤول ويستغرق وقتًا.
في البداية كنا نقوم بالرد عليه، مدركين أن أول التحديات التي تواجه السجين الجديد هي رغبته في أن يؤكد لنفسه أنه ما زال واعيًا بما يدور حوله وقادر على حساب الساعات والأيام مع أمل ووهم أن هذا الكابوس سينتهي سريعا. ولكن مع تكرار هذا السؤال، وسماعنا لاستغاثاته في الثانية والثالثة صباحًا بينما الغالبية نيام أصبح من الصعب الرد على سؤاله. وبعد مضي نحو شهر، توقف النزيل الجديد عن الصراخ “الساعة كام؟”. انطفأت روحه.
شخصيًا، تمكنت من الحصول على ساعة بعد شهرين من دخول السجن كهدية من نزيل تذكر أنني في الشهر الأول كنت، كما النزيل الإخواني الجديد، أقف على نضارة الزنزانة وأوجه نفس السؤال عن التوقيت. ولكن عندما وصلتني تلك الهدية، كنت فقدت الاهتمام بالوقت، وقدمت الساعة هدية لزميل آخر في الزنزانة.
أصبح التحدي الرئيسي هو “قتل الوقت”، وكان يكفي بالنسبة لي الاستماع للأذان في توقيت الصلوات الخمس، فجر، ضهر، عصر، مغرب، لأعلم بشكل نسبي في أي مرحلة من اليوم نحن. ثم تبدأ مرحلة المساء بعد آذان العشاء وحتى يأتيني النعاس. أنام في أي وقت وأصحو في أي وقت.
النوم في السجن نعمة وهدية من الله، فكلما طالت ساعات النوم قتلت الوقت. ومن غير المقبول مطلقًا في السجن أن توقظ شخصًا نائمًا مهما كان السبب. انتظر حتى يصحو، فلا شيء عاجل بالتأكيد ولا يوجد لدينا شيء سوى الوقت والوقت والمزيد من الوقت، بينما تبقى ممدًا على فراشك تتأمل وتفكر، أو لا تفكر، في أي شيء وسط شعور ممتد بالبلادة والسكون والوخم.”
٢٧ أغسطس — بعد تفجير مطار كابول الذي قتل ١٣ جنديا امريكيا وهو اكبر عدد يُقتل في يوم واحد منذ ٢٠١١، سيتعاون الامريكان وطالبان امنيا باشكال مباشرة او غير مباشرة ضد داعش كما تعاون الامريكان مع بشار والروس ضد داعش، وفي الاغلب ستظل داعش تعتقد انها الفرقة الناجية وان الكل على باطل. اما عن عشرات ومئات الالاف من القتلى والجرحى الافغان والسوريين والمدنيين عموما …. فهذا امر ثانوي لهذه الاطراف.
٢٦ أغسطس — كل مرة يطلع قرار سيء يتنفذ (مثل هدم قصر اندراوس في الاقصر) او يتوقف تنفيذه (عجلة الزمالك او فرض رسوم تصوير ١٠٠ الف جنيه في اليوم في القاهرة) يقول كثيرون انه لو كان هناك حوار مجتمعي ما كان الباشا المحافظ او الباشا اللي تحت منه اخد هذه القرارات الغريبة الفاقدة لاي تأييد شعبي. وليه “حوار مجتمعي” وهو تعبير غريب ومش مفهوم قوي يتعمل ازاي ! طيب ما نعمل مجالس محلية ومجالس احياء منتخبة ومحافظين منتخبين وساعتها نشوف ايه اللي ح يحصل . وفي الاغلب معظم هذه القرارات الغريبة ح تتوقف او على الاقل سينخفض عددها، لكن طول ما الباشا الصغير بيفكر في وسيلة للجباية وارضاء الباشا الكبير ح نفضل مش فاهمين ايه اللي بيحصل وليه ولمصلحة مين. ويمكن ساعتها يبدأ اهم مشروع تنتظره كل مصر وهو تنظيف شوارعنا وتشجيرها ولم الزبالة بشكل منتظم.
٢٥ أغسطس — اليونان اقل من ١١ مليون نسمة يزورها ٣٥ مليون سائح سنويا، وتستاهل كمدن وشوارع ومتاحف وخدمات ومطاعم وشواطىء. ولكن بصراحة ودون اي شوفينية معبد مثل الاقصر او الكرنك او الدير البحري او مسجد مثل السلطان حسن او كنائس مثل تلك الموجودة في مصر القديمة اجمل واجلّ واروع مرات عديدة من الاكروبوليس في اثينا، كما ان شواطىء البحر الاحمر والمتوسط في مصر تضارع مثيلتها في اليونان، لكن فقط ١٣ مليون سائح ياتون لمصر صاحبة المئة مليون نسمة بل ان عدد زوار تل الاكروبوليس يزيد عن زوار مدينة الاقصر صاحبة عشرات العجائب الاثرية.
المشكلة في الخدمات والتنظيم والاعتقاد ان الاثار وتحديدا الفرعونية هي ما يجذب الناس لمصر .. غلط. الناس تأتي عشان تتفسح وتتنزه وتخرج وتتمشى وتروح البحر وتاكل في مطاعم ومحدش يفشخها ويضحك عليها او يعاكسها او يتحرش بيها او يمسكها عشان بتصور … فلما ح تحط كباش في التحرير ومسلة بس الناس ما تعرفش تتمشى براحتها هناك وتلاقي قهاوي ومطاعم ومباني قديمة ومحلات حديثة وموسيقي يعزف في الشارع والكل براحته، او لما تخلي الساحل الشمالي اغلى من احلى جزيرة في اليونان ومقفول معظمه على ملاكه و اصحابه او تفتكر ان الناس ح ترزع مشوار للهرم عشان تشوفه وتخش المتحف الجديد وبعدين ما فيش حاجة تعملها في المنطقة كلها —— تبقى فاهم السياحة غلط … وعشان كده البحر الاحمر وسيناء ناجحين اكتر من القاهرة والساحل الشمالي ولولا ان الاثار فيها معجزة السياح ح يبطلوا يروحوا الاقصر (اصلا ٥ر٢ مليون فقط من السياح اللي بيجوا مصر بيروحوا الاقصر). (معلش ملاحظات واحد اول مرة يزور اليونان وناوي يرجع تاني)
٢٤ أغسطس — ميزة الكومباوندز او الاحياء المسوّرة في مصر ان الحكومة برة السور في اعمال النضافة والامن والانارة العامة والمرور وركن السيارات — تنظيم الفضاء العام المشترك عموما – وبالتالي بتدفع اكتر مقابل خدمات وتاخذ الخدمات وممكن تتخانق مع الادارة وتنظم نفسك مع سكان تانيين … بينما في سكان احياء المدن المنسية من عين شمس للزمالك الشوارع وسخة وعساكر الحراسة والامناء ممكن يسخفوا عليك وبتدفع فلوس للمنادي وكمان الدولة داخلة في السبوبة من باب الجباية والشوارع نصها مضلم لولا الناس عاملة اضاءة على حسابها والارصفة مكسرة … بس برضه تدفع ولو مش عاجبك ادفع اكتر وروح الادارية خلف السور العظيم.
معنديش مانع ادفع مقابل الخدمات بس اخد اي خدمات وخصوصا مقابل الضرائب العقارية اللي فكرتها الاساسية خدمة الاحياء، التي تدفعها، مباشرة في اي مكان في العالم. الخسران بجد هو الطبقات المتوسطة والدنيا اللي بتتفشخ وبيتبلطج عليها رسمي ومقابل كل جنيه بتاخذ خدمات اقل بكتير او زيرو خدمات ومتقدرش تنتقل لاحياء مسوّرة … لكن نقول ايه؟ نسيبها لكم تبقى فوضى!؟ هو الاستقرار ما لوش تمن؟ الى اخر الاسطوانة
٢٢ أغسطس — منى حاطوم (بقايا مصنع) وايميلي جاسر (خيمة باسماء ٤١٨ قرية فلسطينية دمُرت في نكبة ١٩٤٨) وديميتريس اليثينوس (التعذيب) في متحف الفن المعاصر في اثينا
١٩ أغسطس — في مثل هذا اليوم منذ ١٨ عاما ارتطمت شاحنة متفجرات بمبني الأمم المتحدة حيث كنت أعمل فقتلت ٢٢ من زملائي. وفي هذه السنوات تحولت أوضاع منظمات المساعدات الإنسانية كثيرا وبانت عيوبها اكثر ولكنها ما زالت بلا بديل وما زال عملها مهما في عالم تستمر فيه الصراعات الدموية والفقر والظلم. وطالما البشرية عاجزة عن اجتراح حلول جذرية لهذه المعضلات ستستمر في الاكتفاء بالإغاثة ولعب دور سيارات الإسعاف وهو امر يظل مطلوبا على الاقل من اجل الحفاظ على ادعاءاتنا واحلامنا بشأن انسانيتنا المشتركة.
تنفق هذه المنظمات ما قد يزيد عن ثلاثين مليار دولار سنويا (مش كتير خالص لو افتكرت ان أمريكا كانت تنفق خمسين مليار دولار سنويا في نفس الفترة على احتلالها لأفغانستان)، ولكن واشنطن تدافع فقط عن مصالحها كما تراها نخبتها الحاكمة وتتصارع عليها، بينما تدعي المنظمات الإنسانية الدفاع عن مبادئ وقوانين دولية. سيأتي يوم ونكتب أكثر لكن بهذه المناسبة الحزينة اليكم بعض ما كتبت:
** عن كيف تتنافس منظمات الإغاثة من اجل جمع الأموال وجذب المانحين (سبتمبر ٢٠٢٠):
بعد أقل من ثلاثة أيام على انفجار هائل في بيروت، أسفر عن مقتل نحو 200 شخص وإصابة عدة آلاف وتدمير المدينة، طار رئيس «برنامج الغذاء العالمي»، أكبر وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة، إلى العاصمة اللبنانية وتوجه إلى موقع الأنقاض. وقف أمام صوامع القمح الشاهقة المجوفة في المرفأ، والتي يمر عبرها 85% من القمح اللبناني سنويًا، وقد سجل مقاطع فيديو لمنصتيه على فيسبوك وتويتر. كان يتجول مرتديًا سترة واقية وغطاء رأس مزين بإشارات وكالته وهو مُحاط بزملائه وحراس الأمن، فيما وعد لاحقًا بمساعدة مليون لبناني للتغلب على آثار الانفجار، بما في ذلك نقص المواد الغذائية. ووجهت وكالته في وقت لاحق نداءً لجمع 245 مليون دولار أمريكي للقيام بهذه المهمة، أي ما يقرب من 50% من جميع الأموال التي طلبتها وكالات الأمم المتحدة من أجل تنفيذ العمليات المتعلقة بفترة ما بعد الانفجار. على مدار 13 عامًا من خدمتي في الأمم المتحدة، نظمت رحلات مماثلة لرؤساء وكالات الإغاثة في كابول وبغداد وحتى في بيروت. لقد ساعدنا ملايين الأشخاص الذين تضرروا جرّاء النزاعات والكوارث الطبيعية، عبر توفير الإمدادات الغذائية وغيرها من الاحتياجات الأساسية للبقاء في ظروف بالغة الصعوبة. لكن الوكالات التي عملت معها لم تكن مدفوعة أساسًا بالتعاطف الإنساني أو التفويضات القانونية، خاصة في الأيام الأولى للكارثة. هناك رغبة عارمة في الحصول على الأموال عند حدوث أزمة، تمامًا كما هو الحال مع المسؤول الإنساني الكبير الذي سافر إلى بيروت وقدم عرضًا أمام وسائل الإعلام العالمية. ويمكن مواصلة القراءة هنا https://khaledmansour.org/نسور-الإنسانية-التي-انقضت-على-لبنان/
** عن مستقبل العمل الإنساني (في أغسطس ٢٠١٨):
قبل 15 عاماً، نجوتُ من هجوم إرهابي تعرض له مقر الأمم المتحدة في العراق. قتل الانفجار الضخم 22 من زملائي في المنظمة الأممية، وراح معهم حاجز كنت قد شيدته، من دون وعي في الأغلب، لسنوات طويلة قبلها، بيني وبين المآسي المحيطة بسبب ظروف عملي. ساعدني هذا الحاجز النفسي في التغلب على مشاهد فقر مدقع وانحطاط قسري مريع، مشاهد موت وحشية وأعمال العنف لا يمكن تفسيرها: كان هناك دائماً تهديد جاثم بالقرب منا، يخيم على حياة العاملين في حقل المساعدات الإنسانية والذين هم في الوقت ذاته أسعد حالاً، من الناحية المادية، ممن يحتاجون إلى تلك المساعدات بسنوات ضوئية. ظللتُ على مدى شهور بعد هذا الهجوم، أتأرجح على حافة هاوية من الذكريات الدموية، تفيض مشاهدها كسيلٍ لا ينقطع: مخيم جنين الذي دكه الإسرائيليون في الضفة الغربية، مقابر صغيرة لأطفال ماتوا نتيجة سوء التغذية في هيرات غرب افغانستان؛ وقصص تعذيب مفزع تعرض له سجناء سياسيون أو حتى مشتبه بهم من سوريا إلى باكستان، وغيرهما. لم تختف هذه المشاهد على أرض الواقع، بل وكثرت مثيلاتها في السنوات التالية، لكنني لم أعد أحاول تفاديها كلية لأشيح بنظري إلى جهة أخرى لأحمي نفسي من فظائع مفرطة القسوة في مناطق الاقتتال والاضطراب السياسي. وبالطبع لا يخلو مثل هذا الموقف، بالنسبة إليّ أو إلى كثر من المنخرطين في أعمال المساعدات الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان، من التعامل أحياناً مع نوبات اكتئاب أو حزن عميق، ولكنني بت أرى مثل هذه الاستراحات المتباعدة دليلاً على الإنسانية المشتركة والصحة النفسية. وهي أيضاً دعوة إلى المقاومة: مقاومة الوحشية بالسبل الإنسانية كافة، من خلال الكتابة والتعليم والتعلم والعمل التطوعي، والأهم من ذلك، العمل مع جماعات وأفراد من أجل الدفاع عن كرامة الأشخاص في مناطق الصراعات وحقوقهم. وباختصار فإن ما بتنا نحتاج إليه هو العمل على تصور وبناء وإعادة بناء، ربما لا ينتهي أبداً، لما تعنيه إنسانيتنا المشتركة وكيف نحميها.
ويمكن مواصلة القراءة هنا: https://khaledmansour.org/كيف-يمكن-الدفاع-عن-إنسانيةٍ-مشتركة-للج/
** عن سيرجيو دي ميلو رئيس البعثة في العراق والذي مات تحت الأنقاض (في مايو ٢٠٢٠):
“في صباح يوم مقتل سيرجيو كنت أنا وزميلي نترك سيارتنا في موقف مكتب الأمم المتحدة في بغداد، عندما لاحظت طفلًا صغيرًا تمكن من إدخال نصف جسده بين ضلفتي البوابة الحديدية الخلفية بعد أن باعدت أمه ما بينهما. يا لسخافة الإجراءات الأمنية التي توقف سيارتنا عدة دقائق عند المدخل الرئيسي الأمامي للمكتب بين حاجزين، ليتم تفتيشها والنظر أسفلها للكشف عن أي مفرقعات محتملة، بينما هذه البوابة الخلفية القديمة المؤلفة من قضبان صدئة والمتصلة بمفاصل مترنحة والأقرب بكثير لمباني فندق «القناة»، حيث تقع المكاتب يمكن أن يمر بين جانبيها شخص نحيف لأن السلسلة الحديدية التي تغلقها وفي نهايتها قفل قديم كانت مرتخية وطويلة بحيث يمكن إبعاد الضلفتين عن بعضهما البعض والمرور. قررت أن أحدث المسؤول الأمني عن الأمر وأنا أنزل من السيارة. ولم أحتاج ساعتها للذهاب إلى مكتبه، إذ كان بوب، مستشار الأمن، مقبلًا علينا. كان بوب ضابطًا متقاعدًا من القوات الخاصة الأمريكية وجد سبيله مثل كل العاملين في قسم الأمن في الأمم المتحدة لوظيفة براتب ومميزات رائعة. وأردت أن أشرح للرجل مخاوفي، وأن أشير إلى كيف صار الطفل الذي تقف خلفه سيدة شحاذة قد صار تقريبًا داخل ساحة السيارات وعلى بعد أمتار من مكاتب رئيس البعثة الواقعة في الطابق الثاني. ولكن الرجل الخشن المغرور بدأ يوبخ زميلي آدم لأنه ترك سيارته في موضع مخصص لسيارات المبعوث الخاص للأمين العام ويجب تحريكها فورًا. قاطعته قائلًا: «سنقوم بهذا ولكن من فضلك انظر إلى هذا الطفل الذي أوشك على الدخول للمبنى من الباب الخلفي. أنتم تطبقون إجراءات أمن صارمة على المدخل الرئيسي ولكن هذه ثغرة كبيرة». غضب بوب واحمّر وجهه، وقال محتدًا: «لا تتدخل في عملي. الأمن ليست مسؤوليتك. حركوا سيارتكم من هنا».
فكرت في الرجل وغروره، بينما كان صديقي يحرك السيارة بعيدًا إلى الطرف الآخر من المكان المعد لإيقاف السيارات. اختفت الشحاذة والطفل المرافق لها. بعد ثماني ساعات تقريبًا اقتحمت شاحنة ممتلئة بالمتفجرات أرسلتها القاعدة وزعيمها أبو مصعب الزرقاوي هذه البوابة فخلعتها ثم ارتطمت بالمبني ففجرته، وقتلت المبعوث الخاص نفسه سيرجيو فيرا دي ميلو و21 شخصًا آخرين من زملائي.”
ويمكنك ان تواصل القراءة هنا: https://khaledmansour.org/مقتل-سيرجيو-أم-نهاية-أحلامنا؟/
١٨ أغسطس — كنت اقرأ تقريرا ممتازا عن مصادر تمويل الطالبان التي تصل لحوالي ٥ر١ مليار دولار سنويا – نحو ثلثها من الضرائب على مزارع وتجار المخدرات – عندما تذكرت ملصقات الحائط التي اغرقت مصر في اوائل الثمانينيات: “ادفع جنيها تنقذ مسلما” من جانب نقابات الاطباء والمهندسين بمباركة الامن والحكومة المصرية انذاك. ايامها كانت فصائل المجاهدين السبعة تحصل على ما قيمته مليار دولار سنويا تسليح وتمويل من السعودية والامريكان ولكن الجميع وخاصة في واشنطن والرياض قدروا ان الدعم المعنوي والحشد البشري من الدول السنية وخاصة مصر وباكستان وامثالهما مهم جدا في اطار مكافحة الشيوعية في الفصل الاخير من الحرب الباردة.
تذكرت هذا وانا اقرأ تعليقات وتحليلات الابتهاج بنصر طالبان من باب انه هزيمة للامبريالية والتوسع الامريكي العسكري. هو هكذا في جانب منه وربما مفيد لحد ما على المدى الطويل ولكن الطالبان رغم بعض التشابهات ستثبت لنا كم هي اسوأ من كل حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار التي انتهى بها الحال في افريقيا بانجاب امثال موجابي.
١٧ أغسطس — عن زياراتي إلى كابول قبل وبعد ١١ سبتمبر وكيف تغيرت وكيف لم تتغير مع وبدون طالبان:
“فى المطعم الكبير لدار الايتام تصاعدت الأبخرة من قدور ضخمة وطهاة يقلبون عصيدة بمغارف حديدية طول يدها يزيد عن المتر بينما سواد السناج يلف القدور ويترك بصماته على السقف والجدران. الاطفال بعيونهم الزائغة يتوقفون عن ازدراد طعامهم عندما ندخل مع المدير ويقولون فى صوت واحد “السلام عليكم.” رفض المدير ان تدخل معي س. غرف نوم الأطفال لانها “كافرة” ولا يجب ان يسمح لها بلقائهم. بينما يمكن السماح لي لانى مسلم. إبتسم المدير العشريني كاشفاً عن أسنان مفلوجة فقلت له: “ولكنى رجل وهى امرأة ونحن الان نزور قسم الفتيات.” فرد دون كثير تفكير قائلا: “المدير من حقه ان يمنع ويسمح لاى زائر يشاء الدخول الى المبنى.” ويبدو أنه تذكر حجة إضافية قوية حيث أضاف بابتسامة ماكرة: “ثم أنك أخ مسلم رغم هذه” وهو يشير بيده الى ذقنى الحليقة ثم يمسد بنفس اليد لحيته الطويلة غير المهذبة.
داخل الغرفة التى سمح لى المدير الطالباني بدخولها كان الفتية والفتيات زائغي النظر شاحبي الاوجه، ملطخين ببقع بنفسجية من دواء رخيص لمعالجة مرض جلدي متفش بين اطفال أفغانستان. هتفوا جميعاً، حوالى العشرين منهم بصوتٍ واحدٍ خفيض ومرتعش، : “السلام عليكم” عندما دخلنا الغرفة. جالسين كلهم كانوا على الارض وايديهم الصغيرة باظافر متسخة تغمس قطع خبز صغيرة فى صحونٍ بها حساء عدس. أسرة مستشفيات مقشرة الطلاء متراصة بجوار الحوائط وعليها ملاءات مهترئة ولكن نظيفة. لا كهرباء، لا مياه جارية، لا شبابيك كى تغلق، لا أغطية ثقيلة تقي من برد الشتاء القارس فى كابول، لا ألعاب، لا شىء سواهم وسط الحوائط العارية على أسرة عارية بملاءات بيضاء. أمر صعب. الأقسى هو أن ترى اطفال كابول فى الشوارع يشحذون لقيمات الطعام، يمسحون الأحذية، يعملون فى المطاعم، ناحلين، وجوههم مغبرة وممصوصة، بعضهم فقدوا بعض أطرافهم، والأكثر حظاً منهم يتشبثون فى خوف ووجل بذيول جلاليب أمهاتهن الجالسات فى الشوارع مادات الأيدى للصدقة.
عدت الى نفس دار الايتام بعد عامين من زيارتي الأولى (وشهور ثلاثة من تفكك قوات الطالبان فى وجه قوات التحالف تحت القيادة الامريكية) بصحبة وفدٍ رفيع المستوى من احدي منظمات الإغاثة الدولية. دخل ركب السيارات الضخمة الى الفناء حيث اصطف مئات الاطفال فى ثيابٍ ملونة ووجوهٍ شاحبة (من أثر سوء التغذية). كان انفعال الأطفال زائداً مع وجود كل أولئك الضيوف الأجانب المهمين واللطفاء والمبتسمين والمتبوعين بكاميرات يحملها رجال ونساء يتدافعون بين بعضهم البعض ومع الأخرين من أطفال وكبار ليحصلوا على أفضل زوايا التصوير وأقواها تأثيراً. بدأت مجموعة من الأطفال تغني وراء ميكروفون محمول فى يد طفلة تقف أمامهم وتغني بصوت أقوى منهم جميعاً، أغانٍ وطنية عن ارض الأجداد، وتقافز صبية فى مجموعة اخرى بينما أدى مراهقون مجموعات من حركات الكاراتيه فى استعراض من أجل الضيوف ثم تهالكوا على الارض يؤدون تمارين ضغط – عشرين مرة على الاقل. نحيفون كلهم تتقوس ظهورهم مع كل هبوط لمرافقهم نحو الارض حتى تعتقد أن بطونهم ستلمس التراب المبتل ببعض الماء ولكن اذرعتهم الرفيعة كالعصى ترفع الاجساد النحيفة ببطء إلى أعلى مرة أخرى وهكذا. غادرت أرض الاستعراض الحزينة الى دورة مياه تهوِّم فيها الروائح الكريهة ولا مياه فيها سوى دوائر من بول عطن على الارض.
وصلنا الى الغرف التى كانت معدة لزيارة وفدنا رفيع المستوى. الأرض مجلوةً تماما تفوح منها رائحة مطهر قوي. فى غرفة المطعم وقف الأطفال صفاً فى جانب يحملون صحون طعامهم البلاستيكية الملونة بانتظار الحصول على وجبة الغداء. قدران كبيران ممتلئين بمعكرونة ولحم وخبز. يأكل الاطفال واقفين أمام مناضد تصل الى اسفل صدورهم. إبتسم الزوار وربتت إمرأة على رأس طفل يتيم بينما قبلت أخرى طفلة يتيمة وادلى المسؤول الكبير بتصريحين الى شبكة تلفزيونية أمريكية وعدت بأنها ستبث المقابلة مساء اليوم نفسه.
توجهت الى الدور الثاني مع الوفد الذى اتجه يساراً فى الممر الى غرفة وضعت بها مرطبات وفواكه. اتجهت يمينا لالقى نظرة سريعة على الغرفة التى زرتها منذ عامين تقريبا عندما رفض المدير الطالباني ان تدخل سابينا معي (كانت قد غادرت أفغانستان الى بلد أخر يحتاج الى المساعدات). كانت الغرفة قذرة وخالية سوى من أسرة محطمة وعنكبوت ثقيل نسج بيته فى زاوية.”
يمكن مواصلة القراءة هنا https://khaledmansour.org/أيام-في-كابول/
١٥ أغسطس — افغانستان عمرها ما صارت دولة وطنية حديثة وعشان كدة مستحيل تعمل جيش حقيقي يدافع عن كيان مش موجود اصلا ولا يؤمن به الكثيرون .. انجح قوى عسكرية في تلك البلاد كانت ميليشيات الطالبان الباشتونية (من حيث العرقية ) الاسلامجية (من حيث الايدولوجية) ثم ميليشيات احمد شاه مسعود الطاجيكية العرقية او ميليشيا دوستم الاوزبكي الخ الخ … وعندما تحصل ميليشيا منها مثل الطالبان على دعم كبير من عرقيتها (الباشتون نحو ٤٠٪ من السكان) وتدعمها دولة مجاورة مثل باكستان بكل قوة لا يجب ان يدهشنا انتصارها.
(هناك دول مثل العراق وسوريا تواجه اوضاع مشابهة لانها رغم ادعاءات تأسيسها كدول وطنية حديثة — بجيوش احترافية ولاؤها الاكبر لدستور ووطن — لم تتأسس حقا ولذلك لم يقض على دواعشها او قوى المقاومة فيها سوى ميليشيات طائفية او تدخلات خارجية … لحازم صاغية اليوم مقالة مهمة بنفس المعنى قرأتها الان ..)
١٥ أغسطس — كل دولار قدمه ريجان قدمت السعودية دولارا مثله وكل هذه الدولارات موّلت الجهاد الافغاني في الثمانينيات واشترت اسلحة من مصر ودفعت لباكستان مقابل التدريب والاعاشة والعمليات العسكرية ضد الوجود الروسي (المدعوم من حكومة افغانستان “الشرعية” انذاك). والطالبان في التسعينيات كانت بنت المجاهدين ايدولوجيا وربيبة المخابرات العسكرية الباكستانية تدريبا وتمويلا ومعتمدة على عدد من رجال الاعمال الافغان لايقاف فوضى تناحر فصائل المجاهدين الرعناء الفاسدة …. وبعد كل ده ييجي واحد قاعد على كنبة في كاليفورنيا ولا في المنيا ولا في اسطنبول او جدة ويتكلم عن امريكا اللي خلقت الطالبان والقاعدة ويحرم دولنا العربية والاسلامية من حقها ونصيبها الضخم في بناء هذه المأساة!!! جتكم خيبة!!!
٤ أغسطس — انا مع الغاء #الدعم في مصر واقترح نبدأ بصندوق دعم المصدرين اللي صرف ٢٥ مليار جنيه في اخر سنتين قبل ما نخش على #رغيف العيش.
وعندي قائمة كبيرة من بنود الدعم اللي ممكن نبدأ بيها وعلى رأسه الدعم الموجه لموظفي ومنتسبي اجهزة بعينها. وبما ان ٧٠٪ من ايرادات الدولة بتاعتنا من الضرائب من حقنا نحلم يبقى لنا رأي ازاي بتتصرف.
١ أغسطس — “خدش في الجدار” وحواديت عن حياتي وحياة الناس في تنوين بودكاست لمحبي النوع وللي معاهم وقت في وسائل المواصلات، ممكن تسمع المقابلة الطويلة والدردشة اللي عملها معايا الاستاذ أسامة غاوجي هنا https://omny.fm/shows/faselamankouta/29ca9c6e-60b6-4ba0-bf2a-ad7601619a64?in_playlist=faselamankouta!podcast
والحلقة كاملة عبر يوتيوب هنا : https://bit.ly/3flAXVM
- ((انتظروا [↩]